في تاريخ السينما المصرية، هناك أسماء لا يمكن نسيانها، ليس فقط لموهبتهم الفنية الفريدة، ولكن أيضًا لتأثيرهم العميق في الأجيال التالية. ومن بين هذه الأسماء، يبرز اسم محمود عبد العزيز، الممثل القدير وصاحب المسيرة الفنية الطويلة التي امتدت لعقود، وهو أيضًا والد كريم عبد العزيز، أحد أبرز نجوم الجيل الجديد في السينما المصرية.
بداياته
ولد محمود عبد العزيز في الإسكندرية عام 1946، وبدأ مشواره الفني في السبعينات من خلال التلفزيون، حيث قدم العديد من الأعمال الدرامية قبل أن ينتقل إلى السينما، ليصبح واحدًا من ألمع نجومها. تميز بأدائه الطبيعي وقدرته على التلون في الأدوار بين الكوميديا والدراما، وبين الرومانسية والتراجيديا. وقد قدم أكثر من 80 فيلمًا، ترك خلالها بصمة واضحة يصعب محوها.
أعماله
من أشهر أعماله السينمائية “الكيت كات”، “إعدام ميت”، “الساحر”، و”العار”، وكلها أفلام باتت جزءًا من تاريخ السينما العربية. تلك الأدوار التي قدمها محمود عبد العزيز لم تكن مجرد تمثيل، بل كانت تجسيدًا عميقًا لشخصيات من لحم ودم، مما جعله محط تقدير النقاد والجمهور على حد سواء.

فنان ناجح وأب ملهم
ومن اللافت أن والد كريم عبد العزيز لم يكن مجرد فنان ناجح فقط، بل كان أيضًا أبًا مُلهِمًا. فقد نشأ كريم في بيت يسوده الفن والثقافة، وتأثر بشكل مباشر بشخصية والده، ليس فقط كممثل، بل كإنسان عاشق لفنه ومخلص له. ومن هنا يمكن القول إن تربية محمود عبد العزيز لابنه كان لها أثر واضح في تشكيل مسيرة كريم الفنية، التي بدأت في التسعينات ولا تزال مستمرة حتى اليوم بنجاح كبير.
ابن لامع
لم يكن من السهل على كريم أن يثبت نفسه في الساحة الفنية وهو نجل نجم كبير، خاصة أن المقارنات كانت حاضرة دائمًا. إلا أن كريم استطاع بذكاء أن يشق طريقه بأسلوب مختلف، حيث اختار التميز في نوعية أدواره، بين الأكشن، والكوميديا، والدراما الاجتماعية. وقد صرح كريم في أكثر من مناسبة أن والد كريم عبد العزيز كان دائمًا مصدر دعمه الأول، وناصحه الأكبر في كل خطوة فنية.
إقرئي أيضاً: تعرفي على زوجة كريم فهمي بالصور!
علاقة الابن بالوالد
وفي إحدى لقاءاته التلفزيونية، تحدث كريم عن علاقته بوالده، قائلاً: “بابا مش بس والدي، هو مثلي الأعلى، تعلمت منه حب المهنة والالتزام فيها، ومهما وصلت، عمري ما هوصل للي عمله”. وهذه الجملة تختصر الكثير، وتدل على مدى تأثير والد كريم عبد العزيز في تشكيل شخصية ابنه، فنيًا وإنسانيًا.

تشابه بين الابن والأب
على الرغم من الفارق الزمني بين الجيلين، فإن هناك تشابهًا كبيرًا في الكاريزما والأداء بين الأب والابن، وهو ما لاحظه الجمهور والنقاد على حد سواء. ويبدو أن الموهبة، كما الوراثة، قد لعبت دورًا في استمرار هذا الاسم اللامع في سماء الفن المصري. فبينما كان الأب نجمًا في الثمانينات والتسعينات، جاء الابن ليحمل الشعلة ويواصل المسيرة في الألفية الجديدة.
ولا يمكن الحديث عن محمود عبد العزيز دون الإشارة إلى شخصيته المتواضعة، وروحه المرحة، وعلاقاته الطيبة مع زملائه في الوسط الفني. وقد ترك رحيله في عام 2016 فراغًا كبيرًا، لكن سيرته لا تزال حاضرة بقوة، من خلال أعماله التي تُعرض حتى اليوم، ومن خلال ابنه الذي يواصل المسيرة بإبداع واجتهاد.

تكريم محمود عبد العزيز
وقد كرمت العديد من المهرجانات الفنية والد كريم عبد العزيز بعد وفاته، تقديرًا لعطائه الكبير، فيما حرص كريم دائمًا على المشاركة في هذه التكريمات، مؤكدًا أنه يشعر بالفخر كونه ابن رجل أثرى الفن العربي بأعمال خالدة.
لا يمكن اختزال تأثير محمود عبد العزيز فقط في أعماله السينمائية، بل يجب أيضًا الإشارة إلى دوره كأب ومُلهِم. فأن تكون فنانًا كبيرًا شيء، وأن تنجح في تربية نجم آخر يسير على خطاك ويصنع لنفسه مسارًا مميزًا هو شيء آخر. ولعل هذا ما يجعل والد كريم عبد العزيز شخصية استثنائية في تاريخ الفن المصري – فنانًا وأبًا ورمزًا خالدًا.
إقرئي أيضاً: أبرز الممثلين المصريين الشباب الذين تركوا بصمة في تاريخ الفن!