مقابلات

موزة الحمراني: نحن اليوم في وضع فريد ويدعم طموحاتنا ولدينا الكثير لنفخر به كإماراتيات… فاسعين واستفدن

اختارت الفنانة الإماراتية الشابة موزة الحمراني الفن لتعبّر عن أفكارها ومشاعرها وعالمها الداخلي، فتكوّنت أول ذكرياتها عنه منذ كانت في الروضة، حيث استخدمت رسوماتها للتواصل مع زملائها ومعلميّها، كما رافقها في سنوات مراهقتها وساعدها في تخطّي الخجل والانطوائية. واليوم، تبرز كفنانة مميزة بأسلوبها المعاصر، إذ تمزج بين الرسم وتصميم الوسائط المتعددة، لتناقش أهم الأفكار والموروثات الثقافية، من منظور آني قريب من المتلقّي، فيحرك أحاسيسه ويولّد تفاعلاً وتجاوباً لديه. اخترناها لتكون نجمة عدد الصيف من مجلة هَيا في تعاون فريد مع دار Cartier الراقية، لنحتفي بيوم المرأة الإماراتية وبطاقاتها التي لا تنضب، فاكتشفي المزيد عنها في هذا اللقاء.

رئيسة التحرير: Sima Maalouf

تصوير: Fouad Tadros

إدارة فنيّة: Sana Jamali

تنسيق: Daniel Negron لدى MMG Artists

شعر: Kavya Rajpowell

مكياج: Mabs

إنتاج: Kristine Dolor

المجوهرات كلّها من Cartier

منذ طفولتكِ، عبّرتِ عن نفسكِ من خلال الفن. كيف اكتشفتِ هذه الحاجة للتواصل مع الآخرين من خلاله؟

أعتقد أنّ ذكرياتي الأولى عن الفن كانت في روضة الأطفال، حيث استخدمت رسوماتي للتواصل مع زملائي ومعلميّ. كان وسيلتي لتكوين صداقات والتواصل مع الكبار. وفي الواقع، لا يزال تقرير روضة الأطفال الخاص بي يُشير إلى أنّ “هذه الفتاة لديها موهبة في الفنون”، كما أذكر جيداً أنني كنت أُعطي مشرفة روضة الأطفال رسوماتي مقابل الشوكولاتة… رافقني هذا خلال سنوات مراهقتي أيضاً، حيث صرت أكثر خجلاً وتحفّظاً، لكنني مع ذلك استخدمت فنّي للتواصل مع الناس. كان الفنّ دائماً وسيلةً لكسر الجمود وبناء العلاقات بالنسبة لي، وما زلت أستخدم هذه القدرة بطريقة ما للتواصل مع الناس اليوم، فلم تفارقني أبداً.

ماذا تذكرين عن أعمالكِ الفنية الأولى؟

كانت أعمالي الأولى مستوحاة إلى حد كبير من الرسوم المتحرّكة التي نشأت على مشاهدتها، كنت أرسم أعمالاً فنيةً مستوحاة من الشخصيات التي أحببتها. تحوّل هذا الفنّ في نهاية المطاف إلى فنّ متأثر بألعاب الفيديو التي بدأت لعبها في سنّ المراهقة، ثمّ عندما بلغت سنّ الرشد، اكتشفت أنّه من الأصعب ولكن الممتع أكثر ابتكار شخصياتي ومشاهدي الخاصة. كانت أعمالي متحرّكة للغاية وكرتونية وبريئة وبسيطة إلى حدّ ما. وقد عكست الكثير من اهتماماتي في ذلك الوقت.

