اضحكا معاً تحلو حياتكما الزوجية

دينا زين الدين-بيروت
بات معروفاً وثابتاً من خلال الكثير من الأبحاث العلميّة أنّ الضحك يساهم في زيادة إفراز هرمون Endorphin الذي يخفّف من الشعور بالألم ويغيّر المزاج ويبعث على السعادة والراحة، لكن هل كنت تعلمين أنّ الضحك كفيل بمساعدتك على تحسين علاقتك الزوجيّة، وأنّه علاج أنجح وأقل تكلفة لمشاكلك مع الشريك من الاستشارات النفسيّة؟ في ما يلي تحقيق يلقي الضوء.

الضحك لكسر الحواجز
تخيّلي أنّك مدعوّة إلى مكان لا تعرفين فيه أحداً وتحتاجين إلى طريقة لكسر الصمت أو الجمود حتى تنسجمي مع الحضور، ما عليك إلا أن تبدئي، وبابتسامة مهذّبة، بحديث ودّي ولطيف يرسم الضحكة على وجوه من معك، فالضحك كفيل بكسر الحواجز إذ يصبح التعاطي سلساً وعفوياً. كيف الحال إذاً حين يتعلّق الأمر بعلاقتك مع زوجك وهو أقرب الناس إليكِ؟ من هنا يجب أن تدركا معاً أنّ تمضية أوقات مسلّية ومفرحة هي بداية الطريق نحو انسجامكما شبه التام في مختلف أمور الحياة.
تميل المرأة إجمالاً إلى الارتباط بالرجل المتفائل والقادر على إضحاكها وإسعادها. كذلك الحال بالنسبة إلى الرجل، فهو يريد زوجة متفائلة ومقبلة على الحياة فلا تكدّره بتركيزها على السلبيات وتكون أحاديثها لطيفة ومرحة تبعث على الحيويّة والسعادة.
تقول السيدة رغد (34 عاماً): «اخترت الارتباط برجل مرح لأنّني لا أطيق النكد والغم، وساعدنا هذا الأمر كثيراً على تخطّي صعوبة أوضاعنا المعيشيّة. لدينا مجموعة من الأصدقاء الذين يتشاركون معنا الطباع المرحة نفسها، فنذهب برفقتهم لحضور مسرحيات فكاهيّة وننظّم سهرات من حين إلى آخر، نسرد خلالها النكات أو الحزازير».

جهاز Karaoke
تضيف السيدة الثلاثينيّة: «اشتريت جهاز راديو يحتوي على نظام Karaoke، وخصّصت مع زوجي سهرة في عطلة نهاية الأسبوع نقوم خلالها بالغناء والصراخ والرقص. بهذه الطريقة ننفّس عن غضبنا ونتخلّص من الضغط الذي تعرّضنا له خلال أيام العمل، ونقضي ولو ساعة من الوقت بمفردنا من دون معكّرات خارجيّة».
من جهتها، تحرص السيدة فاتن (28 عاماً) على متابعة البرامج التلفزيونيّة الكوميديّة مع زوجها، لا سيما مسرحيات عادل إمام وأفلام هوليوود الفكاهيّة، وهي تقول: «كل ما حولنا يدعو إلى التوتّر والقلق والترقّب، من هنا كان لا بدّ أن نخلق فسحة من الحريّة نرمي خلالها ما يزعجنا خلف ظهرنا، فنضحك ونتسلّى ونعود كالأطفال، هكذا نشحذ هممنا لمواجهة ما سيحمله الغد من تحديات، فلحظات المرح تمدّنا بطاقة إيجابيّة وتنشّط ذهنينا».

ضحكة تلامس الروح
حول هذا الموضوع، تقول الاختصاصيّة في علم الاجتماع هبة سلامة: «ينتج عن تواجد الزوجين معاً وقيامهما بأمر محبّب لكليهما شعور بالراحة والسعادة، فكيف الحال إذا كان هذا النشاط مبعثاً على الضحك والابتسام؟ من الطبيعي أن يؤدي هذا الأمر إلى المزيد من التقارب الفكري والروحي بينهما».
وتشدّد الاختصاصيّة على ضرورة أن يقوم الزوجان بممارسة رياضات بدنيّة مسلّية، وأن يكونا ضمن فريق واحد ويبتعدا عن الرياضات التنافسيّة التي قد تولّد خصاماً في نهايتها، «النشاط الجسدي يعطي شعوراً بالسعادة، ويجب ألا نفكّر بعمرنا أو بمركزنا الاجتماعي، فالنضوج لا يعني الجديّة المفرطة وخسارة حسّنا العفوي، من هنا قليل من الجنون والتلقائيّة ضروري من حين إلى آخر للعودة بقوّة إلى الحياة الجديّة».

نصيحة الوالدة لا تخيب
أما السيدة رهف (42 عاماً)، فقد اتّبعت نصيحة والدتها التي كانت توصيها دائماً أن تكون بشوشة مع زوجها وترسم ابتسامة على وجهها في حضوره فلا تعبس أو تتأفّف، وهو سيبادلها في المقابل حناناً وحباً وستكون حياتهما مريحة وبعيدة عن المشاكل. تقول: «الوجه الباسم يعكس صفاء روح صاحبه، لذلك أحاول قدر المستطاع أن أكون إيجابيّة في علاقتي بزوجي، فأبعده عن هموم المنزل إذ تكفيه مسؤوليات عمله، وأخبره عن الأمور الطريفة التي حصلت معي أو مع جيراننا وأصدقائنا».
من ناحيتها، تخاف السيدة آية (25 عاماً) أن يأخذ طبع زوجها المرح مع الوقت منحى سلبياً، فيفهمه المحيطون بهما على أنّه ضعف في شخصيّته. تقول: «يعجبني طبع زوجي وقد اعتدته، لكنّ الناس باتوا يستخفّون به لأنّه دائم المزاح، وأنا أجد المزاح والضحك مطلوباً لإنجاح الحياة الزوجيّة شرط ألا يزيد عن حدّه».

7 فوائد الضحك معاً
1 تبسيط المشاكل التي تعترضكما والاعتياد على عدم أخذ الحياة دائماً على محمل الجد، فالسعي إلى الكمال وإتمام الأمور بطريقة مثاليّة يلهينا عن رؤية الأشياء البسيطة التي تبعث على السعادة من دون جهد. مع الضحك، ستتخلّصان من عقدة السيطرة وستكونان أكثر ليناً في مواجهة الظروف المستجدة.

2 إعطاء الشريك فرصة أن يرانا نضحك من أنفسنا، والفرق كبير بين هذا الأمر وبين أن نهزأ من صفات معيّنة في شخصيّتنا أو أن ننتقد طباع وخصال في الشريك. هذا الأمر يسمح لنا بالتحرّر من الصورة التي رسمناها لأنفسنا في عين الزوج، فيرانا بصورة مغايرة، ما يزيد من التقارب العاطفي.

3 زرع البهجة والضحكة في قلب من نحب هو نوع من العطاء والكرم، فاللحظات السعيدة تصنع ذكريات لا تُنسى، وهذه الذكريات تعود إلينا في أوقات المشاكل وتجعلنا نعي الأسباب التي دفعتنا إلى الارتباط.

4 الضحك معاً يساعدكما على تكريس مبدأ المشاركة في السرّاء والضرّاء، فتبادل الأمور المبهجة يزيد الثقة بين الشريكين ويسمح لهما بالتطرّق إلى مختلف الأمور التي تواجههما، وما ينطبق على الأفراح سينطبق على الأتراح وبالتالي ستزيد صلابة علاقتكما.

5 الصراحة تسمح لكلّ منكما أن يعرف ما هي الخطوط الحمراء التي لا يمكنه تخطّيها والتي تزعج الآخر. من هنا ضرورة ألا يعني ضحكما معاً التطرّق إلى مواضيع حسّاسة، كالسخرية من صفات الأهل أو الأصدقاء المقرّبين.

6 الطبع المرح سيجذب إليكما المزيد من المعارف والأصدقاء، وهذا الأمر سيسعدكما وسيسعد مَن حولكما، لأنّ الإنسان كائن اجتماعي يفرح بتبادل الآراء والخبرات مع الآخرين، وجلسات الفرح والسرور تجذب أكثر من جلسات الهم والغم.

7 بيّنت دراسات أجراها باحثون من جامعة Oxford أنّ الضحك يلعب دوراً في التغلّب على الألم الناتج من بعض الأمراض العضويّة، ويساعد الجسم على مواجهة الضغوط النفسيّة ويريح عضلات الوجه فيبعد شبح الشيخوخة.
بعد كلّ ما تقدّم، هل يوجد وصفة للسعادة والراحة والصحّة البدنيّة أسهل من ضحكة صادقة تتبادلينها من القلب مع الشريك؟ سؤال برسمك سيدتي القارئة.

 
شارك