طفلك ناقد فنّي وجمالي

دينا زين الدين-بيروت

تعتني المدارس جيداً بالأطفال، تعلّمهم الحساب والجبر والهندسة والعلوم، لكن قليلة هي المدارس التي تنمّي حسّهم الفنّي، فالفنون المختلفة تمنح الحيّز اللازم لكي تنشئ جيلاً ذوّاقاً. إنّها مهمّتك إذاً، ابدئي بها منذ سنواته الأولى وزيدي الجرعة مع تقدّمه في السن وحتى اقترابه من سنوات المراهقة.

الاستمتاع بما حوله
حفّزيه على الضحك والاستمتاع بما حوله، أسمعيه كلاماً جميلاً ومفردات إيجابيّة، فهو طفل يستحق أن يكون سعيداً، كما أنّه بهذه الطريقة سيكبر ليصبح شخصاً متفائلاً وسيجد منفذاً مهما كانت الظروف المحيطة به.

الاهتمام بمظهره
ساعديه في تنسيق ملابسه وليكن محيطه نظيفاً ومرتّباً ومنظّماً منذ الصغر، سواء في البيت أم في الروضة ولاحقاً في المدرسة والجامعة، حتى ينتقل إليه حبّ الترتيب والتنظيم.

المبادرة والرفق
فيلكن عطوفاً يشعر مع الآخرين، يبادر إلى المساعدة ولا يحكم على الناس استناداً إلى شكلهم الخاجي، كما عليه أن يرفق بالحيوانات فلا يؤذيهم.

الموسيقى الصحيحة
أن يستمع إلى الموسيقى لا يعني أغاني الأطفال أو بعض الفنانين الشباب، بل أن يختبر موسيقى Beethoven وBach. يمكن أن تعوّديه عليها حين يكون رضيعاً وتضعيها له قبل النوم وصباحاً حين يستيقظ.

المعارض والمتاحف
زيارة المتحف أو المعرض ليست عقاباً، بل متعة يجب أن يختبرها أولادك وعليك أن تبسّطي لهم معنى ما يروه كي يكوّنوا مخزوناً ثقافيّاً وفنيّاً يظل معهم بعد أن يصيروا شباباً.

زيارة الحدائق
خلال عطلات الأسبوع، خذي أولادك إلى الحديقة العامة، فليسمعوا زقزقة العصافير ويستمتعوا بالهواء الطلق وبصوت حفيف أوراق الشجر، ويستنشقوا أريج الأزهار، حتى يقدّروا جمال الطبيعة وينعكس الأمر صفاءً وهدوءاً على شخصيّتهم مستقبلاً.

ديكور غرفته
فليختر ألوان طلاء الجدران واللوحات التي يريدها في غرفته وليشاركك في تقسيم الأثاث وتوزيعه، ولينتقي غطاء سريره، إذ يجب أن يقضي وقته في محيط يسعده ويرضيه.

حسّ المغامرة
من المفيد أن يملك حسّ المغامرة، فلا يخاف من تجربة رياضات أو هوايات جديدة، حتى لو أخفق في البداية ولم ينجح فيها كلّها، إلا أنّه سيعرف ما الذي يحبّه فعلأً، وسيختبر معنى النجاح بعد الفشل.

الذواق الصغير
عوّديه أن يستمتع بأصغر الأمور، من وجبة شهيّة يتناولها مع أشخاص عزيزين على قلبه إلى لوحة فنيّة يراها في أحد المعارض وهو برفقتك، قد لا يفهم معانيها أو شرحك لها، لكنّه سيبدأ بالتفكير وسينتهي به الأمر إلى المزيد من التعمّق وإلى امتلاك ذوق رفيع وحس فنّي.