مقابلات

دار الأزياء اللبنانية Mirna Jawhari تأخذنا في رحلة من الصمود والإرث والقوّة

أكتوبر 1, 2025
إعداد: مايا موسى

تشتهر دار الأزياء اللبنانية Mirna Jawhari بابتكار فساتين كوتور وزفاف، لكنها تخوض اليوم مغامرة جديدة في عالم الملابس الجاهزة للارتداء من خلال مجموعة أولى تحتفي بالتاريخ المتراكم لمنطقة الشرق الأوسط وجاذبيتها الخالدة والإبداع الذي ينبض في جوهرها. فبعد أكثر من عشر سنوات من حضور العلامة في عالم الأزياء الخالدة، ها هي تقدّم مجموعة جديدة تضم تشكيلة متنوّعة تتراوح بين تصاميم الجامبسوت والفساتين والسراويل والتنانير والجاكيتات، تمزج بين الطبعات الدقيقة والقصّات الأنثوية والدنيم العصري المريح. ومن خلال هذه المقابلة، تأخذنا Mirnaبنفسها إلى عالمها الغني، شارحةً تفاصيل عملها وكل ما يدور حوله.

بصفتكِ علامة بدأت مع تقديم ملابس كوتور وأزياء زفاف، ومع دخولكِ مؤخراً إلى عالم الملابس الجاهزة للارتداء، كيف تحافظين على صورة العلامة بين هذه الخطوط الثلاثة المختلفة؟

كل خط يعبّر عن جانب مختلف من القصة نفسها. الكوتور هو المكان الذي تتجسّد فيه الهوية، متجذّرة في الحرفية والاستكشاف الإبداعي العميق. أما أزياء الزفاف فهي تلتقط لحظة مقدّسة، طقساً يفيض بالذاكرة والعاطفة والخفّة. بينما تعكس الملابس الجاهزة للارتداء وتيرة الحياة اليومية، معبّرّةً عمّن يرتديها ولكن في نفس الوقت، عمليّة.
 ليست هذه خطوطاً منفصلة، بل تعابير مختلفة عن الفلسفة نفسها. ما يجمعها هو التزامنا بسرد القصص العاطفية والحرفية المتقنة والأناقة الخالدة. سواء كان فستان زفاف أو قطعة كوتور فاخرة أو تصاميم جاهزة، فجميعها تحمل الجوهر ذاته والنية ذاتها.

ما قصة مجموعة Layers of Grace؟

Layers of Grace مجموعة رمزية شخصية مستوحاة من الصمود والإرث والقوّة الرصينة. استلهمتها من رمزية شجرة الزيتون المتجذّرة في ثقافتنا وهويتنا، والتي تحوّلت إلى زخرفة مرسومة يدوياً أصبحت القلب البصري للمجموعة، وظهرت بأحجام ولوحات لونية مختلفة لتعكس التنوّع والارتباط العميق بالجذور. وتأتي فيها القصّات محدّدة وناعمة، في فساتين انسيابية وجاكيتات خفيفة وناعمة وإطلالات تبرز حركة الجسم والأنوثة. 

وقد جرّبنا استخدام أقمشة مثل الكتّان والدنيم والأورغنزا والحرير بحثاً عن التوازن المثالي بين الشكل وقابلية التنفس، فجرى اختيار كل خامة بعناية وفق الطريقة التي تحتضن بها الطبعة وتجسّد بها أجواء القطعة. فهذه المجموعة تدمج بين جمالية ملابس الكوتوور لدى Mirna Jawhari، وحسّ الحياة اليومية السريعة في عالم الملابس الجاهزة.

صُممت هذه المجموعة لاستحضار الرقي من خلال طبقات التصاميم، بصريًا ورمزيًا، داعيةً النساء إلى احتضان فرادتهنّ مع البقاء على تواصل بإرثهنّ. كما سيتم قريبًا إطلاق مجموعة كبسولية بعنوان Summer Nights بألوان أحادية الطابع وحسّ مسائي يضيف بعداً جديداً للحكاية نفسها.

كمصممة لبنانية تعيش وسط التحديات الإقليمية، كيف أثّر ذلك على مصادر إلهامك وعملية التصميم لديكِ؟

علّمتني التجربة كمصمّمة في لبنان أن أكون صامدة ومرنة. التحديات المستمرة تدفعني لاستخلاص الإلهام من الفوضى ومن الجمال الذي تقدّمه الحياة اليومية.

أستمد إلهامي من إرثنا الثقافي الغني مع الحرص على التكيّف مع متطلّبات العصر، جامعةً بين التقاليد والابتكار. وقد دفعتني هذه الظروف إلى صياغة تصاميم تحمل بُعداً قصصياً عميقاً، تنبض بالتعبير العاطفي، وتتمحور حول ثنائيات متناقضة: النعومة والقوّة، الضعف والصمود. فالتحديات لا تكتفي بتشكيلنا… بل تدفعنا إلى المضي قُدماً.

في منطقتنا، يساعدنا التصميم لكي نحلم ونشعر بالأمل في ضلّ التحدّيات. ونؤمن أنّ الزمن سيعيد المنطقة إلى بريقها من جديد، ونحن في الطريق نحو ذلك.

 أحلامنا كبيرة، نحافظ على تواضعنا، ودائماً متمسّكين بالغاية. ومن خلال كل ذلك، نواصل الوصول إلى العالم عبر لغة الأزياء والتصميم العالمية القوية.

لطالما نُظر إلى الموضة كبوابة لإحداث التغيير. ما هو مصادر إلهام خارج عالم الموضة أثّر على تصاميمكِ؟

لطالما كانت الطبيعة والهندسة المعمارية والموسيقى  مصادر إلهام بالنسبة لي. إنّها تحمل في طيّاتها عواطف وأشكال هندسية وإيقاعات، وجميعها أحاول تجسيدها في تصاميمي. فكوني درست التصميم الداخلي، أنظر إلى الموضة بطبيعة الحال من خلال عدسة الفضاء والملمس والطبقات والتقنية. كما قد نشأت في محيط تتعايش فيه التناقضات مع الجمال بوضوح لافت، فأصبحت هذه المؤثرات جزءاً من تفكيري الإبداعي. إنها تساعدني على بناء مجموعات لها مغذى، متجذّرة في الإحساس بقدر ما هي متجذّرة في الشكل.

برأيكِ كيف ساهمت علامتكِ في تمكين النساء المنطقة؟

علامتنا قائمة على فكرة القوّة والتميّز والتعبير عن الذات، وهي سمات أؤمن أنّ كل امرأة تمتلكها. ومن خلال تصاميمي، أسعى إلى الاحتفاء بالتفاصيل المعقّدة لشخصية المرأة: رقتها وقوّتها، أناقتها وصمودها. بإبداع قطع تجعل المرأة واثقة من نفسها وتلمع بشخصيّتها، أرجو أن أمنحها أكثر من ملابس. أرجو أن أمنحها صوتاً أيضًا.


وعلى المستوى العملي، 80٪ من فريق عملنا هم من النساء، من الحرفيات وصانعات الباترون، إلى المناصب القيادية. فمن المهم بالنسبة لي ألّا تقتصر العلامة على مخاطبة النساء فحسب، بل أن تدعمهنّ فعلياً خلف الكواليسأيضاً . ومن خلال توفير الفرص والإرشاد ومساحة تعاونية، نُساهم في صناعة إبداعية تبنيها النساء، ويقدنها، ويزدهرن داخلها.

اقرئي المزيد: دار Louis Vuitton تروي فصلًا جديدًا من الفخامة في مجموعة ربيع وصيف 2026

العلامات: ازياء موضة

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية