لطالما كنت من محبي الحناء كوسيلة طبيعية للعناية بالشعر وتلوينه، لكن في فترة من الفترات قررت أن أغيّر لوني المعتاد وأستخدم صبغة كيماوية للحصول على لون جديد ومختلف. في هذا المقال سأشارك تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء بكل تفاصيلها، من الأسباب التي دفعتني للتغيير، إلى النتائج، والدروس التي تعلمتها خلال هذه التجربة.
أولى الخطوات
بدأت القصة عندما استخدمت الحناء لمدة تتجاوز السنة، مرة كل شهر تقريبًا. كانت تعطي شعري لونًا نحاسيًا جميلًا ولمعانًا صحيًا، وكنت سعيدة جدًا بها. لكن مع الوقت، بدأت أشعر بالملل من نفس اللون، خاصة أنني لا أستطيع التغيير بسهولة باستخدام الحناء فقط. قررت حينها أن أجرّب صبغة شعر كيميائية للحصول على لون بني رمادي عصري.
تحذيرات لاحظتها
في البداية، قرأت كثيرًا عن تجارب الناس مع الصبغة بعد استخدام الحناء، ووجدت تحذيرات كثيرة من تفاعل الحناء مع المواد الكيميائية الموجودة في الصبغات التجارية. لكن للأسف، تجاهلت بعض هذه التحذيرات، وذهبت لشراء صبغة شعر من ماركة معروفة، واخترت اللون المطلوب.
الصبغة بعد شهر من تطبيق الحناء
في اليوم الذي قررت فيه صبغ شعري، كان آخر استخدام للحناء قد مضى عليه شهر كامل، وكنت أعتقد أن هذا الوقت كافٍ لزوال تأثير الحناء. قمت بتطبيق الصبغة على شعري في المنزل كما هو موضح بالتعليمات، وانتظرت الوقت المحدد ثم قمت بغسل الشعر.
إقرئي أيضاً: اليك افضل طريقة عمل الحنة للشعر باللون البني لإطلالة ساحرة!
هنا بدأت المفاجآت
أول شيء لاحظته هو أن اللون لم يكن كما توقعت إطلاقًا. بدلاً من اللون البني الرمادي، حصلت على مزيج غير متجانس من البرتقالي الداكن والبني المحروق، وظهرت بعض الخصل بلون أخضر غريب! شعرت بالصدمة والندم، وسارعت إلى الإنترنت لأعرف السبب.
التفاعل بين الحناء والصبغة الكيميائية
هنا بدأت أفهم حقيقة التفاعل بين الحناء والصبغة الكيميائية. الحناء تترك آثارًا على بصيلة الشعر، وهذه الآثار تتفاعل مع الأمونيا أو البيروكسيد الموجود في أغلب أنواع الصبغات، مما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة على الإطلاق. وهذا ما حدث لي تمامًا في تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء.
طلب المساعدة
بعد أن رأيت نتيجة شعري، قررت أن أزور صالون تجميل للحصول على مساعدة احترافية. أخبرتني مصففة الشعر بأن الحالة تحتاج إلى صبر، ولا يمكن تصحيح اللون فورًا دون الإضرار بالشعر. نصحتني باستخدام ماسكات طبيعية وزيوت مغذية لمدة شهرين على الأقل قبل إعادة محاولة الصبغ.
اتبعت نصيحتها وبدأت في استخدام زيت جوز الهند وزيت الأرغان بشكل مكثف، بالإضافة إلى استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات. كما استخدمت خل التفاح مرة في الأسبوع لتنظيف الشعر بلطف ومحاولة تخفيف أثر الحناء المتبقي.
بعد شهرين
بعد شهرين من العناية المستمرة، لاحظت أن لون شعري بدأ يتوازن، واختفت الخصل الغريبة تدريجيًا. حينها قررت أن أذهب للصالون مرة أخرى وأجري اختبارًا على خصلة واحدة من الشعر قبل صبغ الرأس بالكامل.
ما تعلمته من هذه التجربة
وبالفعل، كانت النتيجة هذه المرة أفضل بكثير. لم أحصل تمامًا على اللون الذي أريده، لكنه كان مقبولًا وجعلني أتنفس. تعلمت من خلال تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء أن الصبر مهم جدًا، وأن الاستعجال قد يؤدي إلى نتائج كارثية يصعب إصلاحها بسهولة.
هناك نقطة مهمة أيضًا تعلمتها، وهي أنه من الأفضل الانتظار مدة لا تقل عن 3 إلى 6 أشهر بعد آخر استخدام للحناء قبل التفكير في استخدام صبغة كيميائية، أو استخدام منتجات مخصصة لإزالة آثار الحناء من الشعر، والتي تكون غالبًا من تركيبات طبيعية آمنة.
الحلول البديلة
من ناحية أخرى، هناك بعض الحلول البديلة التي اكتشفتها لاحقًا مثل استخدام الصبغات النباتية غير التفاعلية مع الحناء، أو اللجوء إلى خبراء التجميل المحترفين الذين لديهم خبرة في التعامل مع الشعر المعالج بالحناء. هذه الخيارات توفر الكثير من العناء وتقلل من نسبة المفاجآت السلبية.
تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء كانت درسًا مهمًا في التروي والتخطيط قبل اتخاذ أي قرار تجميلي. كما جعلتني أقدّر الحناء أكثر، وأفكر مليًا قبل أن أغيّر اللون مرة أخرى. ولمن تفكر في تجربة الصبغة بعد الحناء، أنصحها بأن تقرأ كثيرًا، وتستشير الخبراء، وتجري اختبارًا على خصلة صغيرة قبل صبغ الشعر بالكامل.
لا أنكر أن تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء كانت صعبة في بدايتها، لكنها كانت مفيدة جدًا على المدى الطويل. تعلمت من خلالها كيف أعتني بشعري، وكيف أتجنب التسرع في اتخاذ قرارات قد تؤثر على صحته وجماله.
وأتمنى أن تكون تجربتي مع صبغ الشعر بعد الحناء مفيدة لكل من تفكر في الانتقال من الحناء إلى الصبغات الكيميائية. تذكري دائمًا أن الشعر يحتاج إلى عناية وتفهم، وأن كل خطوة تقومين بها يجب أن تكون مدروسة جيدًا.
إقرئي أيضاً: فوائد المشاط الاحمر للشعر: كنز تركته الطبيعة لنا!
