دينا زين الدين-بيروت
إنّه الحل الأسهل لكلّ شيء، يسمح لكِ بأن تسترخي ما يحلو لك من الوقت أمام شاشة التلفزيون أو بأن تنامي لساعة إضافيّة في الصباح الباكر أو تتغاضي عن اتصالات والدتك المتكرّرة بأن تأتي إلى منزلها لتقلّي أولادك الذين تركتهم برفقتها لقضاء فترة بعد الظهر… إنّه التأجيل الذي يسهّل حاضرك ويؤخر مستقبلك. فهل أنت مدمنة عليه، وكيف السبيل لتخطّي كسلَك والقيام بأعمالك ومسؤلياتك في وقتها؟
1 عائق أمام التقدّم
التأجيل يعيق تقدّمك في الحياة، فهو نابع عن رغبة واعية وذاتيّة بتأخير أو عدم القيام بأمر نستطيع الإتيان به، والسبب هو عدم شعورك بالرغبة في ذلك، صحيح أنّه يجمّل حاضرك فيريحك من أداء بعض الأعمال الصعبة، لكنّه يوقعك في الكثير من المشاكل مستقبلاً، يمكن أن تؤذيك ماديّاً ومعنوياً.
2 العمل المزعج
السبب الأوّل للتأجيل هو أن يكون العمل المؤجّل مزعجاً وغير مريح. وفي هذا الإطار، تقول ليلى (27 عاماً): «تلازمني عادة التأجيل منذ أيّام الجامعة، إذ كنت أؤجّل المشاريع والأبحاث التي تُطلب مني حتى اليوم الأخير فأخسر الدرجات العالية على الرغم من أنّني أتمتّع بالذكاء الشديد بشهادة معظم أساتذتي، وقد لازمني التأجيل حين بدأت بالعمل، فأتلقّى دائماً النقد من رؤسائي لأنّني أتأخّر بأداء ما يطلب منّي».
3 الخوف من المجهول
تؤجّل المرأة أحياناً قرارات مصيريّة بسبب خوفها من المجهول، ومنها قرار الارتباط، وحين تنتبه إلى خطئها يكون الأوان قد فات. حول هذا الموضوع، تقول هبة (36 عاماً): «لطالما أخافني قرار الارتباط، لأنّه سيعني تغييراً جذريّاً في الحياة التي اعتدت عليها، فكنت أؤجّل وأفكّر بيني وبين نفسي أنّ أمامي الكثير من الوقت كي أجد الشخص المناسب وأتزوّجه». تكمل هبة: «رفضت الكثير من الرجال الذين تقدّموا لخطبتي، ومع الوقت لم يعد أحداً يطرق بابي، لذلك تعلّمت ألا أؤجّل أيّ قرار مهم وأن أكون أكثر جرأة وقوّة في كلّ ما يتعلّق بمستقبلي».
4 حين لا ينفع الندم
الانشغال بالتفاصيل الحياتيّة الصغيرة يدفعنا إلى تأجيل أمور نراها ثانويّة لنكتشف لاحقاً أنّنا خسرنا للأبد ما قمنا بتأجيله بسبب كسلنا أو عدم قدرتنا على توزيع وقتنا بين الأعمال التي يجب إنجازها. تقول سناء (39 عاماً): «توفيت جدتي من دون أن تتسنّى لي رؤيتها لكي أودّعها بسبب تأجيلي المتكرّر لزيارتها، واليوم، وبعد مرور عام على رحيلها، لا أستطيع أن أسامح نفسي على إهمالي واستهتاري» وتضيف: «اكتشفت بعد هذه الحادثة أنّ الحياة قصيرة جداً ويجب عدم تضييع دقيقة من وقتننا من دون الاستفادة والقيام بأمر مفيد، وصرت أواظب على القيام بمسؤولياتي في وقتها، فلا أحد يعلم ما الذي يخفيه المستقبل.»
5 المهام الوظيفيّة الصعبة
أحياناً نؤجّل بعض المهام ببساطة لأنّنا لا نعرف كيفيّة القيام بها، لا سيما حين يتعلّق الأمر بالمهام الوظيفيّة، ولا ضير في هذه الحالات أن نسأل، فالمدير سيحترمك إن صارحته بجهلك لهذه المسألة أو تلك بدل أن تؤخّري تسليمها أو تسلّميها مليئة بالأخطاء، ولا ضير إذا لم تتعلّمي من المرّة الأولى، فمن الطبيعي أن تجدي صعوبة في تأدية أمر جديد، لأنّك ستتعلّمين مع الوقت وستكسبين ثقة واحترام من حولك.
6 لا للتردّد
أكثر أسباب التأجيل شيوعاً هو التردّد، فالخطأ ولا سيما في المجتمعات العربيّة يكلّف الكثير سواء في القضايا الشخصيّة أو المهنيّة، لذلك نختار أن نؤجّل اتخاذ القرار لعدم اقتناعنا 100% بصوابيّته ولخوفنا أن يكون خاطئاً، وتنتابنا مشاعر القلق والاضطراب والخوف بسبب هذا التأجيل، والأفضل في هذه الحالات القيام بما نراه مناسباً حتى لو تبيّن أننا كنّا مخطئين، لأنّنا سنتعلّم من خطئنا ولن نكرّره لاحقاً.















