Hidden From Homepage, العناية بالبشرة

اسباب النمش: بين الوراثة والعوامل البيئية

اسباب النمش: بين الوراثة والعوامل البيئية

يُعتبر النمش من الظواهر الجلدية الشائعة، والتي تظهر على شكل بقع بنية صغيرة أو متوسطة الحجم، غالبًا في مناطق الوجه، الكتفين، الذراعين وأعلى الظهر. ورغم أنه لا يشكل أي خطر صحي، إلا أنه يثير تساؤلات كثيرة لدى البعض حول اسباب النمش، وطرق الوقاية منه، وما إذا كان يدل على مشكلة صحية داخلية.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على اسباب النمش، وأهم العوامل المؤثرة في ظهوره وانتشاره، مع توضيح الفرق بين النمش الطبيعي والنمش الناتج عن عوامل مكتسبة.

أولاً: ما هو النمش؟
النمش (بالإنجليزية: Freckles) هو نوع من التصبغات الجلدية السطحية، ويظهر نتيجة زيادة مؤقتة أو دائمة في إنتاج صبغة الميلانين في مناطق معينة من الجلد. هذه البقع ليست نتوءات، ولا تكون مؤلمة، لكنها تكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الفاتحة، وتزداد في الصيف وتقلّ شتاءً.
يتم تصنيف النمش إلى نوعين رئيسيين:

  1. النمش الوراثي (Ephelides):
    يظهر عادة في الطفولة ويكون ناتجًا عن الجينات، ويزداد مع التعرض لأشعة الشمس.
  2. بقع الشمس أو العدسية (Solar Lentigines):
    تظهر عند البالغين بعد سنوات من التعرض الطويل لأشعة الشمس، وغالبًا ما تكون أكثر ثباتًا وأغمق لونًا من النمش الوراثي.

ثانيًا: اسباب النمش

  1. العامل الوراثي (الجيني)
    تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في ظهور النمش، خصوصًا عند الأشخاص الذين يحملون جين MC1R، وهو الجين المسؤول عن تنظيم إنتاج الميلانين في الجسم. الأشخاص الذين يرثون نسخًا معينة من هذا الجين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنمش، خاصة إذا كانوا من أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الأحمر أو الأشقر.
    إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من النمش، فإن احتمال ظهور النمش عند الأبناء يكون أعلى، بغض النظر عن التعرض للشمس.
  2. التعرض لأشعة الشمس
    من أهم اسباب النمش يُعد أهم عامل بيئي في ظهور أو تفاقم النمش، حيث تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تحفز الخلايا الصبغية (الميلانوسيت) على إنتاج المزيد من صبغة الميلانين، كرد فعل طبيعي لحماية الجلد.
    ومع أن هذا التفاعل يُعتبر دفاعيًا، إلا أنه يؤدي إلى زيادة التصبغات في أماكن معينة، خاصةً في الوجوه المكشوفة باستمرار. لذلك، غالبًا ما يلاحظ الناس أن النمش يزداد وضوحًا خلال أشهر الصيف ويخف تدريجيًا في الشتاء.
  3. لون البشرة ونوعها
    الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أو ما يُعرف بالفئة الجلدية الأولى والثانية (وفقًا لتصنيف فيتزباتريك) هم الأكثر عرضة لظهور النمش، لأن لديهم كميات أقل من الميلانين المنتشر في الجلد. وبدلاً من أن يتحول جلدهم إلى اللون الأسمر عند التعرض للشمس، تظهر عليهم بقع النمش بسرعة.
  4. التغيرات الهرمونية
    في بعض الحالات، قد تؤدي التقلبات الهرمونية التي تعتبر من ابرز اسباب النمش إلى تحفيز إنتاج الميلانين، مما يساهم في ظهور تصبغات تشبه النمش أو تزيد من شدته. ويحدث ذلك غالبًا في الحالات التالية:
    • الحمل (كأحد أشكال الكلف الذي قد يشبه النمش)
    • استخدام حبوب منع الحمل
    • اضطرابات الغدة الدرقية
    • فترة البلوغ
    ورغم أن هذه التغيرات قد لا تُنتج نمشًا حقيقيًا من الناحية الطبية، فإنها تُسهم في ظهور بقع داكنة شبيهة بالنمش.
  5. استخدام بعض الأدوية أو مستحضرات التجميل
    بعض الأدوية والمستحضرات قد تُزيد من حساسية الجلد للشمس، ما يُسرّع من ظهور النمش أو التصبغات، ومن هذه الأدوية:
    • المضادات الحيوية مثل التتراسايكلين
    • أدوية علاج حب الشباب
    • العطور التي تحتوي على كحول ومكونات زيتية حساسة للشمس
  6. التقدم في العمر
    رغم أن النمش غالبًا ما يرتبط بالشباب، إلا أن التعرض المزمن للشمس قد يؤدي إلى ظهور بقع عدسية (Liver Spots) التي تشبه النمش لكنها أغمق وأكبر، وتظهر خاصة بعد سن الأربعين، وتُعتبر علامة على شيخوخة الجلد الناتجة عن الشمس.

ثالثًا: الفرق بين النمش والكلف والتصبغات الأخرى
• النمش: بقع صغيرة، منتشرة، غالبًا متناظرة، وتظهر أكثر مع الشمس.
• الكلف: بقع كبيرة داكنة، تظهر غالبًا نتيجة تغيرات هرمونية، وتتركز في الخدود والجبهة.
• بقع الشمس: تصبغات ناتجة عن التعرض المزمن لأشعة الشمس، وتظهر في كبار السن.

رابعًا: هل يمكن الوقاية من النمش؟
رغم أن الوراثة لا يمكن التحكم بها، إلا أن بعض الخطوات تساعد في التقليل من ظهور النمش أو منع زيادته:
• استخدام واقي شمس يومي بمعامل حماية لا يقل عن 50.
• تجنب التعرض المباشر للشمس وقت الذروة.
• ارتداء قبعة واسعة ونظارات شمسية.
• استخدام منتجات عناية بالبشرة تحتوي على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وE.
• الابتعاد عن مستحضرات قد تهيج البشرة أو تزيد من حساسيتها.

النمش ظاهرة جلدية شائعة وغير ضارة، تنجم أساسًا عن التفاعل بين العوامل الوراثية والتعرض لأشعة الشمس. فهم اسباب النمش هو الخطوة الأولى للعناية بالبشرة، والوقاية من زيادته. في حال ازدياد البقع بشكل غير معتاد أو ملاحظة تغير في شكلها أو لونها، يُنصح بمراجعة طبيب الجلدية للتأكد من سلامة البشرة واستبعاد أي مشاكل صحية كامنة.

إقرئي أيضاً: خلطات وطرق متنوعة لعلاج النمش في الوجه!

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية