نتّفق جميعاً أنّ الدراما ليست هي الحياة الحقيقيّة، إلاّ أنّها تظلّ استعادة لها أو حواراً مستمرّاً معها، ولكي تصل إلى قلوب الناس، فهي بحاجة إلى ممثّلين محترفين، يعيشون الحالة في أعمالهم بصدق، قد يتعرّض بعضهم لانهيار عصبي، جراء صعوبة الدور وقساوته، إلاّ أنّهم لا يكترثون لهذه الأمور، لأنّ موهبتهم نابعة من إيمان داخلي، وهم يحاولون تكريسها لخدمة مجتمعهم. هي جزء من هذا العالم، بل هي من هذه الأسماء، التي طبعت في ذاكرة المشاهد، فأصبحت رقماً صعباً في مجال الدراما السوريّة. هي ديما قندلفت، التي تبهرنا في كلّ ما تقوم به، فتأخذنا بسحرها، وتأسرنا بموهبتها، فنصدّق كلّ كلمة تتفوّه بها. أو ليس هذا ما يميّز نجمة عن أخرى؟ فلنكتشف معاً في هذا اللقاء.
أنت اليوم امرأة ناجحة جدّاً، فهل تخطئين أيضاً في قراراتك العاطفيّة؟
(ضاحكة) لا أتسرّع بتاتاً في اختياراتي العاطفيّة، وانتهاء علاقة ما ليس فشلاً في نظري، بل هو بداية لمرحلة جديدة من حياتي. إنّما قراراتي دائماً ما تكون صائبة، ومن أسلّم قلبي له، هو غالباً ما يكون جديراً بهذه الثقة.
الدراما السوريّة من صغيرها إلى كبيرها، قائمة على بطولة جماعيّة ناجحة، وهذا قلّما نشاهده في الأعمال الدراميّة الأخرى، وهو ما جعلكم تتفوّقون في هذا المجال، لا سيّما أنّ من يقوم بأصغر دور في العمل، هو نجم في مجاله؟
ربّما ما قلته هو جزء من تميّز الدراما السوريّة التي تتمتّع بنقاط إيجابية كثيرة. كما أنّها تضمّ مخرجين متميّزين، وكتّاب سيناريو يعيشون الواقع بقلمهم الجميل. فيدخلون إلى خبايا هذا الواقع، ويترجمونه بشفافيّة مطلقة. ومن يتابع الدراما السوريّة، يجد أنّ كلّ مشهد ما، يبرز نجماً بعينه، لأنهّ متقن بكلّ زواياه، ولا سيّما أنّ كلّ الأدوار المشاركة، يقوم بها ممثّلون حقيقيّون، وهي ليست قائمة على كومبارس، مع احترامي الشديد لوجودهم في العمل.
إلى أيّ مدى ساهمت الأعمال التركيّة المدبلجة باللّهجة السوريّة في تقريب المشاهد العربي إلى لهجتكم؟
لا أوافقك الرأي، فاللّهجة السوريّة هي التي ساهمت في تقبّل الدراما التركيّة لدى الناس، ولو لم تكن مدبلجة بلهجتنا، لما نجحت وحجزت مكانة لها في قلوب المشاهدين العرب. وهذا شبيه بما فعلته اللّهجة اللبنانيّة، حين ساهمت في نجاح الدراما المكسيكيّة في وقت مضى.