يُعدّ الحلق من أكثر أجزاء الجسم حساسية، فهو ممر الهواء والغذاء، ومصدر الصوت والتعبير. لذلك، فإن أي تغيّر فيه ولو كان بسيطاً، يثير القلق، خصوصاً عندما تطول الأعراض دون تحسّن. ومع ازدياد التوعية الصحية، أصبح الحديث عن اعراض سرطان الحلق أمراً مهماً، خصوصاً للنساء اللواتي قد يتجاهلن العلامات المبكرة ظنّاً أنها مجرد التهاب عابر أو نتيجة إرهاق.
ما هو سرطان الحلق؟
سرطان الحلق هو نوع من السرطان يصيب الأنسجة الموجودة في البلعوم أو الحنجرة، وهما المنطقتان المسؤولتان عن البلع والكلام. قد يبدأ المرض بشكل غير ملحوظ، مما يجعل اكتشافه في المراحل الأولى تحدياً حقيقياً. لهذا السبب، من الضروري معرفة اعراض سرطان الحلق منذ البداية، لأن الكشف المبكر هو المفتاح في تحسين فرص العلاج والشفاء.
• التغير في الصوت وصعوبة البلع
من أبرز العلامات التي يجب الانتباه لها هي التغير المستمر في نبرة الصوت أو بحة الصوت التي تستمر لأكثر من أسبوعين دون سبب واضح. في بعض الحالات، يصف المريض إحساساً وكأن هناك شيئاً عالقاً في الحلق. هذه التغيرات لا تعني بالضرورة وجود ورم، لكنها من أهم اعراض سرطان الحلق التي تستدعي زيارة الطبيب، خاصة إذا كانت مصحوبة بألم عند البلع أو صعوبة في التحدث.
• ألم مستمر في الحلق أو الأذن
في العادة، تزول التهابات الحلق الناتجة عن نزلات البرد خلال أيام قليلة، لكن استمرار الألم لفترة طويلة دون تحسّن هو إشارة تنبّهنا لضرورة الفحص الطبي. بعض المرضى قد يشعرون بألم يمتد إلى الأذن بسبب قرب الأعصاب بين المنطقتين. لذلك، إذا استمر ألم الحلق أو الأذن رغم استخدام العلاجات التقليدية، فقد يكون ذلك أحد اعراض سرطان الحلق المبكرة التي يجب عدم إهمالها.
• الكتل أو التورمات في الرقبة
تظهر أحياناً كتل صغيرة في منطقة الرقبة أو تحت الفك نتيجة تضخم العقد اللمفاوية. وفي بعض الحالات، قد تكون هذه الكتل أول دليل على وجود مشكلة أعمق في الحلق أو الحنجرة. تلمّس أي انتفاخ غير طبيعي يستمر لأكثر من أسبوعين يستدعي التقييم الطبي. فوجود كتلة متصلبة لا تتحرك بسهولة يمكن أن يشير إلى تطور أحد اعراض سرطان الحلق، خصوصاً إذا ترافق مع فقدان في الوزن أو التعب العام.
إقرئي أيضاً: هل الليمون يزيد التهاب الحلق؟
• السعال المستمر وتغير التنفس
السعال المزمن الذي لا يزول حتى بعد علاج نزلات البرد أو الحساسية يستدعي الانتباه، إذ قد يكون مرتبطاً بتهيج في أنسجة الحلق. كما أن صعوبة التنفس أو الإحساس بانسداد مجرى الهواء قد تكون من اعراض سرطان الحلق في مراحل متقدمة. النساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض غالباً ما يعتقدن أن السبب هو التدخين السلبي أو التلوث، لكن الفحص المبكر هو الطريقة الوحيدة للتأكد من طبيعة المشكلة.
• فقدان الوزن غير المبرر
عندما يبدأ الجسم بفقدان الوزن دون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني، فذلك يعني أنه يستهلك طاقة إضافية لمحاربة شيء ما. فقدان الوزن السريع والمفاجئ من العلامات العامة التي ترافق العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك اعراض سرطان الحلق. لذلك، لا ينبغي تجاهل هذه العلامة، خاصة إذا كانت مصحوبة بصعوبة في البلع أو تغير في الشهية.
عوامل الخطر التي يجب الانتباه إليها
تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الحلق نتيجة بعض العوامل مثل التدخين، شرب الكحول بكثرة، التعرض المستمر للهواء الملوث، أو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). كما أن ضعف المناعة وسوء التغذية يلعبان دوراً في زيادة القابلية للإصابة. معرفة هذه العوامل تساعد المرأة على حماية نفسها وأسرتها، والتعامل بوعي مع أي من اعراض سرطان الحلق المحتملة.
التشخيص والعلاج
عندما يُشتبه بوجود خلل في الحلق، يبدأ الطبيب بالفحص السريري ثم يطلب تنظيراً أو أشعة لتحديد طبيعة المشكلة. وإذا تبيّن وجود خلايا غير طبيعية، تُؤخذ عينة صغيرة للفحص المخبري. يعتمد العلاج على مرحلة المرض وموقعه، وقد يشمل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي. في المراحل المبكرة، تكون نسب الشفاء مرتفعة جداً، لذا فإن الانتباه المبكر لأي من اعراض سرطان الحلق يمكن أن ينقذ الحياة فعلاً.
كيف تحمي المرأة نفسها؟
• الإقلاع عن التدخين فوراً، فالتبغ من أخطر المسببات.
• الحفاظ على تغذية متوازنة غنية بالفواكه والخضروات والماء.
• تجنّب المشروبات الكحولية لأنها تهيّج الأغشية المخاطية للحلق.
• الفحص الدوري عند طبيب الأنف والأذن والحنجرة في حال استمرار أي أعراض غير معتادة.
صحة الحلق جزء أساسي من جودة الحياة، فهو صوتنا وطريق غذائنا وتنفسنا. لذلك، من المهم أن نصغي جيداً إلى أجسادنا عندما ترسل إشاراتها الصغيرة. فالسؤال عن اعراض سرطان الحلق ليس مدعاة للخوف، بل للوعي والوقاية. فالكشف المبكر يمنح الأمل، والعناية المستمرة تضمن حياة مليئة بالصحة والراحة.
إقرئي أيضاً: مشروبات لاحتقان الحلق عندما يهاجمك البرد والإنفلونزا!
















