مقابلات

كارول سماحة لست في سباق مع أحد

حوار: نيكولا عازار ، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق: جوني متّى، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: بول قسطنطينيان، تصفيف شعر: طوني ابراهيم، موقع التصوير: سوق الذوق العتيق- لبنان

تشعرين في حضرتها بأنّك مع امرأة تعي جيّداً ما تريد تحقيقه في الفترة المقبلة. هي لطالما حلمت واستطاعت أن تصل إلى مبتغاها… وأكثر. هي الفنانة اللبنانيّة كارول سماحة التي أجادت مختلف أنواع الغناء، فبرعت في اللون الرومانسي وأبدعت في النمط الإيقاعي، أمّا على المسرح فكانت الملكة بامتياز. ماذا تقول سماحة عن «الاكتفاء الذاتي» الذي وصلت إليه؟

ما رأيها بلجان التحكيم ومواقع التواصل الاجتماعي؟ وماذا عن فيلمها الجديد والأغنية التي تكتبها؟

كل هذه التفاصيل وغيرها تتابعينها في هذا اللقاء الحصري.

من يتعرّف إليك عن قرب يشعر بأنّك وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، فأنت تعلمين جيّداً ما تريدينه وتطمحين إليه بتأنٍّ. هل توافقينني الرأي؟

ما ذكرته صحيح جدّاً، فأنا أعي تماماً ما أريده في هذه المرحلة… أعتقد أنّ كثرة الظهور الإعلامي وإطلاق أعمال فنيّة بين الحين والآخر  ما هما إلّا بلبلة قد تخدم صورة الفنان وتضمن تواجده على الساحة، إلّا أنّ أعمالاً فنيّة عديدة تمرّ مرور الكرام، فمقياس نجوميّة الفنان اختلف عمّا كان عليه في السابق، لذلك أفضّل أن أبتعد لبعض الوقت كي تكون عودتي قويّة وفعّالة حتى ولو كانت من خلال أغنية أو مهرجان واحد. أصبحت أكثر اقتناعاً بضرورة اختيار الوقت المناسب لأيّ خطوة مستقبليّة. أشعر بأنّني متصالحة أكثر مع ذاتي، كما أنّني لست في سباق مع أحد والخطّة التي أعتمدها في مسيرتي المهنيّة منفردة وتشبهني، ناهيك عن أنّ الأمومة منحتني أيضاً استقراراً نفسيّاً.

كنت من أولى النجمات اللواتي شاركن في لجان تحكيم، وأصوات صحافيّة عديدة تنادي بعودتك إليها من جديد. هل أنت مع العودة إلى مقاعد اللجان؟

لا شكّ في أنّ تجربة X Factor كانت جميلة،  ولا أمانع بتاتاً خوض هذه التجربة مرّة أخرى، فعدد من النجوم يسعى إلى المشاركة في لجان التحكيم لا سيّما أنّ التجربة تدعم مسيرتهم من نواح عديدة، فبعض الحكّام يستعينون بالمنبر الذي يتواجدون فيه لإطلاق أغنياتهم الجديدة وضمان انتشارها في كل البلدان العربيّة، بخاصّة أنّ الجمهور لم يعد يتابع المحطّات الموسيقيّة كما في السابق، حيث كان الجميع يتنافس على ساعات العرض لطرح أعمالهم التصويريّة بهدف إيصالها إلى أكبر شريحة من الناس.

من يتابع هذه اللجان يشعر بأنّ بعضها يفتقر إلى الخبرة الأكاديميّة.

يجب أن تجمع اللجان ما بين نجوم الأغنية العربيّة وخبراء محترفين في هذا المجال… أصبحت هذه البرامج تجاريّة بحتة، فهي تأتي بوجوه فنيّة بارزة لاستقطاب نسبة مشاهدة عالية… هل هؤلاء يطلقون أحكاماً في مكانها؟ صحيحة أم لا… ليس مهمّاً! بعض الأصوات تُظلم وأخرى تصل إلى النهائيّات وعلامات الاستفهام حولها، لذا من الضروري أن تجمع لجان التحكيم نجوم الأغنية العربيّة وأكاديميّين حتى لا تتعرّض بعض المواهب للظلم. أوّل برنامج للهواة ظهر على الشاشة كان Super Star، وقد حقّق حينها نجاحاً مدوّياً علماً أنّ اللجنة ضمّت وقتها أكاديميّين وحسب.

يلجأ البعض إلى مواقع التواصل الاجتماعي لدعم أعمالهم الفنيّة والتصويريّة…

هذه المنابر مهمّة ولكنّها ليست كافية لضمان انتشار العمل الفني، والدليل أنّ العديد من الفنانين يملكون قاعدة جماهيريّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلّا أنّ حفلاتهم لا تكون مكتملة العدد! كيف تفسّر ذلك؟

هل تشعرين بالحنين للسنوات الماضية عندما كان المجال الفني ناشطاً من النواحي كافّة؟