نظارات شمسية مطليّة بلون ذهبي ناعم من مجموعة Clash de Cartier من Cartier
معطف من Ezzat Officiel
بلوزة من COS
سروال جينز من Brunello Cucinelli

كيف تغيّر أسلوبكِ الفنيّ على مرّ السنين؟

مع تقدّمي في السنّ، تغيّرت اهتماماتي وطريقة تفكيري، كما يحدث عادةً. وقد انعكس هذا على أسلوبي كفنانة، وعلى النتائج النهائية لعملي. لقد عاصرت زمناً شهد تطورات تكنولوجية مستمرة، إذ ولدت عام 1995، ونشأ لديّ اهتمام بالفن في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في ذلك الحين، بدأت فيه أجهزة الكمبيوتر والإنترنت تدريجياً تصبح عنصراً أساسياً في كلّ منزل، فتمكّنت من اكتشاف المزيد من المحتوى، وبالتالي المزيد من أساليب الفنّ أثناء تصفّحي للمجتمعات الإلكترونية. وأصبحت البرامج التعليمية والدروس المجّانية متاحة على نطاق واسع، وفي نهاية المطاف أصبحت أدوات الفنّ الرقميّ في متناول الجميع. كان أكبر تحوّل في أسلوبي عندما حصلت على جهاز لوحي رقمي مكّنني من الرسم مباشرةً باستخدام حاسوبي المحمول. أتاح لي هذا الجهاز عدداً لا يحصى من الألوان والأنماط، بل وحتى القدرة على تحريك بعض أعمالي بطرق لم أكن لأتمكّن من تحقيقها بسهولة باستخدام الوسائط التقليدية. واليوم، أُنشئ عناصر رقمية لأستخدمها في عملي باستخدام حاسوبي المحمول وجهاز الـiPad، كما بدأت بدمج بعض البرمجة لأتمكّن من إنشاء الصور التي أتخيلها في ذهني… أعتقد أنّ التقدم التكنولوجي أمر مذهل حقاً.

إلى أي مدى أثّرت دراستكِ على أسلوبكِ ورؤيتكِ الفنية؟ وهل ساعدتكِ أكثر في الوصول إلى الآخرين من خلالها؟

بعد دراستي تصميم الوسائط المتعددة في جامعة زايد دبي، اكتسبت مجموعةً من المهارات الأولية في مجالات مختلفة، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفنون البصرية. حاولت تحقيق أقصى استفادة منها خلال فترة دراستي، لأنني كنت شغوفةً بهذه المجالات الثلاثة. ظلّ اهتمامي الأساسي بالرسوم التوضيحية والرسوم المتحركة طوال فترة دراستي الجامعية، وشاركت في تحرير مجلّة زاجل الطلابية الإلكترونية. كنت أُبدع أعمالاً فنية لبعض المقالات، أو أُجري مقابلات ميدانية، وأُنتج بعض المواد الصوتية والمرئية. ولم أبدأ بدمج “فن الوسائط المتعددة” بكامله إلا في السنوات الأربع الأخيرة، حين بدأ دمج البرمجة وتصميم الويب. ساعدني تعلم أساسيات HTML وJavaScript في الجامعة على فهم اللغتين قليلاً. وأنا لست مبرمجة خبيرة، بل أعتمد كثيراً على الإنترنت والأدوات الأخرى لكتابة أكواد وعناصر فعّالة، وقد ساعدني ما اكتسبته من الجامعة على الإلمام بالكثير من المجالات المهمة في عملي.

عقد من الذهب الوردي والألماس من مجموعة Clash de Cartier من Cartier


كيف تختارين الوسائط التي تعكس رؤيتكِ الفنية على أفضل وجه؟

يعتمد اختيار الوسائط على عدة عوامل. فإذا كان مشروعاً شخصياً، الخيارات تكون واسعة جداً. أما إذا كان مشروعاً لعميل أو معرض، فإنّ الحوار مع الطرف الآخر يساعد في تحديد الوسيلة الأنسب لما يدور في ذهنه. ويتعلّق الأمر إلى حد كبير بالفكرة والمفهوم الذي سأعمل عليه. عندما أقمت معرضاً فردياً حول الإنترنت الخليجي في بداياته، رغبت بشدة في استخدام الإنترنت كوسيلة للتعبير. فأنشأت مواقع إلكترونية كأعمال فنية وجعلتها متاحة للعرض على الإنترنت نفسه. وكانت الوسيلة نفسها في هذه الحالة مصدر الإلهام… ويجب أن أُراعي أنني محدودة بالوسائط التي أُجيد التعامل معها، فلن أُنتج فيلماً أو مقطوعة موسيقية لأنها ليست ضمن مهاراتي. وهنا يكمن دوري كفنانة في التواصل مع معارفي ودائرتي الفنية بحثاً عن فرص تعاون.

تنمو العلاقة بين الفن والتكنولوجيا وتصبح أكثر تعقيداً. متى أدركتِ رغبتكِ في استكشاف المزيد عن هذه العلاقة والتعبير عنها من خلال أعمالكِ الفنية؟

بدأ اهتمامي بدمج التكنولوجيا في أعمالي خلال فترة التحاقي بمنحة الشيخة سلامة للفنانين الناشئين عام 2019، حيث وجدتُ نفسي عند تقاطع بين مهاراتي في الرسم التوضيحي وشغفي الجديد برسم الإسقاط. اكتشفت أنني أستطيع تحويل رسوماتي المتحركة إلى منحوتات تفاعلية، وهو ما أثار فيّ فضولاً لم أكن أعرف أنّه يسكنني. ثم قررت الارتقاء بالأمر إلى مستوى أعلى، وصمّمت العمل الفني بحيث لا يتحرّك إلا عند دخول المشاهدين إلى الغرفة. تطلب هذا مني معرفة كيفية برمجة مستشعر حركة في العمل الفني. ورغم أنّ العملية كانت شاقة، لأنني كما ذكرت لست مبرمجة، إلا أنني تمكنت في النهاية من تشغيله بمساعدة مجتمعات البرمجة عبر الإنترنت وصديق صديقي المختص والذي ساعدني في إصلاح الجزء الأخير من الكود. بعدها، سعيت لاستكشاف هذه التقنيات أكثر، إذ بدت لي الفرص لا حصر لها وأكثر إثارة من مجرد رسم ثابت أو رسوم متحركة على صفحات شخص ما على الإنترنت. استطعت نقل كل هذا إلى العالم الحقيقي!

كيف تنظرين إلى التحولات الثقافية والاجتماعية من بدايات الإنترنت إلى عصرنا الحالي في الإمارات؟

هذا موضوع بالغ الأهمية، لأنني نشأت في عائلة إماراتية تقليدية، ورأيت هذا التحول أمامي مباشرةً. بدأ الأمر بخوف وتوجّس من تحدّي قيمنا بسبب ازدياد ترابط العالم فجأةً، وهو أمر أفهمه. وأراهن أنّ الأمر كان مزعجاً بعض الشيء لوالدينا في البداية، وكما سبق وذكرت، كنت قد نشأت في نفس الفترة التي حدث فيها هذا، لذا انغمست فيه بشكل طبيعي. أعرف، على الأقل من المنظور الخليجي/العربي، أننا لم نكن نشعر بالراحة حتى في نشر أسمائنا على الإنترنت، لذلك لجأنا إلى ألقاب شعرية وعرضنا صوراً متاحة للعامة بدلاً من صورنا الخاصة، فكان هناك فصل بين الحياة الواقعية وتلك التي نظهرها على الإنترنت. واليوم، يكاد هذا الأمر يكون معدوماً، فكل من أعرفهم تقريباً يشاركون حياتهم الشخصية مع الجميع، سواءً عرفوهم أم لا، بأسمائهم الكاملة. وفي الواقع، إن لم تفعلي ذلك، ففرصة أن يُؤخذ وجودكِ على محمل الجد على الإنترنت أقل. وأعتبر التباين بين تلك الأيام واليوم مثير للاهتمام للغاية.

عقد من الذهب الوردي والألماس من مجموعة Clash de Cartier من Cartier
معطف من JW Anderson

كيف ترصدين تأثير هذه التغييرات والتحولات على الهوية والخصوصية والإبداع في الدول العربية؟

في حين أن ظهور الأشخاص بشخصياتهم الحقيقية على الإنترنت أصبح أمراً شائعاً الآن، مقارنةً ببدايات الإنترنت، إلا أنّ هذا يُشكّل تحدياً جديداً للخصوصية. بدأ يخيفني الشعور المفرط بالراحة الذي يشعر به الناس على الإنترنت. وينصبّ قلقي الرئيسي على القُصّر الذين يتمتعون بإمكانية وصول واسعة إلى الإنترنت، وقد يكونون معرَّضين للخطر إذا لم يخضعوا للمراقبة. لا أعتقد أنّ الناس يدركون مدى سهولة الوصول إلى بعض المحتوى، حتى لو ظننتِ أنّكِ حذفته. أعتقد أنه بمجرد نشر أي شيء على الإنترنت، يصعب التخلص منه تماماً. لا أحد يعلم من يملك نسخةً غير متّصلة بالإنترنت من صورة ظننتِ أنكِ حذفتها. وعلى صعيد أكثر إيجابية، ربطني هذا الحضور على الإنترنت بفنانين ومبدعين من مختلف أنحاء البلاد والمنطقة، بل وحتى على مستوى عالمي، وهو ما لم أكن لأتمكّن من الوصول إليه لولا هذه الطفرة الرقمية.

فإنّ التفكير في إمكانية وضع عمل فني على صفحتكِ الشخصية ومشاهدته في الجانب الآخر من العالم أمر مثير للإعجاب حقاً. كما ألاحظ باستمرار دعم المبدعين العرب لبعضهم البعض عبر الإنترنت، وأتواصل يومياً مع المزيد من الأشخاص الموهوبين والمبدعين وكل ذلك متاح بفضل وسائل التواصل عبر الإنترنت.

في معرضكِ “الصفحة الرئيسية”، ركّزتِ على استعراض تاريخنا الرقمي واستكشاف تأثير الإنترنت في تشكيل هويّاتنا. كيف سعيتِ لبلورة هذه الفكرة من خلال أعمالكِ؟

لأنني أستخدم الإنترنت بشكل دائم، فأنا شغوفة جداً بثقافته. الإنترنت مصدر للمؤازرة والإلهام والتوتر والتواصل والهروب من الواقع. وجدت نفسي منجذبة بشكل طبيعي نحو الأعمال الفنية التي تتحدث عن الإنترنت وثقافتها، لذلك قررتُ الخوض في هذا المجال قليلاً. وكفنانة ترغب أيضاً في سرد قصة أصيلة، قررت من خلال دمج موضوع الاهتمام وارتباطي الشخصي بالإنترنت، تقديم معرض حول نمو ثقافة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على دول مجلس التعاون الخليجي، استناداً إلى تجارب طفولتي على الأقل. فبدأت بالذهاب إلى المكتبات ومتاجر التحف للعثور على أي مجلّات وكتب تعود إلى حقبة التسعينيات والألفينيات، لأستكشف كيف كان يُنظر إلى الإنترنت والحواسيب وكيف كان الحديث عنهما في تلك المراحل المبكرة. ثم بحثتُ باستخدام أرشيفات الإنترنت وهي أداة متاحة للعامة، لأُلقي نظرة على جميع أنواع المواقع والمنتديات والمدونات العربية والخليجية القديمة من تلك الفترة. هنا ألفت إلى أنّ أرشيفات الإنترنت تتيح عرض لقطات من المواقع كما كانت في وقت محدد، فمثلاً لنفترض أنكِ تريدين رؤية كيف كان يبدو موقع مجلّة هَيا قبل عامين، ستتمكنين من القيام بذلك باستخدام تلك الأداة. لقد قضيتُ ساعات وأياماً وأسابيع وشهوراً في تصفّح تلك المواقع بشكل جنوني وجمع جميع أنواع المواد، سواء كانت صوراً أو مقالات أو ملفات صوتية أو حتى مقاطع فيديو ، فقد أردت أن أبتكر تفسيري الخاص لسلوكيات الإنترنت المبكرة تلك باستخدام قدراتي كفنانة.

