ساره مرتضى-بيروت
عكست مصمّمة الأكسسوارات اللبنانيّة نتالي طراد رؤيتها ومفهومها لعالم التصميم بشكل مختلف. فأسلوبها فريد، يعتمد على تحويل جذري للعناصر التي تراها، معيدة تعريفها بأساليبها وتقنياتها الخاصة. إلهاماتها متنوّعة، إلا أنّ للطبيعة الجزء الأكبر في ذلك.
-كيف بدأت بتصميم الأكسسوارات؟
تصميم الأكسسوارات يمنحني الحماس الذي كنت أبحث عنه: كيف آخذ الأشكال الكلاسيكيّة من محيطنا الطبيعي وأحوّلها جذرياً من خلال تفكيكها وإعادة تعريفها. لم أرغب في تصميم الأكسسوارات وحسب، بل أردت أن أبتكر منحوتات لافتة تبرز كل من ترتديها. في هذه المجموعة، أخذني خيالي في رحلة جميلة حيث ابتكرت فيه الحقائب والسلاسل.
-إلى أي مدى تتأثر تصاميمك بالشرق؟
ولدت في لبنان ونشأت في الشرق الأوسط. تسري هذه الثقافة في عروقي وتطبع هويّتي، هنا ولد شغفي في تصميم الأكسسوارات. عندما أصمّم المجوهرات، ينعكس ذلك في كل جانب من جوانب شخصيّتي. مجموعتي هي انعكاس لهويّتي، للجمال الشرق أوسطي مع لمسات غربيّة، إنّها تزاوج بين الشرق والغرب.
-كيف تحضّرين لكل موسم؟
تبدأ العمليّة بقصة وطابع للمجموعة، ثم أبدأ بالرسم. أمضي أسابيع عدة في ذلك، تاركة العنان لخيالي وذهني وعيني وأرسم كل ما يخطر في بالي. بعد ذلك، أعمل على بلورة وصياغة وتعديل هذه الأفكار لكي أصل إلى الرسمة النهائيّة الكاملة، ثم أقوم برحلة إلى المصانع في الشرق الأقصى وأبدأ بإنشاء نماذجي وأختبر تقنيات مختلفة إلى أن أصل إلى مبتغاي.
-من أين تستوحين أفكارك؟ وإلى أي مدى تتأثرين بالطبيعة؟
التصميم هو جزء لا يتجزأ من حياتي، أشعر بأنّ مجموعتي هي انعكاس حقيقي للتأثيرات المختلفة التي تتخلّلها رؤيتي الإبداعيّة. في العام 2007، وبينما كنت لا أزال أدرس في باريس في Esmod الدوليّة، اكتشفت نظرتي الشخصيّة للتصميم، حيث أتّخذ الأشكال الكلاسيكيّة النابعة من بيئتنا الطبيعيّة وأحوّلها تحويلاً جذرياً، معيدة تعريف جماليات الموضة بمفهومي الخاص.
في العام 2008 ، بينما كنت في نيويورك، وقعت يدي على كتاب الصور Cabinet of Natural Curiosities لـ Albertus Seba الذي يعتبر أحد أهم الإنجازات في القرن الثامن عشر. يستعرض الكتاب صوراً لحشرات متنوّعة مرسومة بشكل تصويري. رؤية هذه الصور، انعكس تلقائياً على أفكاري وألهمني، لقد سُحرت بالأشكال المعقّدة والنقشات الموجودة في الكتاب، وانتهى بي الأمر إلى ابتكار طابع خاص بمجموعتي مستوحى منه.
بعد ذلك، خلال رحلة قمت بها إلى جنوب شرق آسيا في الصيف الماضي، ازداد سحري بالطبيعة أكثر. وبدأت أسير على نمط « تنشّق بعينيك، اسمع بأنفك، شد بأذنيك وتذّوق بيديك». رأيت كل شيء من منظور مختلف، ما سمح لي باعادة ابتكار ما رأيت وتصميم مجموعتي.
-ما هو الطابع السائد في مجموعتك الأخيرة؟
مجموعتي هي استكمال لمجموعتي الأولى وتمهيد للمجموعة المقبلة. مع ذلك، الخطوط الهندسيّة والأشكال القويّة هي الصفات البارزة في التصاميم.
-ما هي المواد التي تستخدمينها في تصاميمك؟
استخدام مواد مركّبة مثيرة للاهتمام، كاللآلئ والخشب والأحجار الممزوجة بالفولاذ المقاوم للصدأ. أحصل على هذه المواد من الشرق الأقصى، حيث يوجد كنز من المواد المميّزة. ما وجدته هناك ينطبق تماماً على رؤيتي التي كوّنتها لمجموعتي الأولى.
-هل لا تزال المرأة العربيّة تتوجّه نحو التصاميم البارزة التي تحتوي على أحجار كريمة؟
أؤمن بأنّ المرأة العربيّة تحب أن تبرز جمالها من خلال الأكسسوارات. لكن لا أعتقد أنّها تحقّق ذلك من خلال وضع الأحجار الكبيرة. المرأة العربيّة تقدّر وتفهم التصاميم الجيدة وتحب إبراز إطلالتها من خلال قطع فريدة من نوعها.
-كم من الوقت تستغرقين لتصميم قطعة ما؟
لا يوجد وقت معيّن لكل قطعة، فذلك يعتمد على التعقيدات الموجودة في كل تصميم. قطعي مصنوعة يدوياً، لذا أحرص على أن تأخذ كل واحدة منها الوقت الذي تستحقه. تصنيع العينة الأولى منها قد يأخذ بين أسبوعين وأربعة أسابيع.
-من هي المرأة التي تمثّل تصاميمك؟
المرأة التي أصمّم لها، طليقة في لغة الفن والتصميم. قد لا تكون في صدد البحث عن قطعة معيّنة بقدر ما تستهويها القطع الفريدة لكي تضيفها إلى خزانتها وتتألق بها. أنا حتماً أراها امرأة متحرّرة وقويّة، تعكس ثقتها من خلال ما ترتديه.
-من هو المصمّم المحلي أو العالمي الذي يؤثر فيك؟
إنّه سؤال صعب، خصوصاً أنّ هناك عدداً كبيراً من المصمّمين الرائعين، لكن في حال كان عليّ الاختيار سيكون حتماً Alexander Wang، إذ أجد نفسي دائماً منجذبة إلى أسلوبه الجريء والشبابي. كما أنّني أهوى أكسسوارات Givenchy ولا يمكن أن أنسى Proenza Schouler.
-من هي الشخصيّة العالميّة التي تطمحين إلى رؤيتها بتصاميمك؟
لا توجد شخصيّة محدّدة في ذهني، لكن يهمّني كثيراً أن تكون المرأة التي ترتدي تصاميمي قويّة، مستقلة، ولديها أسلوبها الخاص، تختار بدقة الأكسسوارات التي ترتديها لأنّها انعكاس لها. إنّها امرأة لا تتبع الصيحات بشكل أعمى.
-ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
طموحي هو إيصال هذه العلامة إلى العالميّة.















