سناء دياب-بيروت
لا يتوقّع طفلك مع بدء نموّه أن توكل إليه مهمات من دون الاعتماد على مساعدتك المباشرة وبعيداً عن تقليد الكبار. لكن لا تتردّدي واطلبي منه القيام ببعض الأعمال كي يصبح فاعلاً في محيطه، فعليه أن يتعلّم ذلك وأن يدرك الكثير من معاني المسؤوليّة الاجتماعيّة مثل احترام مشاعر الآخرين والتمييز بين الخير والشر.
فعالية ومشاركة
أطلبي من طفلك أداء المهمات الآمنة والبسيطة، مثل جمع ألعابه ونقل الأشياء خفيفة الوزن من مكان إلى آخر ووضع نفايات غرفته في سلّة المهملات… لا شكّ في أنّ لديك الكثير من الأفكار التي يمكنها أن تحوّل العمل إلى متعة. أخبريه أيضاً أنّه أصبح كبيراً وأنّ عليه المشاركة في تحمّل الأعباء المنزليّة.
لا للأعمال الصعبة
لا تطلبي من طفلك القيام بأعمال صعبة وإن كان يبدي حماسة تجاه ذلك، فهو لن يبدي القدر نفسه من الحماسة في المرّة المقبلة وفي حال طلبت منه القيام بعمل متعب، الأمر الذي قد ينعكس على تعامله مع مختلف المواقف الحياتيّة في المستقبل، فينحو في يومياته نحو الكسل والتهرّب من تحمّل المسؤوليات.
العمل ليس متعباً
لا تتذمّري في حال كان عليك القيام بعمل متعب على مسمع من طفلك. عليك أن تقدّمي له المثال الأفضل وأن تكوني الشخص القدوة بالنسبة إليه. وفي حال أبديت استياءك كلما كان عليك إفراغ سلّة النفايات أو تنظيف أرضيّة المنزل، فأنت تبلغينه أنّ العمل ممل ومتعب وأنّه لا بدّ من تجنّبه قدر الإمكان.
حذارالتدخل في عمله
لا تتدخّلي أثناء تحمّل طفلك مسؤوليّة القيام بعمل ما. أن ينجز العمل بمفرده، يعزّز ثقته بذاته وبقدرته على القيام بشتى الأعمال وتحمّل المسؤوليات في غير اتجاه. لذا راقبيه من بعد أثناء إنجازه الأعمال التي عهدت بها إليه من دون أن يشعر بوجودك ولا تتدخّلي إلا في حال شعرت بأنّ ثمة خطراً يهدّده.
قصّة وعبرة
الجئي إلى القصص واختاري منها ما يتضمّن دروساً حياتيّة، فالطفل يشعر بمتعة حين يقرأ أحدهم قصّة على مسمعيه، ثم ناقشي أحداث القصّة معه واطرحي الأسئلة عليه، بعدها شجّعيه على طرح الأسئلة والتمييز بين السلوكيات والمواقف الإيجابيّة وتلك السلبيّة، ليدرك أنّ لكل تصرّف وسلوك نتائجه المناسبة.
معه جنباً إلى جنب
خصّصي وقتاً تمضينه إلى جانب طفلك بانتظام وشجّعيه أثناء جلساتكما على وصف أحداث يومياته والتعبير عن المشاعر التي انتابته تجاه هذه الأحداث وعن آرائه بما حدث وبما كان يجب أن يحدث. فهذا يمنحه القدرة على إصدار الأحكام على ما يدور حوله وبالتالي القيام بالخطوة الأولى على طريق تحمّل المسؤوليّة.
فيم وانفعالات
علّمي طفلك، من خلال ما يشاهده عبر التلفزيون أو صفحات الكتب، التعرّف على القيم مثل الشجاعة والشفقة والجديّة والتمييز بين الخير والشر، ثمّ اطرحي عليه: «هل قمت بسلوك شريف اليوم؟ كيف؟»، فهذا يمكّنه من التعرّف على ما يقع على عاتقه من مسؤوليات أخلاقيّة ومعنويّة تجاه محيطه الاجتماعي.
التجربة خير برهان
علّمي طفلك تحمّل المسؤوليّة من خلال التجربة الحياتيّة. فالأفعال اليوميّة تكتسب مع مرور الوقت وبفعل التكرار، ما يساعده على اكتساب الخبرات السلوكيّة. إنّها فرصتك الذهبيّة! فحين تشرحين له سبب قيامك بتصرّف ما، يمكنه أن يصبح أكثر وعياً لحاجات الآخرين.
تصرّف مسؤول
احرصي على أن يتعلّم طفلك فهم مشاعر الآخرين، لا بل علّميه أن يفهم أسباب المشاعر التي تنتابه، مثل الغضب والتوتّّر، ما يمكّنه من التعامل مع المواقف بعيداً عن الانفعاليّة الهدامة. لا تنسي تعليمه الطرق السليمة للتعبير عن مشاعره، فهذا يؤدي إلى نمو ما يسمى «التصرّف المسؤول» في شخصيّته.















