دينا زين الدين-بيروت
هي النسخة الغربية للنجمة المصرية الشقراء ناديا لطفي، لعلّ الفرق بينهما يتجلى في بعض الاختلاف في الملامح وفي أكثر من 10 سنتيمترات من حيث الطول، وقد يكون ذلك السبب الذي دفع الفنانة العربية إلى خوض تجربة التمثيل وجذب الجميلة البريطانية Jean Shrimpton إلى منصّات العرض، فكانت واحدة من أهم وأجمل عارضات الأزياء وأغلاهنّ أجراً في الستينات.
من مدرسة محافظة إلى منصّات العرض
ترعرعت Jean في مزرعة والديها الثريين في Buckinghamshire وعاشت طفولة هادئة حيث تلقت تعليمها في مدرسة محافظة. انتقلت إلى لندن حين بلغت سنّ الثامنة عشرة لتتابع تحصيلها العلمي. هناك اكتشفها مصوّر فوتوغرافي رآها تتناول طعام الغداء في Hyde Park ونصحها بالانضمام إلى أكاديمية Lucie Clayton Charm لتعلّم عرض الأزياء وكانت تلك الخطوة الأولى في طريقها نحو النجاح والشهرة.
لأنّ جمالها لا يمكن المرور بجانبه من دون ملاحظته، سحرت Jean مصوّر الموضة المعروف David Bailey حين التقاها في أحد استديوهات التصوير مصادفةً، فطلب مُلحاً من مجلة Vogue البريطانية أن تجري لها جلسة تصوير بتوقيعه في العام 1962 ما ساهم في جذب الأنظار أكثر إلى الشابة الشقراء.
بعد أن ظهرت في Vogue، أصبحت محطّ أنظار المجلات الأكثر شهرةً في تلك الحقبة ومنها Elle ،Harper’s Bazaar ،Vanity Fair ،Glamour ،Ladies’ Home Journal وغيرها.
معها بدأ عصر الـ Super Model
تعتبر Jean من أوائل الـSuper Model في العالم لأنّها ببساطة امتلكت المواصفات التي جعلت هذا اللقب يبدو وكأنه وجد خصيصاً لها، من حيث الطول الفارع والقوام الممشوق والملامح الجذّابة وهي أرست مع زميلتها وابنة بلدها Twiggie قاعدة أن تكون عارضة الأزياء نحيلة جداً كي تتمكن من عرض كلّ أنواع الأزياء فلا يمنعها شكل جسدها من إيفاء القطعة حقّها وإظهارها بأفضل صورة. يأتي ذلك بعد أن كانت العارضات الممتلئات قليلاً في الجزء السفلي من الجسد مطلوبات لكي تظهر معالم أنوثتهن في الفساتين والتنانير الضيقة.
حبّ الكاميرا …من طرف واحد
«لم أكن أحب الخضوع لجلسات التصوير، لكنّني كنت أظهر جميلة في مطلق الأحوال» هذا ما قالته العارضة لصحيفة The Guardian في العام 2011، أيّ بعد ابتعادها بزمن عن الأضواء، إذ اختارت التفرّغ للحياة الأسرية في العام 1975 وهي في الـ 33 عاماً، ويبدو واضحاً من خلال تصريحها واعتزالها المبكر أنّها استمتعت بالشهرة وبكونها جميلة ومحبوبة وناجحة لكنّها لم تهب نفسها كليّاً للأضواء، فالكاميرا أحبّتها ولكنّها لم تبادلها الشغف نفسه.
لا للتمثيل
خاضت Shrimpton مجال التمثيل لكنّها لم تشعر بأنّها في مكانها، إذ ظهر تألّقها الحقيقي في عالم الموضة وعرض الأزياء، فكانت من أكثر العارضات شهرة وأعلاهنّ أجراً، واعتُبرت من أكثر النساء اللواتي التقطت لهنّ الصور في التاريخ ووصفت من قِبل محرّري الجمال والموضة بأنّها صاحبة أجمل ملامح في العالم، فما الذي خوّلها الحصول على هذه الألقاب؟
تميّزت Jean بملامح جمعت الطفولة والأنوثة المتقدة، فم صغير مكتنز وأنف مرتفع منحها طابعاً أرستقراطياً وعينان زرقاوان صافيتان، أمّا تسريحة شعرها فتميّزت بالغرّة الكثيفة ويعود لها الفضل في جعلها رائجة بين النساء في الستينات. أمّا علامتها الفارقة فكانت الـMini Skirt، أيّ التنورة القصيرة، فقد ارتدت أثناء مشاركتها في مناسبة اجتماعية مهمّة في مدينة Melbourne الأسترالية فستاناً قصيراً جداً صدم الحضور وكان مادة دسمة للصحافة التي انتقدتها بسبب جرأتها الزائدة، غير أنّ رأي النساء كان مختلفاً، فانتشرت موضة الفساتين والتنانير القصيرة وما زلنا نراها حتى اليوم على منصّات العرض.















