مشاهير

وفاء الكيلاني: لست الأفضل لكن لا أحد يشبهني

أبريل 19, 2016
إعداد: Mohamad Houjairy

هي صاحبة مدرسة خاصة بها، تحترم ضيفها. في رصيدها برامج ناجحة جداً، تركت بصمة في عالمنا العربي، كما تعتبر من أكثر الإعلاميات متابعة على الشاشة الصغيرة، إذ يتسمّر الكبير والصغير لمعرفة ما ستحمله حواراتها من مفاجآت مهنيّة وشخصيّة. هي الإعلامية المصريّة وفاء الكيلاني التي أثبتت مرة أخرى أنها رقمٌ صعبٌ في مجالها، فهي كما تقول ليست الأفضل إنما ليست شبه أحد… هي تغرد لوحدها.

G01T9272_opt

دائماً مـــــا أســــــتمع إلى أغــــنية “حلوة يا بلدي” الخــــــاصة بالراحلة دالــــيدا كــــلما اتصلت بكِ. أخبريني عن هذه العلاقة الخاصة بينكما؟

داليدا، رحمها الله، تملك بصمتها الخاصة، وهي حالة فنيّة لن تتكرر. إنما هذه الأغنية بالتحديد تذكّرني ببلدي مصر، هي الحنين إلى الوطن في بلد الاغتراب. مصر تحمل سراً خاصاً بها، إذ ليس من الضروري أن تعيش على أرضها كي تتعلق بها، فهي تسكنك حتى لو كنت في مكانٍ آخر.

أنـــــت مصـــــريّة ولــــبنــــانيّة وتـــحمــــلين جنسيّة أوروبية

صحيح … أليس جميلاً أن تجمع ثقافات مختلفة في قالبٍ واحدٍ!؟ مصريّة أو لبنانيّة أو غيرها … كل هذه الجنسيات هي أشبه بروحٍ واحدة تقريباً … ففي النهاية نحن بشر، وهذه الثقافات المختلفة تدفع بنا إلى توسيع آفاقنا.

إنما لا شك أنك مصريّة أولاً

هذا طبيعي، فمن ليس له خير في بلده، ليس له خير في أهله أو في أمر آخر… ومن ليس له ماض، ليس له حاضر أو مستقبل.

من ليس له ماض، ليس له حاضر أو مستقبل … حين تحاورين ضيفك، إلى أي مدى أنت عالمة بماضيه وبحاضره، و هل تتوقعين أحياناً ما سيقوله؟

(ضاحكة) لا أعلم الغيب، إنما لا أخفي عنك أنني أحضّر جيداً قبل أن أحاور ضيفي. فأكون دارية بماضيه، أما حاضره، فأترك هذه المهمة له، بعد أن يجيب عن أسئلتي، أما المستقبل فعلمه عند الله.

G01T9306_opt

هل تشعــــرين أحــــيــــاناً بــــأنّ ضــيفــــك يـــكذب عليك؟

كم مرّة كذبت في حياتك؟

كذبتُ

(ضاحكة) لا أحد يدعي المثاليّة. قد نضطر أحياناً إلى “التجّمل”. قد لا نريد أن نجرح الآخرين بصراحتنا، فنكذب، من المعيب أن نتهم الآخرين بالكذب، لأننا لا نعلم ظروفهم … لا شك في أن درجات الكذب تختلف بين شخص وآخر، إنما جميعنا معرّضون للوقوع في هفوات.

إنما هل يجرؤ ضيفك بالكذب عليك؟

أشعر وكأنّني وحش بسؤالك هذا (ضاحكة)

لا أقصــــد ذلك بـــــتاتاً، إنــــما ما عنيته أنّك من الإعـــلاميات اللواتي يحضّرن جيداً ملفات ضيوفهنّ

هذه ميزة جيدة … ألا توافقني الرأي؟! معظم ضيوفي يعلمون ذلك مسبقاً وهم يثقون بي، كما أنهم سعيدون بهذا الحوار العقلاني، الخالي من أي سبق صحافي سطحي.

هل يتجرّد ضيفك من قناعه حين تحاورينه؟

لا أعير هذا الأمر أي اهتمام، لأنني لم أصبُ يوماً إلى تجريد ضيفي من قناعه كما ذكرت … ضيفي هو ضيف مكرّم ومعزز ويشرفني أنه حلّ ضيفاً على برنامجي وسعيدة أنني أحاوره. كل ما أسعى إليه من خلال برامجي هو أن أكشف فكره للعلن. هذا الفنان لديه ملايين المعجبين، ومن المهم أن تنقل ثقافة ضيفك إليهم، لأنهم يتأثرون كثيراً بما يقوله نجمهم المفضل.

قلت إن ضيفك هو ضيف معزز ومكرّم، إنما أحياناً قد يبكي

هذا الأمر لا ينتقص منه أو يقلل من شأنه، بل يضيف إليه. ضيفي هو إنسان، وحين يبكي، فهذا يدّل على أنه كتلة من المشاعر. قد يتحكم البعض بمشاعرهم أكثر من غيرهم، لا سيّما أن كل ضيف هو صاحب شخصية خاصة ومختلفة.

