برزت الشابة الإماراتية عليا النيادي في الساحة الإماراتية والعربية من خلال التألق في مجال الباليه، فكانت الإماراتيّة الأولى التي تبدع رقصاً وتعبيراً عن الذات من خلال أدوار وشخصيات استطاعت تجسيدها وعكسها على أكمل وجه، عبر الحركات والتفاعلات والرقصات الحالمة والقوية والمؤثرة التي أجادتها، والتي عكست من خلالها حاجة داخلية للوصول إلى الآخر والتأثير به من على خشبة المسرح.
الفن بجميع أشكاله قادرٌ على جمعنا معًا فهو يجعلنا نتجاوز الاختلافات
تقول “ما كنتُ لأصل إلى ما أنا عليه اليوم أو إلى ما أصبحتُ عليه لولا الفرص التي منحتني إياها بلادي. ورغم أن رحلتي لم تخلُ من التحديات، إلا أنني تعلمتُ أن التطور والنمو غالبًا ما يأتي من خلال العقبات. أشعر بفخرٍ عميقٍ لكوني الأولى في مجالي، خاصةً في دولةٍ مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث يشهد المشهد الفني – سواءً البصري أو الأدائي – تطورًا سريعًا. الفن، بجميع أشكاله، قادرٌ على جمعنا معًا، فهو يجعلنا نتجاوز الاختلافات، وهو يؤدي إلى ترابط المجتمعات، كما أنه يوقظ المشاعر المشتركة التي تسمح لنا بالشعور والتأمل والتعبير كوحدة متماسكة”.
ترى عليا أن الشخصية الإماراتية الأكثر دعمًا لطموحات المرأة والتي ساهمت في تمكينها، هي الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، “فهي رمزٌ حقيقيٌّ للثقة بالنساء وتشجيعهن وتمكينهن في مختلف المجالات. هي مصدر قوتنا وإلهامنا، وقوةٌ دافعةٌ تشجعنا على تجاوز الحدود، والإيمان بأن كل شيءٍ ممكنٌ عندما نعقد العزم على تحقيقه”.
أعظم هبة مُنحت لي هي حرية السعي وراء أحلامي
وعن أهم إنجاز حققته لنفسها ولنساء بلدها، تقول “أعتقد أن أعظم هبة مُنحت لي هي حرية السعي وراء أحلامي. على طول الطريق، اكتشفت أنه عندما نتبع ما نحبه حقًا، يمكننا إلهام الأخريات من النساء لإيجاد الشجاعة لفعل الشيء نفسه، وتحقيق ما يصبون إليه في حياتهن”.
حول الصفات التي تمتلكنها والتي تُمثل امتدادًا لثقافة وخصائص بلدها، الإمارات العربية المتحدة، والتي ساهمت في نجاحها، قالت “بصفتي إماراتية وأول امرأة في مجالي، أقف على أكتاف وطن مبني على الرؤية والمرونة والطموح اللامحدود. لقد علمتني الإمارات العربية المتحدة أنه لا يوجد حلم جريء جدًا ولا يوجد طريق بعيد المنال. مستلهمة من التقدم السريع لبلدنا وقيمه الراسخة، احتضنت التغيير، وقُدت بعزم، وكسرت الحواجز بعزيمة”.
شكّل التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين المرأة وتعزيز التميز واحتضان التنوع مساري المهني الناجح
تضيف “لقد شكّل التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين المرأة، وتعزيز التميز، واحتضان التنوع مساري المهني الناجح، وأنا أواصل مسيرة ثقافتنا في خدمة الوطن، مدركةً أن النجاح الحقيقي لا يقتصر على الإنجاز الشخصي فحسب، بل يشمل أيضًا الأثر الذي نتركه في نفوس الآخرين. بفخرٍ بهويتي وانفتاحٍ على العالم، أسعى جاهدةً لأكون قدوة يُحتذى بها ليس فقط بصفتي الأولى، بل بصفتي منفتحةً على العالم، وقادرة على فتح الأبواب للكثيرين من أبناء أمتي”.
تؤكد عليا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع ببيئة داعمة لتمكين المرأة. “بفضل القيادة الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، واستراتيجياتها الوطنية التقدمية، وأطرها المؤسسية القوية، ومبادراتها النابضة بالحياة، تضطلع المرأة بأدوار محورية في المجتمع. ولولا رؤية ودعم أم الإمارات الراسخ، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. إنها أساسنا، وقوتنا، ومصدر إلهامنا – فهي التي تُمكّننا من الإيمان بالمستحيل وتحقيقه بثق”.
الشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والتغيير الهادف فهم يحملون رؤىً جديدة وأفكارًا جريئة ويمثلون الطاقة اللازمة لمواجهة تحديات اليوم وصياغة حلول الغد
سألناها: لماذا أصبحت الإمارات اليوم أكثر أهميةً وشبابها محط الأنظار؟ فأجابت “الشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والتغيير الهادف. فهم يحملون رؤىً جديدة وأفكارًا جريئة، ويمثلون الطاقة اللازمة لمواجهة تحديات اليوم وصياغة حلول الغد. إن تمكين الشباب ليس مجرد استثمار في المستقبل، بل هو أمرٌ أساسيٌّ لتحقيق النمو المستدام والمرونة لأمتنا. عندما يُمنح الشباب الأدوات والثقة والفرص اللازمة للقيادة، يصبحون مساهمين فاعلين في المجتمع، يُشكلون السياسات، ويبنون الصناعات، ويُلهِمون المجتمعات. إنهم ليسوا المستقبل فحسب، بل هم قوةٌ حيويةٌ في تشكيل الحاضر. ولهذا السبب، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الاستثمار بكثافة في شبابها، لأن دورهم في بناء الوطن أصبح الآن أكثر أهميةً من أي وقت مضى”.
اقرئي المزيد:حصّة الجسمي: تمكين المرأة في الإمارات يُعد نموذجًا متقدّمًا في المنطقة