في السابق، كنّا نشعر بالمنافسة الفنيّة الجميلة، أمّا الآن فقد فقدنا هذا الإحساس، أشعر بأنّني أنافس ذاتي وماضيَّ وحسب… صحيح أنّ مواقع التواصل الاجتماعي خدمتنا نحن الفنانين، ولكنّها أفقدت بعض الأمور الأساسيّة في حياتنا قيمتها… وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المجال الصحافي، إذ أصبح البعض يلجأ إلى هذه المواقع ليشنّ من خلالها هجوماً على بعض الفنانين ويطلق انتقادات من كل حدب وصوب لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة. سأعود إلى موضوع المحطّات الموسيقيّة، فقد كانت المنافسة في ما بينها تنعكس أيضاً على الفنانين الذين كانوا يتسابقون بدورهم لتقديم كليب مميّز، حتى إنّ بعضهم كان يُفاخر بالتصوير خارج البلاد وبكلفة العمل الضخمة، فأين أصبحت هذه المنافسة اليوم؟ لقد اختفت بكل بساطة! كما يشعر المرء بأنّ الأغنية تقوقعت داخل بلد المنشأ، أي أنّ الأغنية اللبنانيّة منتشرة في لبنان والمصريّة في مصر، فهي لم تعد تصل إلى كل البلدان العربيّة كما السابق.

هل صحيح أنّك في صدد تصوير أغنية «غيّرت مبادئي» على طريقة الفيديو كليب؟

لا أدري من أين يجلب البعض أخبارهم، الأمر غير صحيح.

هل تعملين على تصوير كليب جديد في الوقت الحالي؟

أعمل حاليّاً على أغنيات جديدة، وقد انتهيت من كتابة أغنية جميلة جدّاً وفرحة في الوقت نفسه ذات إيقاع سريع على غرار «سهرانين» و«غالي عليّ» و«أضواء الشهرة» ومن المتوقّع أن تصدر خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر.

وهل ستتمكّنين من تصويرها قريباً بخاصّة أنّك تستعدّين لتصوير فيلمك السينمائي الأوّل «صدفة»؟

هي أصبحت شبه جاهزة، وسأصوّرها على طريقة الفيديو كليب أثناء تصويري للفيلم.

قدّمت في ما سبق عملاً دراميّاً رائعاً حمل عنوان «الشحرورة» وتعودين اليوم بفيلم لبناني بحت. لماذا اخترت هذا العمل دون غيره؟

أعجبت كثيراً بالنصّ الذي هو من كتابة كلوديا مرشيليان، وبالشخصيّة التي سأؤدّيها، فهي غامضة ورومانسيّة وهادئة في الوقت نفسه. واللافت أنّ الفيلم يعبّر عن حالة اجتماعيّة تعيشها شريحة من اللبنانيّين، علماً أنّ كل النجوم المشاركين فيه هم من لبنان، كما أنّني لطالما تمنّيت أن أترك بصمة لي في السينما اللبنانيّة وقد جاءت اللحظة التي سأحقّق من خلالها هذه الرغبة.

يشاركك البطولة الممثل اللبناني بديع أبو شقرا…

سبق أن وقفت إلى جانبه في المسلسل اللبناني «نورا» وكانت حينها تجربتي التمثيليّة الأولى… بديع صديق، وهو فنّان مثقّف ومرهف الإحساس وأنا سعيدة جدّاً بهذه المشاركة الثانية، وأتمنّى أن نقدّم معاً عملاً رائعاً.

أنت وبديع تتكلّمان بلغة العيون…

صحيح هذا الأمر، فلغة الصمت أبلغ وأقوى من لغة الكلام.

كيف تجدين الحركة الدراميّة في لبنان وتحديداً في الفترة الأخيرة؟

الحركة الدراميّة والتلفزيونيّة في أوجها، ويمكنني القول إنّها تفوّقت على الحركة الفنيّة. أشعر بأنّ المنافسة جميلة جدّاً بين الممثّلين، كما أنّ وجوهاً جديدة برزت في الآونة الأخيرة وهي تحقّق نجاحاً لافتاً. قد يعاني المجال من نقص في عدد مخرجي الدراما المحليّة، إذ لا نزال نلجأ إلى مخرجين من بلدان عربيّة أخرى، علماً أنّنا نملك نصوصاً جميلة وممثّلين من الطراز الرفيع.

أنت من أكثر النجمات تأثيراً في العالم العربي. لم لا نراك في مجال تقديم البرامج الاجتماعيّة أو الحواريّة بخاصّة أنّك إنسانة لبقة في الحوار، مثقّفة وذكيّة؟

لا أخفي أنّه عُرض عليّ تقديم برنامج تلفزيوني استعراضي – حواري على محطّة CBC المصريّة، لكنّني وقتها كنت حاملاً بـ«تالا» فاعتذرت على الرغم من أنّ البرنامج كان بريطانيّاً وكنت سأقدّمه بالنسخة العربيّة. اكتسبت صفة «المتحدّثة الجيّدة» من والدي، رحمه الله، كما أنّ المسرح ساعدني على قراءة الأشخاص بطريقة أسرع.

هل من ألبوم قريب؟

ليس في الوقت الحالي، أصبّ كل تركيزي على كتابة الأغنيات، وسأعتمد في الفترة المقبلة استراتيجيّة طرح أغنية منفردة بين الحين والآخر. قدّمت أخيراً أغنية دويتو مع فريق «مسار إجباري» المصري بعنوان «شيروفوبيا»، وهو عمل مختلف فأنا في بحث دائم عن التجدّد.

 

اقرئي أيضاً: بالفيديو: ريم السعيدي تتألّق بمجوهرات بلغاري، نادين نسيب نجيم مع عابد فهد في رمضان المقبل، فيروز وابراهيم تاتلس الأكثر استماعاً في ألمانيا

العلامات: كارول سماحة

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية