The Interview Feed – ترجمة: أرليت صليبا
حدّثتنا Tyra Banks، مقدّمة برنامج America’s Next Top Model، عن التعليقات السلبيّة التي تتلقّاها على صورها عبر Twitter، وعن محاربتها الأحاديث والتعابير المعروفة باسم Fat Talk والتي تزيد من عدم رضى الشخص على مظهر جسمه، بالإضافة إلى سبب محبّة والدتها للممثّلة Jennifer Lawrence.
عارضة أزياء سابقة وسيّدة أعمال وشخصيّة بارزة في المجتمع، لا تُعتبر من النساء اللواتي يسهل توجيه الانتقادات لهنّ، على الأقلّ لا يمكن نعتها بالسمينة، إلّا أنّ هذا بالضبط ما يفعله المتطفّلون المزعجون عبر الإنترنت.
تشرح Banks البالغة 40 عاماً قائلة: «أنشر على حسابي الخاصّ عبر Twitter صوراً أظهر فيها من دون ماكياج، وأخرى حيث تبدو بعض العيوب في جسمي، فأتلّقى الكثير من التعليقات الإيجابيّة والسلبيّة التي لا تتوقّف».
فبعدما نشرت Banks على Twitter صورة لها من دون ماكياج، تلقّت تعليقات من مثل «تبدين قبيحة لكنّني أحبّ برنامجك. تبدين أجمل مع ماكياج»، أو «يا للقرف، تشبهين الكائن الفضائيّ E.T.» وغيرها من التعليقات الفظّة التي لا نستطيع ذكرها هنا.
إلّا أنّ مقدّمة برنامج America’s Next Top Model لا تردّ على هذه الانتقادات لأنّه «لا يُسمَح لها بذلك»، لكنّها تضيف قائلةً: «أنا متمرّدة ولا أحبّ أن يُقال لي إنّني غير قادرة على فعل أمر ما. ولا أمانع عندما يدلي الناس بتعليقات معيّنة، لكن عندما يتخطّون حدود الأدب واللباقة، أسارع إلى منعهم من دخول حسابي».
لم تسمح Banks لهذه الانتقادات اللاذعة بأن توقفها عن تحميل صورها التي أرفقتها بـHashtags مثل #FightFatTalk#.
محاربة الـFat Talk
أخذت Banks على عاتقها مسألة محاربة الـFat Talk. وفي حال فاتتك الضجة التي سبّبها مؤخّراً هذا الموضوع، دعيني أخبرك بأنّ الـFat Talk هو أيّ تعليق أو كلام يهدف إلى انتقاد جسم المرأة ووصفها بالسمينة. مع العلم أنّ المرأة قد تمارس الـFat Talk على نفسها أحياناً.
القانون يعاقب!؟
سبق أن انتقدت الممثّلة Jennifer Lawrence هذه الظاهرة بقسوة، مشيرة إلى أنّ استعمال كلمة «سمينة» في البرامج التلفزيونيّة يجب أن يعاقب عليه القانون. وتنضمّ إليها Banks اليوم داعية إلى وقف ظاهرة الـFat Talk الخطرة، بخاصّة عبر الإنترنت. وتقول في ذلك: «تنشر فتيات كثيرات صورهنّ التي يرفقنها بتعليق سلبيّ. ويُعتبَر ذلك Fat Talk رقميّاً، وهو خطر للغاية لأنّه يصل إلى عدد هائل من الأشخاص. وقد تستخدم بعض الفتيات هذه الطريقة بغية الحصول على الإطراءات، أو بهدف التعبير عن مدى شعورهنّ بالسوء تجاه مظهرهنّ الخارجيّ». من هنا، يمكن القول إنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ تساهم في تفشّي هذه الظاهرة.
الجانب الأخطر لـ«سمينة»
إلّا أنّ الجانب الأخطر للـFat Talk يتمثّل بتعرّض النساء له من قبل أشخاص عبر الإنترنت. في الواقع، وبحسب دراسة أجرتها Special K، فإنّ حوالى 25% من النساء يزلن الـTag عن صور يظهرن فيها خوفاً من تعرّضهنّ لموجة من الـFat Talk. أمّا نصفهن، فيشعر أنّ مواقع من مثل Facebook وTwitter تدعم الـFat Talk، في حين يعتقد ربعهنّ بأنّ الأفراد يختبئون خلف وسائل التواصل الاجتماعيّ لكي يهاجموا مظاهر الآخرين.
الحقيقة مؤلمة
Banks التي تتعاون مع Special K بهدف محاربة ظاهرة الـFat Talk تؤكّد نتائج هذه الدراسة قائلةً: «أرى ذلك شخصيّاً عبر Instagram، حيث تزيل بعض الفتيات الـTag عن صور يظهرن فيها أو يمحين صورهنّ. فقد أصبح العالم مأخوذاً بالكمال إلى درجة أنّ الحقيقة لم تعد تعجب الناس». وقد تبلغ التعليقات درجة عالية من السلبيّة والقسوة، فتشعر الفتاة بأنّها لا تملك خياراً إلّا أن تزيل الصور بنفسها. وتضيف Banks قائلةً: «يشعر الأشخاص أنّهم يستطيعون أن يختبئوا خلف شيء ما (الإنترنت). لذلك، أعتقد أنّهم كانوا ليتعقّلوا قليلاً لو وُجِد المزيد من الشفافيّة عبر الإنترنت».
قانون حاضر وغائب
مشكلة الـFat Talk عصريّة. فعلى الرغم من تناول الإعلام الغربي التعدّيات التي طالت أخيراً عدداً من مناصرات حقوق المرأة بعد المضايقات التي تعرّضن لها عبر Twitter ومحاسبة الفاعلين، يبقى الـ Fat Talk طليقاً يعتمده البعض للإساءة إلى أشخاص معيّنين، واللافت أنّ القانون لا يعاقب عليه.
الحق على الموضة؟
لا شكّ في أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ ساهمت في انتشار هذه الظاهرة وتسهيل ممارستها، لكن ما الذي يدفع الناس إلى التحدّث بهذه الطريقة أصلاً؟ تجيب Banks قائلةً: «أعتقد أنّ المرحلة الراهنة صعبة بالنسبة إلى النساء وأجسامهنّ. فقد أصبحت مواصفات جسم المرأة صيحة من صيحات الموضة، تكون رائجة أحياناً وتصبح قديمة أحياناً أخرى. والموضة الرائجة اليوم هي أن تتمتّع المرأة بجسم نحيف ورشيق شرط ألّا يكون هزيلاً، ما يجعلها تشعر بضغط كبير من المجتمع».
لكن لماذا ترغب المرأة في الحصول على جسم نحيف؟
تشعر Banks أنّ الضغط الذي تشعر به المرأة سببه عالم الموضة والترفيه. وتشرح قائلةً: «قد تعجبك أفلام ممثّلة ما، فتتابعين أعمالها باستمرار وتتعجّبين لمدى رشاقتها ونحافتها»، وتعتقد Banks أنّ المعجبات بهذه الممثّلة من الشابّات اليافعات سيرغبن حينها في التشبّه بأيقونتهنّ.
عارضات الأزياء يلجأن إلى الـFat Talk
خسارة الوزن لا تقتصر على «المرأة العاديّة». فتتحسّر Banks قائلةً: «أسمع باستمرار عارضات أزياء يمارسن الـFat Talk، فيصفن أنفسهنّ بالسمينات. وأعتقد أنّ السبب في ذلك يعود إلى إدراك عارضة الأزياء أنّ الممثّلة النحيفة تتلقّى عروضاً للظهور على أغلفة المجلّات أكثر منها، وهذا الأمر يقلقها لأنّه يؤثّر على مسيرتها المهنيّة ومصدر رزقها، فتسعى بالتالي إلى خسارة الوزن باستمرار».
قدوة للنساء
في الواقع، خاضت Banks هذه التجربة في بداية مسيرتها المهنيّة. وتقول في ذلك: «كان مقاسي 4 (36 وفقاً للمقاسات الأوروبيّة) ثمّ أصبح 6 (38 وفقاً للمقاسات الأوروبيّة) لأنّ جسمي كان يتغيّر، وكنت أسمع أشخاصاً يصفونني بالسمينة بمختلف اللغات». وقد استطاعت أن تتخطّى هذه المرحلة وتواجه هذه الضغوط بفضل دعم والدتها. لكنّها ممتنّة لوجود مشاهير من مثل Jennifer Lawrence وLena Dunham اللتين تعتبران قدوة للنساء اللواتي لا يحصلن على الدعم الكافي من عائلاتهنّ وأصدقائهنّ. وتستكمل Banks قائلةً: «Lawrence قدوة رائعة لأنّها تتمتّع بقوام ممتلئ وجميل، ووالدتي تعشقها إلى حدّ الهوس. أمّا Lena، فأحبّ ثقتها بنفسها وبجسمها البعيد كلّ البعد عن الكمال».
قد لا يكون جسم Banks الجسم الذي تتمتّع به أيّ امرأة في العقد الرابع من عمرها، إلّا أنّ خبرتها مع الـFat Talk تدفعها إلى نشر التوعية حول هذا الموضوع. لهذا السبب، ترفض أن تسمح للانتقادات التي تتعرّض لها عبر الإنترنت بأن تمنعها عن تحميل صور تظهر فيها من دون ماكياج.