يُعد نقش حناء اليد أكثر من مجرد زخرفة مؤقتة؛ إنه فن متجذر في حضارات قديمة، وحاضره يحمل معانٍ ثقافية واجتماعية متعددة.
جذوره التاريخية والمعنوية
لقد تعود أصول نقش حناء اليد إلى أكثر من خمسة آلاف عام، فقد كان المصريون القدماء يستخدمونه في مراسم التجميل وربما في تحضيرات الموتى. ولم يقتصر الأمر على الجمال، بل اعتُبر ما منحه من لون وتبريد للجسد ذا طابع طبيّ وعلاجي أيضًا.
مع مرور الزمن، ساهمت العصور الإسلامية والطرق التجارية في نقل نقش حناء اليد إلى جنوب آسيا وشمال أفريقيا، حيث تطور تصميمه وأصبح تقليدًا أساسيًا في الاحتفالات والمناسبات.
أبرز دلالاته الثقافية
في المجتمعات العربية والجنوبية الآسيوية، يُرتبط نقش حناء اليد بالمناسبات السعيدة. في حفلات الزفاف، يُولى هذا النقش اهتمامًا خاصًا؛ إذ يُعتقد أن صبغة الحناء الداكنة تدل على قوة علاقة الزوجين . كما يستخدم في الاحتفال بعيد الفطر أو الأضحى لدى المسلمين، وعند الهندوس، ما يجعله مشتركًا ثقافيًا بين مختلف الأديان .
إضافة إلى ذلك، يُعد نقوش الحناء رمزًا للسعادة والبركة، وفي بعض التقاليد يُعتقد أنها تحمي من الشر وتُبعث بالطاقة الإيجابية .
الفنانات اللواتي حفظن هذا التراث الحي
لا يمكن فصل فن نقش حناء اليد عن اللواتي مارسن هذا الفن، سواء في المناسبات أو في تعليم أجيالٍ جديدة من الفنانين. اللواتي قمن بنقش الحناء كنّ غالبًا من الجدات أو الأمهات أو الفنانات المحترفات، اللواتي حفظن الطقوس والرموز، وعملن على تمريرها. هذا الفن الاجتماعي كان يجمع النساء – اللواتي يشاركن ويحتفين بتبادل الحناء والغناء والقصص – ما أعطى أكثر من لون لليد، وجعل عطش الاحتفالات ترافق النقش.
من الحرف إلى الفن العصري
اليوم، تجاوز نقش حناء اليد الحدود التقليدية ودخل ميادين الموضة والفن الحديث. فنانو الحناء مثل أزرا وخالة وخليّة قدموا تصاميم بسيطة وزخارف هندسية مبتكرة على السوشال ميديا، ما جذب الجيل الجديد نحو الفن.
كما يُستخدم الحناء أيضًا في حفلات الحمل، حيث قامت ميغان ماركل بالحصول على نقش حناء في المغرب احتفالًا بطفلها، في تقليد يُدعى لجلب الحظ والسعادة .
استمرارية تقليد ينبض بالمعاني
ما يزال نقش حناء اليد يعبّر عن الهوية الثقافية والتقاليد الجماعية. من الزخارف الهندية المعقدة إلى التصاميم العربية المتداخلة، والحرفية المغربية الدقيقة، كلها ترمز إلى تنوع الحكايات ومدى تماسك هذا الفن في الوجدان الاجتماعي.
نصائح محترفة لتحسين النقش والعناية
• تحضير البشرة: نظفي اليدين جيدًا واجففيهما.
• اختيار معجون طبيعي: استخدمي مسحوق الحناء النقي المختلط بالماء أو عصير الليمون.
• المدة المناسبة: كلما طالت المدة التي تُترك فيها الحناء على اليد، زاد عمق اللون وثباته .
• العناية بعد النقش: تجنّبي غسل اليدين بالماء فورًا، ويُفضّل تطبيق مزيج من السكر وعصير الليمون لزيادة ثبات اللون.
إن نقش حناء اليد ليست مجرد لوحة مؤقتة، بل هو قصة في كل منحنى وتعرّج. هو تقليد يعيش بفضل اللواتي يحملنه على أياديهن في حفلات الزفاف، والأعياد، والاحتفالات. ومع تطوره ليشكل جزءًا من الفن المعاصر، يظل نقش الحناء رمزًا خالدًا للجمال، والحماية، والفرح.
إقرئي أيضاً: بالصور… نقش حناء جديد لليدين!