G01T9277_opt

متى يصبح البكاء سبقاً صحافياً؟

من يتقصّد ذلك هو شخص سخيف وتافه وسطحي. هي أشبه بفرقعة جوفاء. كنت أقرأ خبراً فنياً قبل أن تتصل بي، وللأسف الشديد أصبحت الصحافة “شغل من لا شغل له”. هذا الخبر لا يكتبه إلا قلم أجوف. الصحافة سلطة رابعة ومن المعيب أن تعمل فيها أقلام لا تقدر الحرف ولا تملك ضميراً مهنياً. أصبحت الصحافة مثلها مثل أي عمل آخر، فيها كثير من الدخلاء وللأسف بعضهم لا يعلم كيفية كتابة الخبر أو المقال.

ألهذا السبب أنت مقلّة في حواراتك الإعلامية؟

(ضاحكة) طبعاً، للأسف يحاورني البعض لأكتشف أن ما قلته لا علاقة له بما نشر، وهذا يزعجني كثيراً، لذلك قررت أن أعطي حوارات للصحافيين الذين أثق بهم وبأقلامهم وبنزاهتهم. كذلك أجد من يصرّ على محاورتي هو صحافي نجح لأن الإصرار يولد النجاح، ومنذ بداياتي وإلى اليوم، لا أزال أتابع عملي بإصرارٍ كبير.

الإصرار يولد النجاح إنما أحياناً قد تكون النتيجة عكسية

هذا مرتبط بحال الشخص، فهو يولد النجاح حين يكون الإصرار مبنياً على قاعدة صحيّة.

نشهد حالياً موجة جديدة من البرامج وللأسف البعض منها منع من البث بعد عرض حلقاتها الأولى، كما حصل مثلاً مع الفنانة الإماراتية أحلام وبرنامجها The Queen. ما رأيك بما يحدث وماذا سيكون موقفك إذا حدث الأمر نفسه معك، لا سمح لله؟

هي ليست نهاية العالم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم. أنا شخص مؤمن بالقدر جداً، قد أخسر شيئاً ما، وقد أشعر بالحزن، إنما أحاول جاهدة أن أتخطى هذه العقبة. فتراني أحاور نفسي قائلة إن رب العالمين أدرى بمصلحتي، كما أؤمن بهذه المقولة: “لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع”.

أفهم من قولك إن حدث هذا الأمر، ستعتمدين الصمت؟

تعرفني جيداً: “سألتزم الصمت” وأنا أحترم من يلتزم الصمت …

برنامجك “المتاهة” في آخر حلقاته. فماذا أضاف إليك؟

هذا البرنــــامج تـــم تصــــويره خلال شهرين ونصف … 30 حلقة، وأحــــياناً كنا نــــصوّر حلقتين في اليوم. كــــانت تجـــربة مضـــنيّة، إنما النتيجة جاءت جيــــدة، كما أضـــافت إليّ الكثير، إذ حصدت انتشاراً أكبر.

G01T9296_opt

هل وفاء على الشاشة هي نفسها في المنزل أو في وسط أصدقائها؟

هي وجه من الوجوه، وأنا مختلفة في المنزل عما أنا عليه على الشاشة، أي بمعنى آخر “لكل مقام مقال” … في المنزل، أكون زوجة وأماً وربة منزل، بينما تواجدي على الشاشة هو عملي.

حياتك الخاصة فيها كثيرٌ من التعتيم

لكل شخص طبيعة مختلفة، فأنا لا أحب الأضواء إلا في عملي، قد لا تجدني في المناسبات إلا نادراً جداً، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، فأنا أعتمد هذه السياسة منذ أن بدأت مهنتي وقبل أن أرتبط وأؤسس عائلة. أحب الاستمتاع بحياتي بحريّة، فهي ملكي بينما عملي ملك الناس.

أنت حريصة جداً على اختيار الكلمات المناسبة وفي المكان الصحيح.

هذا الأمر ليس مقصوداً، علماً أنني لا أخطط مسبقاً لما سأقوله، وأنا طبيعية في كثيرٍ من المواقف. إنما ربما طباعي قد توحي بأنني أفكر كثيراً قبل البوح بشيء. ربما أملك عقلاً منظماً، (ضاحكة) أنا حريصة جداً على احترام الآخرين مثلما أحترم نفسي.

هل توازي شهرتك عربياً نجوميتك في مصر؟

الحمد لله، استطعت كصحافية مصرية وعلى شاشات عربيّة أن أبني قاعدة جماهيرية كبيرة. وهذه نعمة أشكر الله عليها.

برامجك لا تنافس إلا بعضها البعض. أليس جميلاً أن نشهد على برنامج ينافس برنامجك في الوقت نفسه؟

أهتم فقط بعملي وهذا ما أوصلني إلى النجاح. لا أشكّك بنفسي أبداً، ولا أراقب غيري … لست أفضل الناس إنّما لا أشبه أحد…

G01T9190_opt

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق الملابس: سيدريك حداد، تصفيف الشعر: طوني المندلق، ماكياج: مايا يمين، الموقع: فندق Grand Hills – Broumana – لبنان

العلامات: وفاء الكيلاني

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية