مروة ابراهيم-القاهرة
استحق لقب «الزعيم» عن جدارة، تربّع على عرش الكوميديا منذ سنوات طويلة… هو حقاً زعيم، كلامه قليل لكنّه يصيب، يرفض أن يكون للفنان عمر افتراضي، قدّم لبلده مصر العديد من الأفلام التي لا تزال محفورة في أذهاننا، وليس مفاجئاً أن نرى هذه الأفلام اليوم تحاكي الواقع المرير الذي نعيشه… إنّه النجم عادل إمام.
– تطالك الشائعات من فترة إلى أخرىوآخرها كان إصابتك بعارض صحي كاد أن يفقدك حياتك. ماذا تقول حول هذه الشائعات؟
الحمد لله أنا بخير. كنت أسابق الزمن للانتهاء من تصوير مسلسل «العراف»، حيث كنا نصوّر ليلاً نهاراً، إنما «أنا زي الفل» وصحتي بخير… من الجيد أن أقرأ نعيي بنفسي، بدلاً من أن يقرأه أحد لي، لا أعرف مصدر هذه الشائعة، على ما يبدو هناك شخص دمه خفيف يريد أن يداعبني. اعتدت سماع هذه الشائعات، وأتعجّب عندما تمر فترة من دون ظهورها مرة أخرى… يجب أن ينظر الإنسان إلى الحياة بتفاؤل ويبتعد عن الأفكار التشاؤميّة.
– هل تعتقد أنّ الفنان يجب أن يعتزل في وقت ما؟
أنا ضد هذه الفكرة تماماً، ما دام الفنان قادراً على العطاء فلماذا يعتزل… المهم أن يحترم جمهوره وفنّه ومشواره واسمه، ويختار ما يناسبه ويناسب عمره ومكانته التي وصل إليها، وألا يكون هدفه التواجد لمجرّد التواجد، وهذا ما يقع فيه بعض الفنانين للأسف، فتكون النتيجة عكسيّة تجعل الجمهور ينصرف عنه. إذا نظرنا إلى عالم هوليوود، نجد أنّ الفنانين هناك يواصلون مسيرتهم حتى بعد تجاوزهم السبعين عاماً، وأعمالهم ناجحة وتلقى قبولاً من جمهورهم لأنّهم يعرفون ماذا يختارون وفي أي عمل يشاركون.
– كيف ترى الأعمال المشاركة في رمضان هذا العام، لا سيما أنّه حافل بأسماء لامعة من النجوم الكبار والشباب؟
أجد أنّ كل فنان مشارك في رمضان، يقوم بواجبه ويجتهد في تقديم أفضل ما لديه، والمشاهد في النهاية هو الذي يحكم… ووجود أعمال وأسماء من الوجوه الشابة يعد ظاهرة صحيّة، استطاعت أن تأخذ فرصتها وتقدّم نفسها للجمهور بشكل جيد وتترك بصمة لديه.
– هذا هو التعاون الثالث مع ابنك المخرج رامي إمام والفنان محمد إمام، كيف ترى كلاً منهما؟
بالتأكيد شهادتي مجروحة، بالنسبة إلى رامي، وبكل صدق، أرى أنّ لديه إحساساً ورؤية خاصة به في أعماله، ما انعكس على الشاشة وأشاد به كثيرون، وأنا أثق برأيه وإمكاناته الفنيّة، خصوصاً أنّه قادر على استخدام أدواته الإخراجيّة بحرفيّة عالية. أنا متفائل بابنيّ، فهما يبذلان مجهوداً كبيراً في عملهما، وأحمد الله أنّني لم أتوسّط لهما في الفن لكي يتميّزا، فالفن هو المهنة الوحيدة التي ليس فيها وساطة ولا محسوبيّة، وموهبتهما الحقيقيّة هي التي جعلت الناس يشاهدون أعمالهما… حب الجمهور خال من أي وساطة.
