دينا زين الدين-بيروت
تبدأ مشاعر الأنوثة بالتفتّح لدى الفتيات في سنّ صغيرة، فيملن إلى اللعب بالدمى ويعبّرن من خلالها عن فائض الحنان الذي يشعرن به ولا يفهمن سببه، ونراهنّ يبدأن بتقليد أمهاتهنّ فيضعن الماكياج على وجوههنّ ويحاولن الطهو، حتى أنهنّ يقلّدن طرق كلام أمهاتهنّ وتصرّفاتهن، ويشعرن بعاطفة أكبر تجاه آبائهنّ فيسعين إلى سرق انتباههم. فهل هذه التصرّفات طبيعيّة، وكيف يجب التعامل معها؟
تقليد مقبول
تكتسب ابنتك بعضاً من صفاتك وصفات والدها، فهي تراكما طوال الوقت ومن الطبيعي أن تتأثر بك أكثر لأنّك معها دائماً كما أنّ تكوينكما الفيزيولوجي متشابه، لذلك لا ضير من تقليدك في تسريحة شعرها مثلاً أو اختيارها للحذاء الرياضي أو لألوان الملابس.
دواعي القلق
يخرج الوضع عن إطاره الطبيعي حين تكتشفين مثلاً أنّ عدد السجائر من علبتك ينقص وتعرفين أنّ ابنتك تدخّن في السر، أو تلاحظين أنّها تتصرّف بطريقة وتقول كلاماً يوحي بأنّها أكبر من عمرها، عندها عليك أن تقلقي وتستفسري أكثر عن الموضوع.
المواجهة ضرورية
يجب ألا تتجاهلي الموضوع أو تعتبري أنّها فترة عابرة وتنتهي، فالعديد من المدخّنات اكتسبن هذه العادة في سنّ صغيرة جداً، كما أنّك بذلك تتسبّبين بأذيتها جسدياً وصحيّاً وكذلك نفسياً لأنّها بهذه الطريقة لا تعيش طفولتها بشكل طبيعي، لذلك يجب مواجهتها بخطئها وإفهامها عواقب أفعالها.
حين تتوقفين أتوقف
قد تقول لك وقت المواجهة: «حين تقلعين عن التدخين أتوقّف!»، إنّه ردّ ذكيّ جداً وعليك امتلاك الجواب الأذكى، قولي لها مثلاً: «أنا لم أجد من ينبّهني في صغري على خطورة التدخين وإلا لكنت أقلعت عنه»، أو: «أنا أحاول الامتناع عن التدخين وقريباً سأتخلّص من هذه العادة السيّئة نهائياً».
التقرب والتفهم
إنّ تقليد ابنتك لك في بعض العادات السيّئة يعني أنّك كنت بعيدة عنها حين بدأت بممارستها، ويتطلّب منك التفكير بعلاقتك بها وبما ينقصكما من تقارب وتحاور وتفاهم.
الماكياج لها أيضاً
من الطبيعي أن ترغب في وضع الماكياج، فهي تعرف أنّه سيبرز جمالها كما يحصل معك، وتريد التأكد من أنّ مظهرها سيبدو أفضل. لا تمنعيها لأنّها عاجلاً أو آجلاً ستبدأ بوضعه، اشتري لها منتجات خاصة لا تؤذي بشرتها وتكون مناسبة لسنّها.
أبي لي فقط
يزيد تعلّق الفتيات بوالدهنّ ويرغبن في منافستك على قلبه فيتغنّجن عليه ويقضين المزيد من الوقت برفقته، وهذا أمر طبيعي وعابر شرط ألا يزيد عن حدّه فيولّد نفوراً في مشاعر ابنتك تجاهك، لذلك تقرّبي منها واغدقي عليها المزيد من عطفك وحنانك.
اقلبي الموقف لصالحك
يمكنك أن تستفيدي من تقليدها لك، لتعلّميها أموراً مفيدة وتحصلي على مساعدتها في المنزل. شجّعيها على تعلّم الطبخ مثلاً، اشتري لها مئزرة مناسبة لمقاسها وأشركيها في أعمال المطبخ.
لا للعقاب نعم للمصارحة
لا تحتاج معالجة الموقف إلى الكثير من التوتّر والغضب والانفعال، فما تمرّ به صغيرتك طبيعي ومرحلي، ويحتاج إلى إيلائها المزيد من اهتمامك. لا تنسي أنّك عندما كنت صغيرة اعتدت تقليد والدتك، لكنّك بعد ذلك استقللت بشخصيّتك. تحدّثي إليها طوال الوقت في كلّ المواضيع وستجدين أنّ الأمور ستحلّ بسلاسة وهدوء.















