فرح قمر-بيروت
لا يمكن تغيير الرجال. استنتاج بات كالحقيقة لكثيرات، فالرجال يكرهون التغيير ويستصعبونه، لا سيما إذا كان يمسّ شخصيّتهم وصورتهم التي اعتادوها. لكن ماذا لو كانت تلك الصورة لا تناسبك أو كنت تحبين أن يكون زوجك أكثر شباباً وحيويّة، أو على الأقل أن تظهرا كثنائي بلوك متناسق؟
من الصعب جداً أن يتقبّل أي إنسان نقداً يتعلق بمظهره أو سلوكه اليومي، فإن قلت لزوجك عليك تغيير اللوك، سيفكر بأنّه لا يعجبك أو أنّك تريدين السيطرة عليه والتحكّم بشخصيّته ومظهره، وهذا أمر قد يشعره بالإهانة والاستفزاز، وقد يجرحه في العمق ولو كانت النيّة سليمة. لذلك إليك بعض النصائح التي قد تعالج مشكلات تقعين فيها بأسلوب لطيف وغير مباشر.
لا يكترث لمظهره؟
كثيرون هم الرجال الذين لا يهتمّون بمظهرهم، إن كان زوجك من هؤلاء، فلا بد أن يزعجك عدم اكتراثه إن كانت ملابسه غير متناسقة أو ملائمة للمناسبة التي تشاركان فيها، فهو يؤمن بأنّ قيمة الإنسان بفكره وحضوره لا بمظهره وملابسه. والأمر قد يصبح أصعب إذا كان زوجك مثقّفاً وذكياً، وبالتالي يصعب إقناعه بسهولة، فيتّهمك بأنّك تعلّقين على مظاهر الأمور ولا تهتمّين بالجوهر.
لذلك، فإن الطريقة الأسلم هي ألا تتحدّثي معه في الموضوع مباشرة، ففي الغالب لن تستطيعي إقناعه. لكن يمكنك أن تضعيه تحت الأمر الواقع ولو من دون أن يدرك.
فعندما تريدان الخروج في سهرة ما، حضّري له ملابسه بنفسك، واحرصي على أن تختاري بنفسك كل شيء من القميص إلى السروال وصولاً إلى الحذاء والجوارب، وليظهر عملك هذا من باب الاهتمام به لا من باب الاختيار عنه. ومن الأفضل أن تضعي أمامه خيارين لينتقي بينهما، فلا يشعر بأنّ هناك من قرّر عنه.
يبدو أكبر من عمره الحقيقي
بعض الرجال يرون أنفسهم بغير الصورة التي يراهم الآخرون بها، فيتصرّفون على أنّهم أكبر سناً ويرتدون ملابس لا تلائم عمرهم الحقيقي، ما يجعلك تشعرين بأنّك ترافقين والدك لا زوجك، فأنت عصريّة وتتابعين الموضة فيما هو متمسّك بلوكه الكلاسيكي.
في هذه الحالة، الأمر يحتاج إلى تغيير جذري وتبديل كامل لخزانة ملابسه. لذلك رافقيه في كل مرة يشتري فيها ملابسه واعرضي عليه الأكثر شباباً، على أن يكون الانتقال تدريجياً، فلا يشعر فجأة وكأنّه يشتري ثياباً تلائم المراهقين! وفي المناسبات، اشتري له الملابس كهديّة، على أن تكون متكاملة، وتخلّصي تدريجياً من تلك التي لا تحبّينها. كذلك، لا تهملي الأكسسوارات، من الساعة إلى العطر إلى حافظة النقود التي يحملها، فكلها تنقله إلى شخصيّة أخرى. ولا تنسي عندما يرتدي ملابس عصريّة أن تتغزّلي به وتخبريه أنّه يبدو أكثر وسامة وجاذبيّة، فالرجال كالنساء يحبّون الإطراء ويضعفون أمامه.
خزانته ممتلئة لكنّه يرتدي الثياب ذاتها
إنّها من الأمور النفسيّة التي يمر بها الرجال والنساء على السواء، يتعلّقون بمجموعة من الملابس لا يمكنهم أن يغيّروا عنها، فتتراكم الملابس الجديدة في الخزانة فيما يكتفي بارتداء القديمة نفسها.
هذه الحالة تتطلّب بعض الذكاء، إذ يجب ألا تتخلّصي من ملابسه هذه فجأة لأنّه سيلومك على ذلك وسيتعلق بملابس مختلفة، لذا عليك أن تحفّزيه على التنويع. فإذا كان يرتدي سروالاً ما على قميص محدّد، قومي بفصلهما عن بعضهما بعضاً، لا تغسلينهما في الوقت نفسه، فيتعذّر عليه ارتداؤهما معاً. أعيدي ترتيب الخزانة وضعي الملابس الجديدة في المقدّمة واجعليها مكوية مرتّبة واتركي البقيّة من دون كي حتى لا تكون جاهزة للارتداء. وهكذا بدلّي في الملابس التي تحضريها فيصبح مجبراً على التنويع من دون أن يشعر.
هل هو فوضوي؟
ماذا لو كان زوجك لا يجيد الاهتمام بنفسه، أي أنّ كل ملابسه عصريّة ومناسبة له، لكنّه بطبعه غير مرتّب، كأن يبقى قميصه فوق السروال أو أزراره مفتوحة وشعره غير مسرّح بترتيب؟ في هذه الحالة، عليك التدخّل مباشرة ومن دون مواربة، لكن بأسلوب لطيف. لا مانع إن طلبت منه أن يرتّب شعره أو ملابسه، لكن أوجدي الأعذار كأن تقولي له: «وأنت تخرج من السيارة، خرج القميص من مكانه من دون أن تنتبه، أو يبدو أنّك كنت متّكئاً على شعرك فلم يعد مصفّفاً، ولو كنت تعرفين أنّ الحقيقة غير ذلك.
المشكلة في هذه الفئة من الرجال، أنّها تتعلق بالطباع التي وللأسف لا يمكن تغييرها.
الشعر الزائد
من المشكلات التي تعاني منها النساء هي عدم اهتمام الرجال بأمور قد تعد من النظافة الشخصيّة، فكثيرون هم الرجال الذين لا ينزعون الشعر الزائد من الإبطين أو من الأنف والأذنين، كذلك فإنّ بعض الرجال لديهم شعيرات كثيرة على صدورهم وظهورهم ولا يفكّرون بإزالتها. في هذه الحالة، عليك أن تكوني واضحة ومباشرة، وأن تطلبي منه أن يتصرّف لأنّ الأمر يزعجك. اشرحي له أنّ لا عيب في الأمر وهو يتعلق بالنظافة وأنّ رجالاً كثيرين يقومون بالأمر.
قد تكون طباع الرجال صعبة، لكنّ تغييرهم قد لا يكون بالصعوبة التي تتوقّعينها، جربي بنفسك.