لماذا تُعتبر الإمارات العربية المتحدة أكثر أهمية اليوم، ولماذا ينصب الاهتمام على شبابها وقدراته؟

نحن أمة شابة جداً، ولهذا السبب فإنّ شبابنا هم الأهم. نحن أساس بناء مستقبل أفضل إن شاء الله، وإنّ تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات والتعليم اللازمين لضمان نجاح الأمة على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية. تنمو دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح واحدة من أهم وجهات الإبداع في المنطقة والعالم، حيث تجذب بفعاليات مثل آرت دبي وبينالي الشارقة، العديد من الفنانين والرعاة الدوليين في كل دورة، ما يضع الإمارات العربية المتحدة في مكانة مهمة فنياً وثقافياً في هذه المنطقة.

ما رسالتكِ للنساء في يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف في 28 من أغسطس؟

في الأسر الإماراتية، تتشكل التوقعات من الشابات بفعل التقاليد ومعالم ثقافتنا الغنية، ولكن هذه الأطر قابلة للتوسع وهذا ما يحصل بمرور الوقت لتشمل اتجاهات جديدة. هناك الكثير مما نقدّره في ثقافتنا والكثير مما نتطلّع إليه في ما يتعلق بآفاقنا في هذه الأمة الفتيّة. قد تكون هناك لحظات من الشد والجذب، ولكن النساء قادرات على التعامل مع ذلك. نحن اليوم في وضع فريد ويدعم طموحاتنا، وهناك الكثير مما نفخر به كنساء إماراتيات، لذا أقول لهنّ ببساطة: استمتعن به واسعين واستفدن من هذا الواقع.

نظارات شمسية مطليّة بلون ذهبي ناعم و عقد من الذهب الوردي من مجموعة Clash de Cartier من Cartier
الملابس من Magda Butrym

إلى أي مدى يتوافق اختياركِ لأزيائكِ مع شخصيتكِ الفنية، وربما رؤيتكِ الإبداعية؟

أسلوبي في الموضة ممتع مثل فنّي، فأنا لا أفكّر كثيراًً، بل المهم أن أشعر بالثقة والراحة في ما أختاره. أحب شراء القمصان ذات الرسومات المميزة من فنانين ومصممين محليين أو دوليين. وكثيراً ما يسألني الناس عن قمصاني في المكتب، وأينما ذهبت، وأجدها بداية رائعة للحديث، وأشعر بالسعادة عندما أرى رسماً جميلاً، أو عبارة مشجعة، أو حتى شكلاً مضحكاً ينعكس في المرآة. أحب الملابس الفضفاضة والملوّنة، وهذا يشمل عباءاتي. فاختيار عباءة ملونة جيّدة من مصممة مستقلة من بلدي لا يساهم في دعم سيدات الأعمال الشابات فحسب، بل يضفي لمسة مميزة على مظهري وكل ما أنسّقه معها.

أخبرينا عن هذا التعاون في جلسة تصوير مع دار Cartier؟ ما مدى أهمية المجوهرات بالنسبة لكِ في حياتكِ اليومية، وهل لديكِ أي قطع مفضّلة؟

