دينا زين الدين-بيروت
كلّ واحدة منّا تحتاج إلى إجازة، سواء أكانت تلميذة في المدرسة أم طالبة في الجامعة أم موظّفة في شركة أم زوجة فضّلت أن تكون ربّة منزل… فالإجازة هي ما يحتاج إليه الجسد والعقل لكي يستعيدا الزخم والرغبة في الاستمرار، إنّها المساحة التي نرغب أن نبتعد فيها عن حياتنا العاديّة لكي نشتاق إلى الروتين اليومي ونقدّر قيمته ونشعر بأنّ له معنى وأهميّة. فما هي فكرتك عن الإجازة المثاليّة، وكيف السبيل لتستمتعي إلى أقصى حدّ بها؟
التواصل المفقود مع العائلة
مثلما نجد الوقت للعمل وللواجبات المنزليّة والزيارات الاجتماعيّة وغيرها من المسؤوليّات التي تكاد تسرق حياتنا، علينا أن نجد وقتاً للإجازة، فنخصّص بضعة أيام أو أسابيع ولو مرّة في العام للترفيه والاستمتاع بعيداً عن ضغوط الحياة.
تسعى العديد من النساء إلى الاستفادة من وقت الإجازة لقضاء وقت أطول مع أفراد الأسرة، إذ يشعرن بأنّ المهنة أو الدراسة تسرقهنّ من الحياة الاجتماعيّة. في هذا الإطار، تقول ليلى (32 عاماً): «أحاول تقسيم وقت إجازتي للقيام بأكثر من نشاط، فأزور أقاربي وأصدقائي وأخرج مع أفراد أسرتي، وينقضي الوقت بسرعة قياسيّة فأشعر بأنّني لم أستغل هذه الأيام القليلة بالشكل الملائم، إذ لطالما رغبت أن أحجز في أحد المنتجعات الصحيّة للخضوع لجلسة تدليك أو للاهتمام ببشرتي وشعري وجسدي، لكنّني لا أتمكّن من القيام بذلك لأنّني وببساطة غير قادرة على تقسيم وقتي بالطريقة الأمثل».
السفر هو الحل
تنظيم الوقت هو المعضلة التي يصعب على معظم النساء حلّها، فنحن نعيش في سباق مع الزمن، لذلك من المفيد التخطيط للإجازة قبل فترة. حول هذا الأمر، تقول علياء (26 عاماً): «أخطّط لإجازتي قبل شهر من موعدها وأقسّم الوقت كي أستفيد من كلّ دقيقة. يجب أن تتضمّن خططي السفر بضعة أيام مع صديقتي المفضّلة إلى بلد جديد، فالابتعاد عن كلّ ما أعرفه والالتقاء بأناس جدد والتعرّف على حضارة ولغة ومعالم سياحيّة جديدة، ضروريّ جداً بالنسبة إليّ لكي أجدّد طاقتي ونشاطي، هكذا أعود إلى بلدي سعيدة ومليئة بالطاقة الإيجابيّة والفرح. ولا أنسى أن أترك بضعة أيّام من إجازتي لأزور الأهل والأقارب، فوالدتي ترهقني بنصائحها المتكرّرة بأن أكون اجتماعيّة وألبّي الدعوات التي نتلقاها ولكنّ عملي يأخذ كل وقتي، وتكون الأيام المتبقّية من الإجازة الوقت الأمثل للزيارات».
سياحة في المراكز التجاريّة
إنّها الفترة التي نخصّصها لمتعتنا الشخصيّة ولذلك يجب ألا نتقيّد خلالها بشيء، فنستيقظ في الساعة التي تحلو لنا، نتأخّر بالسهر، نأكل كل ما نشتهيه، ونشتري ما نرغب فيه… إنّها الشعارات التي تحملها ميساء (24 عاماً) للاستمتاع بإجازة لا تُنس. تقول: «إنّها الفترة التي أدلّع فيها نفسي إلى أقصى حد، أقضي ساعات طويلة في المراكز التجاريّة، أتنقّل بين المتاجر وأجرّب الملابس وأشتري أجملها، فأنا أدخّر الأموال لأشهر حتى يتسنّى لي أن أصرف كيفما أشاء في الإجازة، فما نفع الأموال إذا لم نستمتع بها؟».
النوم ثمّ النوم
معظم النساء العاملات والمتزوّجات يرغبن في أن تكون إجازتهنّ فترة للراحة كي يسترجعن نشاطهنّ لمواجهة المسؤوليّات التي لا تنتهي. حول هذا الأمر، تقول السيدة هبة (45 عاماً): «آخذ إجازتي دائماً في الشتاء حين يعود الأولاد إلى مدارسهم، فأنا أحتاج إلى الراحة التي لا أعرفها حين يكونون في المنزل، وأستغلّ الوقت في النوم، حيث أستمتع بالهدوء في بيتي الذي يضجّ في العادة بالأصوات والحركة».
تعزيز الأداء
تؤكد العديد من الأبحاث والدراسات أنّ فترة الإجازة هامة وضروريّة لتعزيز أداء الموظّفين وزيادة إنتاجيّتهم، فالعمل بشكل متواصل لفترات طويلة يدخلنا في دوّامة الروتين الذي يقضي على الطموح والابتكار، ويقيّد الأفكار ويقلّصها، لذلك يكون من المفيد الابتعاد حتى نعود بنشاط وحيويّة إلى العمل والحياة الأسريّة.