من أكثر الأمور التي تُثير فضول الأمهات والآباء بعد ولادة أطفالهم، هو لون عيون المولود. كثيرًا ما يولد الأطفال بعيون زرقاء أو رمادية، ما يترك انطباعًا بأن هذا هو لون العين الدائم. لكن الحقيقة أن لون العين يتغير خلال الأشهر الأولى وربما حتى السنة الأولى من حياة الطفل. لذا فإن فهم مراحل تغير لون عين الطفل بالصور يُساعد الأهل على معرفة ما إذا كان لون العين سيبقى كما هو أم سيتغير.
اللون الظاهر في عين الطفل لحظة الولادة لا يكون اللون النهائي في أغلب الحالات. إنما هو نتيجة لغياب صبغة الميلانين الكافية في القزحية. ومع مرور الوقت وتعرض الطفل للضوء وتطور جهازه البصري، يبدأ جسمه بإفراز الميلانين تدريجيًا، مما يؤدي إلى تغير لون العين.
المرحلة الأولى: عند الولادة
عادة ما يُلاحظ في مراحل تغير لون عين الطفل بالصور أن غالبية الأطفال يولدون بعيون زرقاء، رمادية، أو حتى بلون أخضر باهت. هذا اللون لا يعكس الجينات الوراثية بشكل مباشر، وإنما يعكس نقص الصبغة في هذه المرحلة المبكرة.
في الصور المبكرة، تُظهر العيون لونًا فاتحًا بشكل واضح، وغالبًا ما يعتقد الأهل أن هذا هو اللون النهائي. لكن من المهم معرفة أن الأمر يتغير مع مرور الوقت، وأن العامل الوراثي لا يظهر بشكل دقيق إلا بعد عدة أشهر.
المرحلة الثانية: من عمر شهر إلى ثلاثة أشهر
في هذه المرحلة من مراحل تغير لون عين الطفل بالصور، تبدأ العيون بالتغير التدريجي، خصوصًا لدى الأطفال ذوي البشرة الداكنة أو العائلات التي تمتلك تاريخًا في العيون الداكنة. تبدأ العيون الفاتحة بالميل إلى لون أغمق، ويبدأ لون جديد بالظهور في الأطراف الخارجية للقزحية.
الصور في هذه المرحلة تكون مفيدة لملاحظة أي تغيرات طفيفة في تدرج اللون. قد يظهر اللون العسلي أو الأخضر الفاتح أو حتى البني الفاتح بشكل تدريجي، مما يعطي مؤشرًا على اللون النهائي المحتمل.
إقرئي أيضاً: ماهو سبب صرير الاسنان عند الاطفال اثناء النوم ؟
المرحلة الثالثة: من 4 إلى 6 أشهر
هذه تعتبر من أهم مراحل تغير لون عين الطفل، حيث تبدأ عملية تراكم الميلانين في القزحية بشكل ملحوظ. إذا كان الطفل سيحصل على عيون بنية، فغالبًا ما يبدأ اللون الداكن بالظهور بشكل أوضح في هذه المرحلة.
في الصور الملتقطة خلال هذه الفترة، يمكن ملاحظة تباين درجات اللون داخل نفس العين. فتبدو العيون كأنها خليط من لونين أو أكثر، مما يثير تساؤلات الأهل حول اللون النهائي. الأطباء يؤكدون أن اللون لا يستقر تمامًا حتى نهاية السنة الأولى في كثير من الحالات.
المرحلة الرابعة: من 6 إلى 12 شهرًا
خلال هذه المرحلة، يكون قد تراكم في القزحية ما يكفي من الميلانين لتظهر ملامح اللون الحقيقي. ومع ذلك، فإن بعض الأطفال قد يستمر لون أعينهم في التغير حتى بعد عامهم الأول. وقد يُلاحظ في مراحل تغير لون عين الطفل بالصور في هذا العمر أن العيون أصبحت أكثر وضوحًا وثباتًا في اللون.
في الصور، تُظهر العيون لونًا أقرب إلى النهائي، سواء كان بنيًا، أخضر، أو أزرقًا، حسب الخلفية الجينية للطفل. الألوان الفاتحة تميل إلى الثبات أسرع من الألوان الداكنة، التي قد تستغرق وقتًا أطول لتتطور.
المرحلة الخامسة: بعد عمر السنة
رغم أن معظم الأطفال يُظهرون لون عينهم النهائي مع نهاية عامهم الأول، فإن بعض الحالات النادرة قد تستمر فيها مراحل تغير لون عين الطفل بالصور حتى عمر 3 سنوات. في هذه الحالة، يكون التغير تدريجيًا جدًا، ولا يُلاحظ بسهولة إلا عند مقارنة صور مختلفة عبر الزمن.
إذا كان الطفل قد بدأ بعيون زرقاء وتحولت إلى رمادية أو خضراء، فغالبًا ما يستقر اللون في هذه المرحلة. أما إذا بدأت العيون بالتحول إلى البني، فيُتوقع أن تزداد قتامة مع الوقت.
العوامل التي تؤثر على تغير لون العين
من المهم فهم أن مراحل تغير لون عين الطفل بالصور لا تعتمد فقط على الزمن، بل تتأثر بعدة عوامل، منها:
• الوراثة: وهي العامل الأكبر. فإذا كان أحد الأبوين لديه عيون بنية والآخر زرقاء، فاحتمالية اللون النهائي تعتمد على الجينات السائدة.
• العرق: الأطفال من أصول أوروبية أكثر احتمالًا لأن يولدوا بعيون زرقاء تتغير لاحقًا. أما الأطفال من أصول آسيوية أو أفريقية، فعادة ما يولدون بعيون داكنة لا تتغير كثيرًا.
• التعرض للضوء: قد يؤثر بشكل غير مباشر على زيادة إنتاج الميلانين في العين.
• الصحة العامة: بعض الحالات الطبية النادرة قد تؤثر على صبغة العين.
أهمية متابعة التغير بالصور
يوصي الأطباء دائمًا الأهل بتوثيق نمو وتطور أطفالهم بالصور، ليس فقط لمتابعة تغير شكلهم، بل أيضًا لملاحظة تفاصيل مثل تغير لون العين. الصور تسهل المقارنة بين الفترات المختلفة وتُظهر بوضوح مراحل تغير لون عين الطفل.
كما أن هذه الصور قد تساعد الطبيب في حال لاحظ الأهل أي تغير غير طبيعي في لون العين أو ظهور بقع، حيث قد تكون مؤشرًا لحالة صحية تحتاج لفحص.
تمر عيون الأطفال بعدة مراحل قبل أن تستقر على لونها النهائي. لذا فإن متابعة مراحل تغير لون عين الطفل ليست مجرد فضول، بل وسيلة ممتعة ومفيدة لفهم التطور الطبيعي لنمو الطفل. في النهاية، سواء كانت العيون زرقاء، خضراء، بنية أو عسلية، فهي فريدة من نوعها وتعكس جمالًا خاصًا بكل طفل.
إقرئي أيضاً: كيف اعرف ان الحليب لا يناسب طفلي؟
