صحيح من قال «أحب نفسك أولاً، لكي تحبّ الآخرين». إنما لحبّ الذات حدود، يجب ألا تتعدّى ما هو متعارف عليه في المجتمع. حب الذات من أجل تعلّم حب الآخرين، يختلف كثيراً عن الأنانيّة التي ترتكز على حب الذات ونبذ الآخرين أو إهمال حقوقهم. وفي دراسة اجتماعيّة حول هذا الموضوع، لم يرفض الباحثون حبّ المرأة لنفسها وسعيها إلى التفرّد بإطلالتها وحضورها، إنما حذّروا من الإدمان على ذلك وما قد يرافقه من حالات غرور وفوقيّة في التعاطي مع الغير. ويرى الطب النفسي في هذه الشخصيّة نموذجاً متناقضاً، كونها تبحث عن الفرادة في مجتمع مليء بالتشابهات من حيث الأزياء وغيرها من السلع الاستهلاكيّة التي لم تعد حكراً على فئة واحدة من النساء.
أنتِ أو لا أحد
تقع المشكلة عندما تظنّين أنّك الوحيدة الموجودة في هذا العالم، لا أحد يشبهك وأنت لا تشبهين أحداً، باعتبار أنّك الأجمل والأرقى بين الحضور. وبينما تستعدّين لحضور مناسبة معيّنة، إذا بكِ تبدّلين ثوبك الجاهز بثوب آخر، فقط لأنّك علمت أنّ إحدى الموجودات في الحفل اشترت ثوباً مثله، حتى أنّك قد تمتنعين عن حضور الحفل إذا لم تجدي ثوباً بديلاً بالمواصفات نفسها. وإذا كنت تريدين التفرّد في كل غرض تشترينه، من ملابس وأحذية ومجوهرات وعطور وغيرها… فهذا سوف يتعبك كثيراً! لأنّ الموضة هي بمتناول الجميع، وكل امرأة تتذوّق منها ما يحلو لها ويليق بها. وليس معيباً أبداً لو شاءت الصّدف أن ترتدي إحدى الموجودات في السهرة ثوباً شبيهاً لثوبك. فكّري بطريقة إيجابيّة وقولي لنفسك «هذا الثوب يبدو عليّ مختلفاً عمّا يبدو عليها». وبذلك تدرّبين نفسك على حسن المشاركة وتقبّل الآخر من دون أن تزعجي نفسك والمحيطين بك.
الصراع النفسي
تظن المرأة أنّ غرورها وتميّزها عن الأخريات سوف يرفعانها شأناً ويوفّران لها السعادة التي تحلم بها، إنما الواقع الذي ينتظرها مختلف تماماً. ويرى الطب النفسي أنّ هذه الشخصيّة من النساء قد تعيش مع مرور الوقت صراعاً نفسياً حاداً. فهي تدّعي أنّها الأجمل بين الحضور، فيما تكثر النساء الجميلات اللواتي يلفتن الأنظار! تظنّ أنّ الموضة ملكها وحدها، وكأنّ كل ما تقتنيه من ملابس ومجوهرات، لا أحد يملك مثيلاً عنه! تبحث عن الفخامة في كل ما تشتريه وإن لم يكن مناسباً لشخصيّتها وتسعى لأن تكون محور اهتمام الجميع ومحطّ إعجابهم، وإذا ما فشلت مرّة في ذلك يصيبها الإحباط والكآبة حيناً والهستيريا والعصبيّة حيناً آخر، الأمر الذي يسبّب لها اضطراباً نفسياً في شخصيّتها ويؤثّر سلباً على تصرّفاتها مع الآخرين. كما تنتج عن ذلك ثلاث نتائج خطرة ناجمة عن الأنانيّة المَرضيّة وهي:
– صعوبة بناء علاقات جيّدة مع الآخرين.
– فقدان الاهتمام بالنشاطات العامة.
– الشعور بالوحدة والعزلة.















