في السنوات الأخيرة، أصبح اسم “الماتشا” يتردد كثيرًا بين محبي الشاي، والباحثين عن نمط حياة صحي، وحتى في قوائم المقاهي العصرية. لكن ماهو الماتشا حقًا؟ ولماذا أصبح يحظى بشعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم؟
في هذا المقال، سنستعرض كل ما تحتاجين معرفته عن الماتشا: تاريخه، طريقة تحضيره، فوائده الصحية، وأنواعه المختلفة.
تعريف الماتشا
ماهو الماتشا بالتفصيل؟ هو نوع من الشاي الأخضر الياباني يتم طحنه إلى مسحوق ناعم. بخلاف أنواع الشاي الأخرى التي تُنقع في الماء وتُصفّى، يُستهلك الماتشا بالكامل، ما يعني أنك تتناول الأوراق نفسها وليس مجرد مستخلصها. هذا يجعله أكثر تركيزًا من الناحية الغذائية.
يُزرع الماتشا بطريقة فريدة، حيث تُغطى أوراق شجيرات الشاي بالقماش قبل الحصاد بعدة أسابيع. هذا التظليل يزيد من إنتاج الكلوروفيل، ويكسب الأوراق لونًا أخضر داكنًا، ويزيد من كمية الحمض الأميني “الثيانين” الذي يمنح الشاي نكهته المميزة وتأثيره المهدئ.
تاريخ الماتشا
ترجع أصول الماتشا إلى الصين، خلال عهد سلالة تانغ (القرن الثامن الميلادي)، حيث كان يتم تبخير أوراق الشاي وضغطها إلى كعكات لسهولة النقل. ثم بدأت عادة طحن الشاي وتحضيره بالماء الساخن بالظهور. لاحقًا، نُقلت هذه الطريقة إلى اليابان بواسطة الرهبان البوذيين في القرن الثاني عشر، الذين استخدموا الماتشا كمشروب يساعد على التأمل والتركيز.
في اليابان، تطورت طريقة تحضير الماتشا لتصبح جزءًا من “طقوس الشاي” التقليدية، وهي ممارسة ثقافية عميقة تعبر عن الانسجام والاحترام والنقاء والهدوء.
كيف يتم تحضير الماتشا؟
تحضير الماتشا يتطلب أدوات خاصة وتقنيات دقيقة:
- المسحوق: يتم غربلة الماتشا أولًا للتخلص من التكتلات.
- الوعاء (تشاوان): يُوضع فيه مقدار صغير (حوالي نصف ملعقة صغيرة) من مسحوق الماتشا.
- الماء الساخن: يُضاف ماء بدرجة حرارة أقل من الغليان (حوالي 80 درجة مئوية).
- المضرب (تشاسين): يُستخدم مضرب من الخيزران لخلط الماتشا بسرعة في شكل حركة “W” حتى تتكون رغوة خفيفة.
يوجد نوعان رئيسيان من الماتشا:
• أوسوتشا (Usucha): وهو النوع الأخف والأكثر شيوعًا.
• كويشا (Koicha): مركز وكثيف أكثر، ويُستخدم في الطقوس التقليدية.
الفوائد الصحية للماتشا
لا يكفي أن تتساءلين عن ماهو الماتشا فقط، لكن عليك ان تعرفي لماذا اكتسب الماتشا شهرته الكبيرة؟ ذلك بسبب فوائده الصحية المتعددة، والتي تعود أساسًا إلى محتواه الغني من مضادات الأكسدة، وخصوصًا الكاتيكين، وأشهرها الـ EGCG.
- غني بمضادات الأكسدة
الماتشا يحتوي على مضادات أكسدة أكثر بحوالي 137 مرة من الشاي الأخضر العادي. هذه المواد تساهم في محاربة الجذور الحرة، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. - يعزز التركيز والانتباه
بفضل مزيج الكافيين والثيانين، يمنح الماتشا طاقة هادئة وطويلة المفعول دون التوتر أو العصبية المرتبطة بالقهوة. - يدعم عملية الأيض
تشير بعض الدراسات إلى أن الماتشا قد يساعد في زيادة معدل حرق الدهون، ما يجعله شائعًا بين من يسعون لفقدان الوزن. - يساعد في التخلص من السموم
يُعتقد أن محتوى الكلوروفيل العالي في الماتشا يساعد الجسم على التخلص من السموم والمواد الثقيلة. لذلك من الضروري ادخاله في روتينك اليومي لصحة أفضل.
استخدامات الماتشا في الطهي
لم يعد الماتشا مقتصرًا على الشاي فحسب، بل أصبح يُستخدم في العديد من الوصفات العصرية، مثل:
• اللاتيه (Matcha Latte)
• الحلويات مثل التشيزكيك والآيس كريم والبسكويت
• السموثي والمخبوزات
نكهته المميزة، التي تجمع بين المرارة الخفيفة والحلاوة، تجعله عنصرًا مميزًا في المطبخ الصحي.
كيف تختار ماتشا جيد؟
عند شراء الماتشا، من الأفضل اختيار “الدرجة الاحتفالية” (Ceremonial Grade) إن كنت ترغب في شربه كمشروب. أما “الدرجة الطهوية” (Culinary Grade) فهي مناسبة للطبخ والمخبوزات. كلما كان اللون أخضر زاهيًا والرائحة عشبية، كان الماتشا طازجًا وجودته عالية.
عند السماع به، لا تتساءلي وتقولي “ماهو الماتشا؟” لأنك اليوم تعرفتي على كل التفاصيل حول هذا المشروب المميز. فهو ليس مجرد مشروب، بل هو تجربة ثقافية وصحية فريدة يحتاجها كل انسان. يجمع بين التقاليد القديمة والفوائد الحديثة، وهو خيار ممتاز لمن يبحثون عن نمط حياة أكثر توازنًا وطبيعية لذلك نراه ينتشر في ثقافات متنوعة لأن الكل يعلم بفوائده المتعددة والصحية. سواء كنت تستهلكه لتعزيز الطاقة، لتحسين صحتك، أو لمجرد الاستمتاع بمذاقه المميز، فإن الماتشا يستحق مكانًا في روتينك اليومي.
إقرئي أيضاً: الهوجيتشا: شاي ياباني جديد يسرق الأضواء من الماتشا