دينا زين الدين-بيروت
تصارعين الحياة طوال الوقت وتشعرين بأنّك في سباق دائم معها تحاولين الفوز به والوصول إلى خطّ النهاية، لكن كلّما شعرت بالاقتراب من البر تتقاطع طريقك بعثرة جديدة، إنّها التحديّات التي تصعّب علينا بلوغ السعادة ولكنّها تجعل لمسيرتنا في الحياة معنى وأهميّة وتمدّنا دوماً بالأمل. فكيف توجدين في أفراد أسرتك التفاؤل وتوصلينهم إلى درب السعادة من دون أن يدعوا ضغوط الحياة تتغلّب عليهم وتسلبهم إرادتهم في البحث عن واقع أكثر جمالاً؟
1 حقيقة لا افتراض
تشعر كلّ واحدة منّا بأنّها باتت تعيش في عالمها الخاص، فازدياد الأعمال والمسؤوليّات وتشعّبها جعلانا نهمل الجوانب الإنسانيّة في علاقاتنا، نتواصل عبر العالم الافتراضي الذي يفتقد حتى من خلال اسمه إلى أيّ معنى للاهتمام أو المتابعة الحقيقيّة. وفي حال كنت مضطرّة للجوء إليه للتواصل مع الأصدقاء والأقارب بسبب كثرة انشغالاتك، عليك ألا تدعيه يتدخّل في علاقتك بزوجك أو بأولادك.
2 التواصل المباشر
في هذا السياق، تقول السيدة هند (37 عاماً): «بعدما لاحظت أنّنا لم نعد نتبادل الحديث خلال الأمسيات اليوميّة بعد عودتي وزوجي من العمل وانتهاء الأولاد من دراستهم، بل يأخذ كلّ منّا ركناً خاصاً ويقضي وقته أمام شاشة هاتفه، مسلوب الإرادة والتركيز كليّاً، عمّمت قانوناً جديداً في المنزل وهو إغلاق الهواتف لمدة ساعتين بعد العشاء، لكي نتبادل الأحاديث ونتشارك الأمور التي حصلت معنا في يومنا».
3 القانون الجديد
تضيف السيدة الثلاثينيّة: «حتى زوجي اعترض على القرار بداية، وأولادي ثارت ثائرتهم، لكنّني لم أتنازل عن قراري وصرت أحرص على تحضير مأكولات شهيّة وخفيفة في السهرات أو أفاجئهم بفيلم عائلي لطيف أو أقصّ عليهم نكتاً مسلّية كي أخلق جوّاً مريحاً، وهكذا تغيّرت أجواؤنا وصرنا أكثر تقارباً وعادت تُسمع أصداء الضحكة في منزلنا».
4 الفضفضة الزوجيّة
يجوز أن يكون زوجك من النوع الكتوم الذي لا يحب التحدّث عن مشاكله في العمل أو مع أهله، حتى أنّه قد يكون منزعجاً من بعض تصرّفاتك أو تصرّفات أولادكما ولا يجد طريقة مناسبة لإخبارك، فتحسّين بأنّه منزعج من دون أن تتمكّني من مساعدته، لذلك يجب أن تحثّيه على الفضفضة. فالكلام، حتى لو لم يحل المشكلة، سيزيحها عن صدره وسينفّس من خلاله عن غضبه ويتخلّص من مشاعره السلبيّة، وربما يتمكّن بمساعدتك من إيجاد منفذ ما. فكيف السبيل لإخراجه عن صمته؟
5 قبل النوم
تقول السيدة ساره (30 عاماً): «يكون ذلك بجعله يتحدّث عن مواضيع عامّة والدخول بالتدريج إلى الأمور الخاصة، إنّها الطريقة التي اعتمدتها مع زوجي وجعلته يغيّر أسلوبه ويخبرني عن كلّ ما يزعجه. عادة ما يحصل ذلك كلّ ليلة قبل خلودنا إلى النوم، فهذه الدقائق القليلة التي نكون خلالها بعيدين عن كلّ أعباء النهار الفائت، هي دقائق للراحة النفسيّة وللفضفضة والبوح بكلّ المكنونات، هكذا ننام بسرور بعد التخلّص من الرواسب ونستيقظ بنشاط وحيويّة لمواجهة كل ما يحمله لنا اليوم المقبل».
أولادك أيضاً يحتاجون إلى وجودك ونصائحك حين تضيق بهم الدروب، والرياضة من أهم الوسائل التي تساعد الأطفال والمراهقين على تفريغ غضبهم وإحباطهم ومواجهة العالم بثبات وثقة وقوّة.
6 الرياضة في المنزل
حول هذا الأمر، تقول السيدة ابتسام (40 عاماً): «أحسست بأنّ أولادي قليلو الحركة، كما أنّ أوزانهم تزيد سريعاً لكثرة إقبالهم على الطعام غير الصحّي، وهذا الأمر يمكن أن يعرّضهم لمشاكل نفسيّة بسبب مضايقات زملائهم ورفاقهم في المدرسة، كما أنّه يؤذي صحّتهم مستقبلاً، فما كان مني إلا أن اشتريت آلة Treadmill، وأجبرتهم على ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يومياً».
تؤكد السيدة أنّ أولادها لم يوافقوا سريعاً على البدء بالرياضة، لكنّها أغرتهم بالهدايا في حال واظبوا على التمارين لمدة شهر. وبعد أسبوعين، صارت الرياضة أكثر ما يسعدهم، كما أنّهم باتوا أكثر نشاطاً وزاد تركيزهم في المدرسة وخفّ إقبالهم على الأكل الدسم.