Gaby Aghion أهدت النساء Chloé
دينا زين الدين-بيروت
«عليكن أن تتمتّعن بالجرأة!» هي العبارة التي لطالما توجّهت بها Gaby Aghion إلى نساء حقبة الخمسينات والستينات، والجرأة التي قصدتها هي أن يتحرّرن من خلال أزيائهن من قيود الـHaute Couture ويخترن ثياباً بسيطة وحيوية ومريحة لكن دقيقة الصنع ومتقنة التفاصيل. ولكي تصل أفكارها بشكل أوضح إلى النساء، أسّست Gaby دار Chloé وقد ظنّت صديقاتها أنّ عملها لن ينجح وتوقّعن أن تتوقف بعد فترة قصيرة بسبب غرابة وحداثة أفكارها، إلا أنّ ما حصل هو العكس تماماً إذ حلّقت بتصاميمها عالياً وأرست مفهوماً جديداً في الموضة هو الأزياء الجاهزة الراقية أو Ready To Wear.
أزياء لا تحدّ من حركتك
عاشت Aghion طفولتها وشبابها في مصر في عائلة ميسورة وأحبت الحياة هناك لأنها اعتادت أن تمارس الرياضة وتقوم بنزهات في الهواء الطلق، وحين انتقلت إلى باريس في العام 1945 شعرت بالصدمة تجاه افتقار المرأة الفرنسية إلى الحرية وخضوعها للكثير من القيود التي حدّت من حركتها ولا سيّما لدى بنات الطبقة الراقية، فقرّرت أن تكرّس حياة أكثر نشاطاً من خلال تطوير خطّ أزياء يليق بالنساء الشابّات ويتماشى مع حياتهن. ولأنّها تبحث عن التميّز وظّفت خيّاطات ماهرات من مشغل مصمّم الأزياء الشهير Lucien Lelong الذي كان أغلق أبوابه في العام 1952، واختارت للدار الوليدة اسماً يضجّ أنوثة ونعومة وشياكة فكان Chloé.
إعصار بنّاء
«الأمر كان أشبه بإعصار قادني إلى بثّ الحياة في الأفكار التي تجسدت في ملابس»، ولأنّ أفكارها غير تقليديّة، كان لا بدّ لأزيائها من أن تكون ثائرة ومبتكرة مثلها، فصمّمت مجموعة من الفساتين القطنية الخفيفة التي انتشرت سريعاً بين النساء لأنها عكست إطلالة جديدة تنطق بالحرية، فالجسد لم يعد مكبّلاً بالملابس الثقيلة والمزعجة، ما عكس حريّة الفكر التي بدأت في تلك الفترة.
الألوان الترابيّة من صحراء النيل
ركّزت Aghion في أزيائها على الألوان الدافئة التي تذكّرها برمال الصحراء في مصر ولاسيّما البيج الذي طعّمته بالوردي والبني والألوان الترابية التي باتت علامتها الفارقة، ولأنّها أرادت أن تقرّب أزياءها من كلّ الفتيات فلا تجعلها حكراً على طبقة واحدة، أقامت عروضاً في المقاهي التي كانت ترتادها مع صديقاتها، ما زاد من شعبيتها ومن دعم الصحافة لها، إذ كان من المفرح مشاهدة مجموعة من الأزياء تعرض على أرض الواقع، على مقربة من حيوية الشارع والمارّة وروّاد المقاهي.
استحقّت التكريم
قبل بضعة أيّام، قلّدت Aurélie Filippetti وزيرة الثقافة والاتصالات الفرنسية Aghion وسام جوقة الشرف تقديراً للدور الذي لعبته في عالم الموضة والأزياء، وقد استحقت مؤسِسة Chloé هذا التكريم لأنّها امتلكت حسّاً أنثوياً عالياً وذكاءً شديداً جعلها تعرف أنّ المرأة تبحث عن الأزياء العمليّة المريحة بعد أن ملّت أسلوب الـ Haute Couture الذي لا يتلاءم إلاّ مع عدد قليل ومحدد من المناسبات الاجتماعية، ولذلك حقّقت النجاح سريعاً ووصلت شهرتها إلى أوجها أواخر الستينات حين تهافتت على أزيائها نجمات ونساء شهيرات مثل Maria Callas وBrigitte Bardot وJacqueline Kennedy، كما أنّها أحاطت نفسها بمصمّمين لامعين من الشباب للاستفادة من مهاراتهم في رعاية الدار ودعمها، ومن هؤلاء Christiane Bailly Michèle Rosier وKarl Lagerfeld وقد ساهموا جميعاً في إرساء هوية Chloé وفرادتها واليوم ما زالت الدار تتألق مع مديرتها الإبداعية Clare Waight Keller التي انضمت إليها في العام 2011.