– لماذا تصر على وجود عدد من الوجوه الشابة في أعمالك، سواء التلفزيونيّة أم السينمائيّة؟
إذا لم نمد يدنا إلى الوجوه الجديدة، فمن سيقف إلى جانبهم؟! عندما بدأت مشواري الفنّي، هناك من وقف إلى جانبي ودعمني وقدّم لي الفرصة، وأنا اليوم أفعل مثلما حدث معي، يجب علينا كجيل سابق أن نساند الفنانين الشباب ونمد لهم أيدينا ونقدّم لهم الفرصة الجيدة التي تساعدهم على وضع أقدامهم على الطريق الصحيح.
– تقول دائماً إنّ الفن هو الذي يقرّب الشعوب من بعضها بعضاً، كيف ذلك؟
للفن تأثير ساحر على كل شيء في حياتنا، ومن خلاله تستطيع تغيير المفاهيم وبناء جسور اتصال مع الآخر، مهما كانت المسافات بعيدة. الفن يستطيع التوحيد بين الشعوب، وأكبر دليل على ذلك هو مسلسل «فرقة ناجي عطالله»، حيث ضم فريق العمل ممثّلين من طوائف عدة، وهذا أكبر دليل على أنّ الفن يرفض التمييز وأنه قادر على توحيد الشعوب.
– يستعين الشباب على Facebook وTwitter ببعض الجمل من أعمالك الفنيّة، للسخرية من الوضع الذي تشهده مصر حالياً، فهل يسعدك بأن أعمالك موجودة ويستشهد بها؟
الحمد لله، فأنا قدّمت أعمالاً وأفلاماً كثيرة قبل الثورة المصريّة، ناقشت من خلالها مشاكل المواطن المصري وانتقدت أموراً كثيرة كانت تحدث، حيث كنت أحمل هموم بلدي وهموم المواطن المصري وكانت لدي رؤية مستقبليّة قدّمتها من خلال أعمالي. أرى أنّني ساهمت كثيراً في تنمية الحس السياسي، وناقشت في كثير من أفلامي الفساد السياسي ومشاكل المجتمع المصري. أعتبر أنّ أكثر الأعمال التي استطعت أن أحقّق من خلالها إنجازات هي الأعمال الفنيّة التي تركت بصمة لدى الجمهور، والحمد لله هي كثيرة، فهناك «الإرهاب والكباب»، «طيور الظلام»، «اللعب مع الكبار» الذي كان فيه مشهد «أنا هاحلم هافضل أحلم» وفيلم «الارهابي»، وهناك مشهد التظاهرة في فيلم «النوم في العسل» الموجّهة لمجلس الشعب والجموع تهتف «آه… آه… آه»، وكثيراً ما استخدم هذا الهتاف في ميدان التحرير، واستعان شباب الفايسبوك بأعمالي في انتقاد ما يحدث حالياً على الساحة المصريّة.
– كيف ترى ما يحدث حاليا في مصر؟
لا بد أن ينظر الإنسان إلى الحياة بتفاؤل بعيداً عن الأفكار السوداويّة حتى لو صادفته أكبر المعوقات خلال حياته، فلا بد أن يؤمن بأنّ هناك أملاً في غد أفضل، فمهما طال الظلام بالتأكيد سيظهر شعاع النور ليضيء الدنيا ويبدّد الظلام، اللهم احم مصر وكل بلادنا العربيّة.
– هل ترى أنّ الفن يتأثر بما يحدث حالياً، لا سيما بعد اعتصام الفنانين والمثقّفين في وزارة الثقافة؟
الفن مزروع في قلب كل مصري، اذهبي إلى أي مكان في مصر وستلمسين الفن، ستجدين الطفل الصغير يغنّي وهناك من يأتي بأي شيء ويصنع منه آلة موسيقيّة وهناك من يغني على الربابة. هذا الشعب محب للفنون بكل أشكاله منذ آلاف السنين، هناك المتحف المصري والقبطي والإسلامي والزراعي، الفن متأصّل في مصر، الفن يسعد الناس ويخرجهم من الهموم التي ترافقهم منذ سنوات.