شعرت بفخر كبير وسعادة بعد أن تواصلت معي مجلّة هَيا وCartier لتحقيق هذا التعاون، فأنا أكنّ كل الحب لدار المجوهرات العريقة التي عشقتها عائلتي لأجيال، وأنا أتعامل مع المجوهرات بعاطفة شديدة، فأحتفظ بقطعي المفضلة ولا أخلعها أبداً لأنّ قيمتها المعنيوة تعني لي كثيراً. قطعي المفضلة هي القلادة المزدوجة التي أرتديها يومياً، إحداهما قمر فضّي والأخرى شمس ذهبية. ارتديتُ القمر وحده لسنوات ولم يفارق عنقي منذ أن اشتريته، واشتريتُ مؤخراً قلادة الشمس، لذا أشعر الآن بتوازن بين الطاقتين. أحب الشمس لطاقتها والقمر لسلامه. كما أهدتني صديقاتي سواراً ذهبياً على شكل لهب، لم يفارق معصمي منذ أن حصلت عليه. فبشكل عام، أحب ارتداء القطع التي تحمل بعض الرمزية، وكما قلت، إذا كانت لديّ قطعة مجوهرات مفضّلة، فمن المرجّح أنني لن أخلعها أبداً.

كامرأة شابة تتعامل مع الكثيرات من جيلها، ما الذي يجمع بين النساء الطموحات، وما الذي يصنع الاختلافات بينهنّ إن وُجدت؟

نتشارك المعاناة واللحظات الجميلة، وأنا أعتقد أنّ هناك قاعدة غير معلنة تحكم علاقات النساء ببعضهنّ، تبدو طبيعية وتلقائية. فعندما ألتقي بصديقة جديدة محتملة، أعلم أنّها ستلاحظ على الأرجح بعض الإشارات والأمور فيّ، والتي قد لا يلاحظها المعارف من الذكور، على الأقل ليس بسهولة.

ومن أكثر اللحظات المفضّلة لديّ في الروابط بين النساء، ، تلك التي نُسارع فيها، بغريزة فطرية، إلى مساعدة بعضنا بعضاً في الأماكن العامة، حتى لو كانت المرأة الأخرى غريبة تماماً عنّا. لقد شهدت نساءً يتجمّعن لدعم بعضهنّ البعض مرّات لا تعدّ لا تحصى، وتذكّرني لحظات كهذه بأنّ علاقات الأخوّة الغريزية بيننا لا تزال حية ونابضة بالحياة.

خواتم من الذهب الأصفر وخواتم من الذهب الأبيض وسوار من الذهب الأصفر، كلّها من مجموعة Clash de Cartier من Cartier
الملابس من Hugo Boss

هل يوجد عادات ترافقكِ في يومياتكِ وتحافظين من خلالها على راحة بالكِ واستقراركِ النفسي، ما يساهم بالمحصّلة في تحقيق النجاح المهني؟

من الأمور التي لا يمكنني المساومة عليها مؤخراً هي الحفاظ على لياقتي البدنية وتناول الطعام المفيد والنوم لساعات كافية وجيدة وقضاء وقت كافي بمفردي. لقد ساعدني اتباع روتين رياضيّ منتظّم خلال السنوات الثلاث الماضية في تحسين صحّتي النفسية بطرق لم أتوقعها بصراحة، وما تلا ذلك هو اتباع نظام غذائي صحي لدعم تدريباتي. بالطبع أسمح لنفسي ببعض المتع الصغيرة، طالما أنني أحافظ أغلب الوقت على عادات غذائية جيدة. كما أنّ قضاء وقت بمفردي لطالما شكّل أمراً مهماً بالنسبة لي، أولاً لأنني انطوائية بعض الشيء وأحتاج من حين لآخر إلى الابتعاد لكي أجدد نشاطي الاجتماعي، وثانياً والأهم، لأنّه يسمح لي باستكشاف اهتماماتي بوتيرتي الخاصة. فلقد طورت من خلال قضاء الوقت بمفردي عملي وفضولي تجاه الفن وتعلّمت العزف على الغيتار، كما أستكشفت الوسائط التي تلهمني وتناسبني. فبشكل عام، تساعدني أوقاتي الخاصة على تحقيق التوازن بين مختلف نواحي حياتي.

عقد من الذهب الوردي من مجموعة Clash de Cartier من Cartier
الملابس من Ezzat Officiel
العلامات: Cartier كارتييه

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية