تتطلّب صناعة العطور استخدام أرقى المكوّنات وأكثرها ندرة، وهي مقاربة رسّختها دار CHANEL على مرّ السنين منذ ابتكار عطرها الأوّل في العام 1921.
وبينما تتمازج المادة المطلقة التي استُخلصت من أزهار الياسمين المنتقاة بعناية وبذور الفانيلا وبتلات الورود وجذور السوسن التي جرى تجفيفها لـ 36 شهراً، تتضوّع العطور إلى أعلى درجات الشاعريّة وتشعّ لتخطف الحواس. واليوم تُطبَّق هذه الاستراتيجيّة المميّزة على ثلاث صيغ من عطور الدار الحصرية Les Exclusifs وهي 1932 وBeige وJersey.
1932
في العام 2012 استوحى Jacques Polge، مصمم العطور لدى CHANEL، من أوّل مجموعة مجوهرات ابتكرتها
Gabrielle Chanel في نوفمبر من العام 1932، عطراً متعدد الأوجه، تماماً كالماس، أبيض متلألئ، ترتكز صيغته الأساسيّة على المكوّن الرئيسيَ في عالم العطور، أيّ خلاصة الياسمين مشبعةَ بعبير السوسن والنجيل الهندي ونفحة بلّورية مخمليّة. وفي العام 2013 أضاف المصمّم إلى هذا العطر لمسة جديدة كاشفاً الوجه الآخر للزهرة البيضاء. أما الصيغة المركّزة من عطر 1932 فتحتفظ بالنفحة ذاتها الخاصّة بالنسخة السابقة منه، مع إضفاء بُعدٍ جديد وفريد عليها. إنها اللمسة الناعمة ذاتها، مفعمة بالمزيد من الشاعريّة والروائح الفاخرة.
BEIGE
لطالما ردّدت Mademoiselle Chanel قولها: «يعود بي المطاف دائماً إلى لون البيج لأنّه طبيعيّ». فالبيج، مثل الأبيض والأسود، هو لون أنيق يلائم كلّ الحالات والأوقات. أما العطر Beige الذي ابتكره Jacques Polge في العام 2009 والذي يكرّم اللون نفسه، فينثر رائحته المزهرة كتضوّع رحيق الأزهار. وفيه يتداخل شذى البودرة وحلاوة العسل المنبثقة من زهرة الياسمين مع زهرة اليلانغ والزعرور وروائح اليانسون واللوز والميموزا والزيزفون. وفي صيغة العطر المركّز من Beige تنصهر المواد المطلقة من زهرتيّ الياسمين و«الماي روزا» بجرعات مكثّفة.
JERSEY
انتقت Mademoiselle Chanel قماش الجرسي الذي كان يستخدم حصرياً إلى ذلك الحين في حياكة الألبسة الرجاليّة وبذلات العمل وحوّلته إلى أداة مذهلة تُبرز أسلوباً جديداً في الأناقة وعلامة لا مثيل لها لأروع أشكال الأنوثة. وها هو Jacques Polge يعثر على ما اكتشفته Mademoiselle في الجرسي من نبتة الخزامى في العام 2011 وقد
أخذ هذا المكوّن المعروف ورسّخه في نطاق جديد، لا هو مؤنث ولا مذكّر، بل يمثّل قارّة كاملة من الصقل والتشذيب، وأضاف إليه نفحة رقيقة من الفانيلا وفول التونكا والمسك. وبفضل هذه الصيغة المستحدثة من الخزامى والمعروفة باسم كارلا Carla، تفتّحت الزهرة الأرجوانيّة على آفاق جديدة وتحرّرت من كلّ الصور النمطية والكليشيهات التقليديّة العطريّة التي كانت تكبّلها.
تتميّز الصيغة المركّزة من عطر Jersey بغناها بالمواد المطلقة المستخرجة من أرقى أنواع الياسمين ومن زهرة «ماي روزا»، بينما تتضاعف فيها كميّات مزيج الفانيلا والمسك بشكل ملحوظ. وتخفّف هذه التركيبة الأكثر سلاسة من ماء التواليت كل النفحات الحادّة بلمسة من النعومة والرقة، كما تضاهي، بمزاياها الغنيّة والمريحة، النسيج الذي ألهم ابتكارها وربما تفوقه تألّقاً.
