صاحبة شخصيّة استثنائيّة وحضور محبّب، هي ببساطة الممثلة ومقدّمة البرامج اللبنانيّة كارلا حداد التي عرفت الشهرة منذ دخولها مجال التمثيل وتحديداً المسرح الكوميدي. كارلا التي أحببناها في “يا ليل يا عين” و”الرقص مع النجوم” وغيرهما من البرامج، تطلّ اليوم عبر برنامج “نجم الكوميديا” الذي يرضي طموحاتها ويتماشى مع رغباتها كما تقول. لكن بعيداً عن مهنة الإعلام، تعيش حداد حياة الأمومة بكل تفاصيلها، إذ تحرص على إعطاء ابنتها “ليا” كل وقتها واهتمامها في الوقت الذي ترفض فيه تعريضها للأضواء، إلا أنّها هذه المرة كسرت القاعدة تزامناً مع يوم الأم، وقرّرت الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة مع ابنتها على غلاف مجلتنا ضمن إطلالات جميلة تعكس العلاقة القوية التي تجمعها مع ابنتها الصغيرة.
تتزامن إطلالتك على غلافنا مع حلول يوم الأم. كيف تحتفلين بهذه المناسبة الجميلة من السنة؟
منذ أن أصبحت أماً وأنا أحتفل بهذه المناسبة كل يوم، وأشكر ربي دوماً على هذه النعمة الأروع والأجمل في هذه الدنيا، وأنا لا أبالغ إن قلت إنّ كل يوم بالنسبة إليّ هو يوم الأم لأنّ ابنتي هي أثمن ما لديّ في هذا الكون.
هل يحمل هذا اليوم نكهة خاصة بالنسبة إليك؟
لطالما اعتبرت أنّ هذا اليوم لا يقتصر على تاريخ 21 مارس، علماً بأنه يشكّل مناسبة نتذكرها سنوياً أسوةً بكل المناسبات التي نحتفل بها خلال العام. الاحتفال بيوم الأم يرافقني كل يوم ويتمثّل ذلك بأحاسيس وأفعال كثيرة ومنها طريقتي في التعاطي مع ابنتي “ليا” التي تشكّل قوتي وضعفي على حدّ سواء. هذا اليوم من السنة هو بمثابة تذكير بهذه النعمة التي وهبني إياها الله أي ابنتي أغلى شيء في حياتي.
هل تفاجئك بهديّة وباقة من الورود؟
احتفلت “ليا” بعامها السادس في نوفمبر الماضي، وبالتالي كانت تقتصر هديتها قبل ذلك على هدايا كانت تحضّرها في المدرسة. أما هذا العام، فلست أدري إن كانت ستفكّر في هذا الموضوع وتطلب من طوني الهديّة التي ترغب في تقديمها لي.
لا شك في أنّ زوجك طوني هو من سيقوم بالمبادرة ويحضر لك هديّة العيد …
من دون شك “ضاحكة”.
تربطك علاقة قويّة بوالدتك، كيف تحتفلين معها بهذا اليوم؟
من الطبيعي أن أحتفل بهذه المناسبة مع والدتي التي أكنّ لها كل التقدير والحب وأحرص دوماً على الاهتمام بها. جلّ ما نقوم به هو الاحتفال سوياً بطريقتنا الخاصة، فنتبادل الهدايا ونتشارك وجبة الغداء في أحد المطاعم كما نقوم بالعديد من النشاطات.
وهل تتدخّل في تفاصيل تربيتك لابنتك؟
طبعاً هي لا تتردّد في إعطاء رأيها أسوةً بكل الجدّات. أعتقد أنّ أسس التربية لا تتغيّر من جيل إلى آخر، ما يتغيّر هو الطريقة التي تربّي بها أولادك، وأنا شخصياً أخذت الأسس المهمة من والديّ لأربّي ابنتي على أساسها. وردّاً على سؤالك، لا تتدخل والدتي في التفاصيل إنما تبالغ في دلالها لـ”ليا”، الأمر الذي يزعجني خصوصاً حين تقول لي على سبيل المثال “اتركي لها الحرية لتفعل ما تشاء” أو “لا ترفعي صوتك عليها”، علماً أنّ هذه العبارات تصدر عنها نتيجة الحب الكبير الذي تكنّه لها وليس من باب التدخّل.
إذاً تفضّلين تربيتها ضمن أصول مختلفة عن تلك التي تربّيت عليها؟
طبعاً، فطريقة تربية أولادنا اختلفت عن قبل ولكن الأمر الوحيد الذي حرصنا على المحافظة عليه هو الأسس التي تربينا عليها. حين كنت في سنّ المراهقة كان من المستحيل أن أمضي الوقت مع الأصدقاء خارج المنزل لتناول الغداء أو للذهاب إلى مناسبة معيّنة، على عكس اليوم بحيث بات المراهق يقصد على سبيل المثال المجمّعات التجاريّة لتمضية الوقت مع الأصدقاء الأمر الذي لم يكن وارداً من قبل.
ما هو المجال الذي ترغبين في أن تتخصّص به “ليا” حين تبلغ المرحلة الجامعيّة؟
مجال الهندسة.
إلى أي حدّ تشبهك بالطباع وماذا أخذت من شخصيتك؟
“ضاحكة” يقولون لي إنّها نسخة طبق الأصل عنّي. فقد اكتسبت منّي الكثير من الطباع منها طيبة القلب، وهي الصفة التي تزعجني فيها خصوصاً في عصرنا هذا وفي وقت باتت فيه الحياة قاسية، أضف إلى ذلك أنّها حنونة وتحب الجميع، وكلّها صفات من الصعب إجبارها على التخلّي عنها كونها طباعاً اكتسبتها بالوراثة، إلا أنّ الحلّ يكمن في العمل على تنمية شخصيّتها وتقويتها، هذا وتتسم “ليا” بذكاءٍ حادٍ وبنشاطٍ دائم إذ تحب الرياضة وتفضّل تناول الأطعمة الصحّية مثلي تماماً، فهي على سبيل المثال تحب كثيراً حليب الصويا ولا تتناول البطاطس المقليّة والوجبات السريعة.
كيف تحرصين على تنمية شخصيّتها لتتمكّن من مواجهة عقبات الحياة؟
أحرص على تحقيق ذلك خصوصاً أنّ طيبة القلب أصبحت في يومنا هذا صفة غير محبّبة، الأمر الذي يفرض عليك التخليّ عن طيبة قلبك في الكثير من المواقف. تبقى الطريقة المتّبعة لتنمية شخصيّتها صعبة جداً كونها ما زالت في مرحلة الطفولة، لكن ما أفعله مثلاً هو حثّها على عدم البكاء إذا صادف أنّني سأغيب عنها لفترة من الوقت.
كيف تبعدينها عن الأضواء؟
من يتابع هذه المقابلة سيتفاجأ كيف أنّني وافقت على أن تطلّ ابنتي على الغلاف في الوقت الذي أرفض فيه تعريضها للأضواء. لقد وافقت على ذلك لأنّ الغلاف يبقى في إطار مناسبة يوم الأم، بحيث ستكون هذه الصور التي تجمعني بـ”ليا” بمثابة ذكرى جميلة لها، علماً أنها لا تحب الوقوف أمام الكاميرا وقد سبق أن سنحت لها فرصة المشاركة في عدد من الإعلانات التجاريّة إلا أنّني رفضت ذلك. من هنا قراري في إظهار ابنتي ليس بهدف ترغيبها في مجال الأضواء، لأنّه مجال لا يرحم ومتعب جداً، حيث القوي يأكل الضعيف وحيث تكثر المنافسة الشرسة وغير العادلة، وبالتالي أرفض دخولها مجال الأضواء لا من قريب ولا من بعيد.
بعيداً عن عالم الأضواء، هل تفكّرين في الإنجاب وضمّ فرد جديد إلى أسرتك الصغيرة؟
هذا الأمر يرتبط بإرادة الله، بصراحة أنا لا أخطّط لهذا الأمر وفي الوقت نفسه لست بعيدة عنه، أي بتعبير أدق لا أمنع نفسي من هذه النعمة.
وهل تحتاج مسألة الأمومة اليوم إلى شجاعة كبيرة؟
في نهاية المطاف يبقى التوازن بين الحياة المهنيّة والحياة العائليّة سيّد الموقف، لأنّه بالتوازن يمكن أن تعطي كل مسؤوليّة حقّها، وبالتالي لن تطغى واحدة على أخرى.
تقدّمين حالياً برنامج “نجم الكوميديا” الذي يعرض على “قناة الحياة” المصريّة وعلى شاشة الـMTV إلى أي حدّ أنت سعيدة بهذه التجربة؟
سعيدة جداً لأنّها تدخل ضمن إطار الكوميديا وهو المجال الذي احترفته، وبالتالي أكون قادرة على تقييم المشتركين بيني وبين نفسي، كما أنّني أكون على طبيعتي أكثر وتكون لديّ مساحة كبيرة من الحريّة لأعبّر عن ذاتي وعن أحاسيسي. لا بد أن أذكر أن المنتجة المنفذة لهذا البرنامج هي باميلا جبرا رومانوس، صاحبة شركة Level One إلى جانب محطتي الحياة المصرية وMTV اللبنانية.
هل انجذبت إلى البرنامج كونه من إنتاج قناة الحياة المصريّة وبالتالي سيؤمّن لك انتشاراً أوسع؟
هذا الأمر شجّعني كثيراً وأسعدني إلى حدّ كبير، خصوصاً أنّني أحب كثيراً الشعب المصري وأشعر بأن المصريين بدورهم يحبّونني، الأمر الذي ألمسه دوماً عبر صفحاتي الرسميّة على مواقع التواصل الاجتماعي. أتمنى أن أكسب محبة الناس بشكل أكبر من خلال هذا البرنامج، وجلّ ما أرغب فيه هو ممارسة عملي بحرفيّة وأن أكون على طبيعتي، غير مقيّدة بنص ولا بشخص يشاركني التقديم وأحد يزعجني من الكواليس، وأعتقد أنّ هذا البرنامج يتماشى مع رغباتي.
هل ستعطى لك الحريّة للتعبير عن رأيك بالمشتركين كونك ممثلة احترفت الكوميديا لسنوات طويلة؟
لا أسمح لنفسي بالتعبير عن رأيي، لأنّني لست في مكان يخوّلني القيام بذلك، قد يأتي رأيي عفوياً وبطريقة لا تخلو من المزاح، لكنّه لن يؤثر على نتيجة المشتركين. فضلاً عن ذلك، لقد تعرّفت إلى العديد منهم وأصبحت هناك موّدة فيما بيننا، وبالتالي سيكون من غير اللائق إعطاء رأيي بهم وتقييمهم على المسرح.
برأيك، ما هو الجديد الذي يقدّمه البرنامج خصوصاً أنّ برنامجاً مشابهاً يحمل الفكرة نفسها والاسم نفسه سبق أن قدّمته محطة “الثقافة” السعوديّة؟
لا شك في أنّ برامج كثيرة قد تتشابه من حيث الفكرة، لكن يبقى هناك العديد من العناصر التي تجعل من كل برنامج مختلفاً عن الآخر مهما تشابهت الفكرة بينهما، مثل روح البرنامج، الإخراج، التصوير، فريق العمل، المقدّم، طريقة التقديم وغيرها من العناصر.
تتولّين تقديم البرنامج بمفردك. إلى أيّ حدّ يحمّلك هذا الأمر مسؤوليّة أكبر؟
يعتقد كثيرون أنّ التقديم الفردي هو أصعب بكثير من التقديم الثنائي، لكنّ العكس صحيح. فالتقديم الثنائي يحتاج إلى انسجام كبير بين مقدّمَي البرنامج وإلى أن يمتلكا المستوى الثقافي نفسه وغيره من العناصر. أما التقديم الفردي، فأسهل بكثير بحيث يتحكّم المقدّم بكل شاردة وواردة ويتحمّل مسؤوليّة التقديم وحده وبالتالي يكون المسرح ملعبه.
حوار: ريشارد ديب، تصوير: شربل بو منصور، مدير تنسيقي: نيكولا عازار، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق الملابس: نتالي كرم، تصفيف الشعر: فاديا المندلق، ماكياج: بول قسطنطينيان.