أخبار

السمعة الطيبة كيف تعزّزينها؟

يناير 20, 2014
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
ما نرغب فيه جميعاً، هو أن تكون علاقتنا بمن حولنا ممتازة وأن نعكس صورة حقيقيّة عن ذاتنا المليئة بالخير والحب، فنسعى قدر الإمكان إلى الاحتفاظ بهذه القيم وتعزيزها داخلنا كي يكون وجودنا محبّباً وذكرنا طيّباً بين الناس. هكذا تتكوّن سمعتنا التي تخبر الآخرين شيئاً بسيطاً عنّا، يبقى أن يقتربوا أكثر ويتأكدوا أنّ ما قيل صحيح أو يتبيّن لهم العكس. فهل تعكس تصرّفاتنا أمام الناس حقيقتنا؟ ماذا لو كنّا نعطي انطباعاً خاطئاً فيسيئون الحكم علينا، وكيف نصوّب رؤيتهم فندلّ من خلال أعمالنا عن جوهرنا الحقيقي؟

الماضي العريق لا يشفع دائماً
مما لا شكّ فيه أنّ ماضي الأسرة العريق واسم العائلة لهما دور في بناء السمعة الطيّبة، لكنّنا نسمع الكثير من الفضائح الاجتماعيّة والأخلاقيّة داخل أسر لطالما عرفت بأنّها الأعرق والأكثر حفاظاً على الأعراف والتقاليد، إذ مهما حاول الأهل بثّ بذرة الخير والفضيلة في نفوس أبنائهم، لن يتمكّنوا من تحقيق غايتهم في حال تملّك الخبث والجشع قلوب هؤلاء، واستسهلوا مغريات الحياة فاتخذوا الطريق الأسرع والأسهل، وهو الطريق الخاطئ الذي يؤدي آجلاً أو عاجلاً إلى النهاية الوخيمة. من هذا المنطلق، فإنّ لا شيء ولا أحد سيشفع لنا حين نقع في الفخ ونخطئ، نحن المسؤولات أولاً وأخيراً عن سمعتنا وصيتنا، ونحن القادرات على ترك الأثر الحسن.

المرأة ليست ضحيّة
في المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه، تقع المرأة دائماً تحت دائرة الضوء وتهدّد سمعتها بسبب خروجها عن بعض التقاليد أو بسبب ظروف عملها. في هذا الإطار، تقول عبير (28 عاماً): «لم أعرف أنّ اختياري لمهنة التمريض سيعني تعرّضي لحملة ممانعة عنيفة من قِبل أقرب الناس إليّ، فأهل والدي استنكروا الأمر منذ لحظة معرفتهم بأنّني بدأت الدراسة، وازداد حين بدأت بالعمل واضطررت إلى المداومة ليلاً. كنت أسمع كلام الجيران وتحذيراتهم المستمرة لوالدتي بأنّني أؤذي سمعتي بسبب تأخّري في الدوام وبأنّ أحداً لن يطرق بابنا للتقدّم لخطبتي، لكنّني لم أهتم لهم فأنا واثقة من نفسي ومن صوابيّة خياراتي، وطالما أهلي راضون عنّي ومقتنعون بأهميّة عملي فكلام الناس لن يعنيني».
تستطرد عبير: «لو اخترت أي مهنة أخرى، لوجد الناس شيئاً آخر يتحدّثون عنه، ما يهمّني أنّ ضميري مرتاح، كما أنّني وجدت الشاب الذي سأكمل معه حياتي، وهو طبيب زميل لي، ما يعني أنّني لو بقيت في منزلي واستمعت إلى كلام الناس، لم أكن لأحقّق ذاتي سواء على المستوى المهني أو على المستوى الشخصي».

كما تدين تدان
الحكم على الآخرين من خلال المظاهر هو خطأ نقع فيه عادة من دون أن ننتبه. فمَن قال إنّ الفتاة التي تتأخّر في العودة إلى بيتها هي فتاة سيّئة ترتكب المعاصي، وما الذي يضمن لنا أنّ تلك التي تعود إلى منزلها عند الخامسة مساءً لم تقم بما يحلو لها خلال ساعات النهار؟… من جهة ثانية، لماذا نجد في الأمر ما يخصّنا، إنّها حياتها في الحالتين، وهي حرّة التصرّف شرط ألا تؤذينا أو تسيء إلينا، وعلينا ألا نتعرّض لها بالسوء كي لا يتعرّض لنا مجتمعنا بالطريقة نفسها.
الأرملة لم تختر أن يموت زوجها ويتركها وحيدة وعرضة لعواصف المجتمع التي لا ترحم. كذلك الحال بالنسبة إلى المطلّقة، فهي لم ترغب على الإطلاق في الارتباط برجل لتكتشف لاحقاً أنّه ليس الشخص المناسب، بعد أن تكون قد أضاعت سنوات شبابها معه في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، لذلك هي تحتاج إلى دعم المحيطين بها وليس إلى لومهم وتدقيقهم في تصرّفاتها وتعريضها للحصار وانتهاك حرمتها وخصوصيّتها كي يجنّبوها أن تصبح سيّئة السمعة.

المجتمع الظالم
حول هذا الأمر، تقول سمر (32 عاماً): «أصعب ما في طلاقي كان مواجهتي للنميمة ولمجتمعي الضيّق الذي لم يرحمني. كان خطئي الأكبر أنّني لم أعرف مدى قوّة هذا المجتمع وسطوته، كنت أخرج مع صديقاتي وأتأخر في العودة رغبة مني في نسيان حزني والتغلّب على وحدتي، فصارت سيرتي على كلّ لسان، وتعرّضت للمضايقات والتحرّشات من العديد من الرجال وكأنّني أصبحت صيداً سهلاً، لكنّ تصرّفاتهم لم تضعف ثقتي بنفسي، ومع الوقت تأكدوا من نزاهتي واستقامتي وكفوّا ألسنتهم عنّي، لكنّهم مع الأسف سيتعرّضون لأخرى وسيظلمونها ويسيئون إلى سمعتها وسمعة عائلتها».
في بعض الأحيان، تعطي تصرّفاتنا انطباعاً خاطئاً عنّا، والناس لن يفهموا أنّ نيّتنا حسنة، كما أنّه لا يمكن أن نستهتر بالمجتمع الذي يحيط بنا، فهو المكان الذي يحكم مع عوامل أخرى مدى نجاح علاقاتنا الحاليّة والمستقبليّة واستمراريّتها، لذلك علينا أن نراعي القواعد والأصول بشرط ألا تتعارض مع رغبتنا في القيام بالصواب وألا تحد حريّتنا.

في ما يلي بعض النصائح التي ستساعدك في المحافظة على سمعة حسنة، وستمنعك من التعرّض بالسوء لسمعة الآخرين.
1 عاملي الناس من حولك بأسلوب لائق ومحترم، فلا تكشفي لهم أسرارك وتفاصيل حياتك، ولا تكوني غامضة فيظنون أنّك متكبّرة أو لديك ما تخفينه.
2 كوني هادئة ومتحكّمة بردود أفعالك في العلن، فلا تسيئي إلى أحد وإن عن غير قصد، فمجموعة تصرّفاتك هي ما تكوّن انطباعات الآخرين عنك.
3 إيّاك والنميمة أو الإساءة إلى الناس، وفي حال كنت في جلسة وسمعت كلاماً عن إحداهن، عليك إمّا الدفاع عنها لأنّها غير قادرة على أن تدافع عن نفسها أو الانسحاب من الجلسة كي لا تخرّبي علاقتك بالموجودات، ولتحذري مستقبلاً منهنّ لأنهنّ سيتكّلمن عنك في غيابك كما فعلن معها.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية