كريستيل زيادة-بيروت
آراء مختلفة تمّ تبادلها حول فارق السنّ المناسب بين الشقيقين. ففي حين يجد البعض أنّ الأمر سيكون شاقاً على الوالدين لدى تربية طفلين متقاربين جداً في السنّ، يرى البعض الآخر أنّه من الأفضل أن يكون فارق السنّ قليلاً بينهما ليلعبا معاً ويكونا سويّاً في مرحلة المراهقة. لا شكّ في أنّ الأمر يختلف بين أسرة وأخرى، لذا تعرّفي على فوائد الفارق الكبير وحسنات الفارق القليل وسيّئاته، كي تنتقي بدورك الوقت الملائم لإنجاب طفلك الثاني.
التريّث مفيد لصحّتك
تؤكّد دراسات كثيرة أنّ المرحلة المثاليّة بين الحملين هي بين 18 و23 شهراً. في هذه الفترة، ستتمكّنين من استعادة رشاقتك والاستراحة قليلاً من الحمل الأول. فلا تنسي أنّ جسمك بحاجة إلى فترة راحة بعد الرضاعة كما أنّك بحاجة إلى النوم السليم وغير المتقطّع قبل خوض تجربة حمل جديد. بالإضافة إلى ذلك، تنخفض مستويات الكالسيوم والحديد وحمض الفوليك الموجودة في جسمك خلال الحمل الأول، لذا سيكون من غير الصحّي أن تحملي مباشرة.
اعطي لكلّ طفل حقّه
لدى وجود تباعد في الأعمار، ستعطين وزوجك فضلاً عن جميع أفراد أسرتكما الطفل البكر حقّه الكافي من الدلال والعناية الضروريّة، كما ستتمكّنان من القيام بجميع النشاطات الترفيهيّة معه قبل الاستعداد لإنجاب طفل آخر، وتستمتعان بكلّ لحظة إلى جانبه.
للفارق الكبير حسناته…
حين يكون فارق السنّ كبيراً بين طفليك أي بين سنتين وأربع سنوات، سيحبّ طفلك البكر في أغلب الأوقات مشاركتك في الاعتناء بشقيقه. فضلاً عن ذلك، بإمكانك الاتّكال عليه في تسلية شقيقه الصغير حين تكونين منهمكة بأمور أخرى في المنزل. سيستوعب طفلك البكر أيضاً حاجات شقيقه المولود حديثاً وسيتفهّم اهتمامك الزائد به. فحين يكون الفارق بين سنتين أو 3 سنوات مثلاً، ستتمكّنين من تكريس وقت كاف للمولود الجديد أثناء تواجد ابنك البكر في الحضانة أو المدرسة.
… وسيّئاته أحياناً
حين يكون الفارق بين طفليك كبيراً، تختلف احتياجاتهما بطبيعة الحال، فتجدين صعوبة في تلبيتها كلّها في الوقت نفسه، لا سيّما إن لم تستعيني بشخص يساعدك في المنزل. فعلى سبيل المثال، قد تحتاجين إلى اصطحاب طفلك إلى عيد ميلاد صديقه، في حين يكون مولودك الرضيع بحاجة إلى تناول الحليب. كما أنّ الطفل الذي يحظى بكلّ الاهتمام خلال سنتين أو ثلاث سيواجه صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد وفي التعامل مع شقيقه الأصغر الذي سيعتبره في الفترة الأولى فرداً غريباً عن العائلة.
مميّزات تقارب الأعمار
يفضّل بعض الثنائيّات عدم الانتظار كثيراً لإنجاب الطفل الثاني لأسباب مختلفة:
– حين يكون الفارق أقل من سنة، لن يشعر الطفل البكر بالغيرة من شقيقه.
– يكوّن الشقيقان أصدقاء مشتركين كما يوليان اهتماماً بالألعاب نفسها طبعاً إن كانا من الجنس نفسه.
– لدى تقارب الأعمار بين الإخوة بإمكانهما استعارة الملابس من بعضهما البعض.
ظروف متفرّقة
– بعض النساء لا يستطعن الانتظار 18 شهراً لإنجاب المولود الثاني بسبب تقدّمهن في السنّ كما أنّ بعض الأزواج يفضّلون إنجاب أكثر من طفل فيخطّطون للأمر بفترات زمنيّة متقاربة.
– تواجه بعض النساء أحياناً مشاكل صحيّة تجبرهنّ على الانتظار لبضع سنوات قبل الإنجاب، في حين تتطلّب بعض الحالات من المرأة الحمل بعد أشهر قليلة من إنجاب مولود الأول لتفادي إصابتها بأعراض مختلفة.
في النهاية، تبقى لكلّّ ثنائي ظروفه الخاصة وحريّة اختيار الوقت المناسب، ولا بدّ من استشارة الطبيب المختص الذي سيقدّم لكلّ امرأة النصائح المناسبة.















