Uncategorized

هاني عادل أتقبّل ملاحظة المخرج المحقّة

نيكولا عازار-دبي
هو فنان شامل بكل ما للكلمة من معنى، إذ إنّه يمثّل، يغنّي، يعزف، يلحّن ويوزّع. قدّم عدداً من الأفلام الروائيّة الطويلة، حصد عدد كبير منها جوائز عدّة، كما شارك في أعمال دراميّة، فأصبح نجماً محبّباً على قلوب الناس. كما أنّ أعماله الغنائيّة تحاكي الواقع، فتصل بسرعة إلى قلوب الناس. هو الفنان المصري هاني عادل، الذي شارك أخيراً في مهرجان دبي السينمائي من خلال فيلمين حقّقا نجاحاً كبيراً، علماً أنّه تُعرض له ثلاثة أفلام دفعة واحدة. هاني يتكلّم عن تجربته مع المخرج المصري الكبير محمد خان، كما يروي لنا تجربته مع مخرج فيلم «المعدّية»، ليكشف لنا لاحقاً عن ألبومه الغنائي الجديد الذي سيصدر قريباً.

-تُعرض لك حالياً ثلاثة أعمال هي «لا مؤاخذة»، «فتاة المصنع» و«المعدّية»، ولقد سبق وعرض العملان الأخيران في مهرجان دبي السينمائي الأخير، الأول من إخراج الكبير محمد خان والثاني من إخراج عطية أمين في تجربته الأولى. مع من شعرت بالراحة أكثر؟
سبق وشاركت في أعمال كثيرة تحت إدارة مخرجين صاعدين وفازت بجوائز عدّة. لا يهمّني كثيراً إذا كنت أتعاون مع مخرج في بداية مشواره المهني أو مخضرم، أهم ما في الأمر أن يتمتّع بمعرفة جيدة جداً بكل أدوات الإخراج، إضافة إلى اختيار الزوايا المناسبة لكل مشهد على حدة. وبالطبع، أهم عامل في نجاح المخرج أو فشله هو الرؤية الإخراجيّة. كلا المخرجَين يعلمان جيداً كيفيّة إدارة الممثلين وتوجيههم. لا شك أنّ خبرة خان الطويلة في هذا المجال تلعب دوراً هاماً في تحقيق كل ما ذكرته سابقاً، بل هي تدفعك إلى التركيز في كل تفصيل يذكره، إنما عطية استطاع أن يحوّل قصّة حبّ جميلة إلى رؤية سينمائيّة خاصة.

-كيف تصف تجربتك في «فتاة المصنع» لا سيما أنّها تشكّل عودة محمد خان إلى السينما بعد خمس سنوات من الغياب؟
كانت تجربة غير سهلة، وأتمنّى أن أكون على قدر تطلّعات الجمهور، لا سيما أن نجوماً كباراً سبق ووقفوا أمام عدسته، مثل الفنان الراحل أحمد زكي والفنان عادل إمام وغيرهما. آمل أن أكون على قدر المسؤوليّة والثقة التي أولاني إياها خان، علماً أنّ التعامل معه كان أكثر من رائع، فهو خفيف الظل ويحترم كثيراً كلّ من حوله.

-هل تتقبّل ملاحظات المخرج حتى لو كانت قاسية بعض الشيء؟
أتقبّلها في حال كان المخرج على حق، وإذا كانت ضمن قالب محترم، إنما إذا كانت تلك الملاحظة أشبه بشتيمة أو إهانة، فحينها لكل حادث حديث. على الممثل أن ينتظر من المخرج التدخّل في اختيارات معيّنة أو اقتراحات يراها ضروريّة، وإلا سيخرج العمل من مساره الصحيح، وقد يصبح فارغاً من أي محتوى.

-كيف تختار أعمالك؟
يجب أن تكون مختلفة وأن تقدّم شيئاً جديداً للمشاهد، علماً أنّني أفضّل الأعمال التي تحاكي مشاعر الناس. أشعر برابط خاص حين أقرأ نصاً صادقاً وواقعياً، وأجد نفسي أعيد المشهد مراراً في رأسي وذلك قبل أن أوافق على العمل. الأعمال ذات الطابع الإنساني تجعلك تسرح في خيالك لتقدّم أفضل ما عندك، إذ تحمل في طياتها الألم والفرح والأمل في الوقت نفسه.

-إلى أي مدى تشبه تجربة محمد خان الأخيرة، تجربة نادين لبكي في فيلمَيها الاثنين، لا سيما أنّ كلا المخرجَين اعتمدا في أفلامهما على أشخاص عاديين، أي غير محترفين للقيام بالأدوار التمثيليّة؟
أريد أن أوجّه عبر مجلّتكم، تحيّة لنادين لبكي، فأنا من أشد المعجبين بأفلامها، وهي استطاعت أن تقدّم بعداً آخراً للسينما اللبنانيّة والعربيّة على السواء. كلاهما يحاكيان الواقع من خلال أعمالهما وينقلان وجع الناس بشفافيّة ومن دون أي مبالغة.

-بعيداً عن التمثيل، أنت أيضاً مغنّ وعضو في فرقة «وسط البلد». أخبرنا عن ألبوم «كراكيب»
من المقرّر طرحه قريباً جداً، إلا أنّ الظروف السياسيّة المختلفة جعلت الفريق يضيف عدداً من الأغنيات إلى الألبوم، ما أدى إلى تأجيل إصداره بعض الشيء، علماً أنّه يحتوي على عشر أغنيات. كذلك أستعد لإطلاق ألبومي الأول الخاص بي، وقد أضيف إليه الموسيقى التصويريّة التي نفّذتها لفيلم «لا مؤاخذة»، والأغاني التي قدّمتها فيه أيضاً.

-لماذا اخترت هذا الاسم عنواناً للألبوم؟
لأنّه يعبّر نوعاً ما عن حياتنا اليوميّة، وكلمة «كراكيب» هي أيضاً عنوان أغنية في الألبوم.

-بين التمثيل والغناء، ماذا تفضّل؟
لا أستطيع أن أميّز بينهما، خصوصاً أنّني أحاول جاهداً أن أنجح في كل واحد منهما. الحمد لله، أنّنا كفرقة لا نعاني من أزمة إنتاجيّة كبيرة لامتلاكنا استوديو خاصاً بنا. كذلك، نقوم بالتلحين والكتابة والتوزيع، ما يجعلنا نتحكّم أكثر بعملنا وإنتاجه. ناهيك أنّنا نعزف أيضاً، ما يجعل عملنا أسهل بكثير. وهذا هو سرّ نجاحنا وتميّزنا، إذ نمد يد العون لبعضنا بعضاً، ونحن نؤمن كثيراً بصداقتنا، فنشعر وكأنّنا قلب واحد لعمل واحد.

-شاركت في «لا مؤاخدة» كضيف شرف، لماذا؟
لأنّني أعجبت كثيراً بالسيناريو كونه يحمل رسالة إنسانيّة – اجتماعيّة واضحة، وهو يناقش قضيّة مهمّة، وهي التمييز العنصري والديني الذي أصبح وللأسف يجتاح مجتمعنا العربي. لذا كان لا بد أن أشارك في هذا العمل لكي أوجّه رسالة ألا وهي أنّنا كلّنا أبناء الله الواحد.

-أخبرنا أكثر عن الفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول الطفل هاني عبدالله بيتر الذي تنقلب حياته رأساً على عقب بعد وفاة والده الذي ألعب دوره، واكتشاف والدته أنّه ترك ديوناً كثيرة، فتضطر إلى نقل ابنها إلى مدرسة حكوميّة بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيداً عندما يضطر إلى عدم الكشف عن ديانته المسيحيّة، والاستسلام لفكرة زملائه ومدرّسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملاً وظنّوا أنّه مسلم.

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية