أخبار

الفوضوي أم شديد الترتيب؟

أكتوبر 30, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
في بداية الحياة الزوجيّة، تكتشفين صفات جديدة في الزوج لم تلاحظيها من قبل لأنّك لم تتواجدي معه بشكل دائم خلال فترة الخطوبة، من بينها أن يكون فوضوياً أو أن يكون عكس ذلك: مهووساً بالترتيب. وبقدر ما تبدو هاتان الصفتان بسيطتين، هما تنغّصان حياة المرأة، فتُفرض عليها تصرّفات وأعمال قد تزعجها وتؤثّر في علاقتها بشريكها. فإنّ قدّر لك الاختيار أيهما تفضّلين: الرجل الفوضوي أم شديد الترتيب؟ وكيف السبيل للتعامل معهما؟

عادات قبل الزواج
يعتاد الرجل الذي لم يستقل عن أبويه قبل الزواج على اهتمام والدته به، وحرصها على تأمين طلباته وترتيب متعلّقاته، وهو ينتظر من زوجته معاملة مشابهة. في هذا الإطار، تقول سماح المتزوّجة منذ ستة أشهر: «زوجي ابن وحيد وهو معتاد على الدلال، لا سيما من قِبل والدته، وهذا الأمر ساهم في جعله فوضوياً. فهو يأتي من عمله، يخلع ملابسه ويرميها على السرير، لا ينظّف الحمام بعد استعماله. وفي حال سخّن بعض الطعام، فإنّه يترك الصحون التي استخدمها مبعثرة في أنحاء المطبخ، وينتظر منّي أن أهتمّ بكل شيء».

لفت نظر متكرّر ومستمر
تكمل السيدة الشابة: «قمت بلفت نظره أكثر من مرة وطلبت منه أن يساعدني قليلاً في الترتيب، فأنا أعمل مثله تماماً وأعود من عملي مرهقة، وأريد منه فقط الاهتمام بحاجاته الخاصة، لكنّه لا يستطيع تغيير عاداته وهذا الأمر يزعجني ويتعبني جسدياً. أعلم أنّ من واجب الزوجة تلبية حاجات زوجها والاهتمام به، لكنّني أرغب من شريك حياتي أن يساعدني وأن يكون مراعياً، وسأستمر في محاولة تغييره لأنّني أعرف أنّه يحبّني وسيتغيّر لأنّه يحرص على راحتي وسعادتي».
تنزعج المرأة من الرجل الفوضوي لأنّه يضاعف حجم أعمالها المنزليّة، لكن في المقابل، فإنّ الرجل شديد الترتيب يرهق أعصابها، فهو يرغب في أن يكون كلّ شيء من حوله في مكانه، ويحرص على مساعدتها وقد يقوم بكلّ شيء بنفسه ولكنّه يريد أن يكون النظام الذي يضعه سائداً طوال الوقت.

نظامي بشكل مستفز
حول هذا الأمر، تقول السيدة نهى: «يزعجني اهتمام زوجي الزائد بالترتيب، ويستفزّني إلى أقصى الحدود، فهو يريد أن يبقى كل شيء من حوله مثالياً إلى درجة أنّه يرتّب ملابسي حين يجدها ملقاة في غرفة النوم. أحياناً أكون متعبة وأؤجّل بعض الأعمال فيطالبني بأن أقوم بها، ولا يفهم حاجتي إلى الراحة».

يميل الرجل إلى المبالغة في الترتيب حين يتطلّب عمله ذلك
ذلك، في حال كان محامياً أو مهندساً أو محاسباً، فالدقة أساسيّة وضروريّة للنجاح. ويمكن لهذه الصفة أن تتحوّل مع الوقت إلى طبع متأصّل، فيحتاج إلى أن يرى كل شيء حوله في مكانه، كما أنّ الرجل الذي يعيش بمفرده لفترة طويلة قبل الزواج يعتاد الاهتمام بشؤونه وهو يريد أن يحافظ على النظام الذي أرساه لحياته بعد زواجه، فتحصل بعض المواجهات أو الخلافات بينه وبين زوجته، لكنّها غالباً ما تكون بسيطة ويمكن الوصول إلى تسويات بشأنها مع الوقت.

أيّهما تتحمّلين؟
يقع الرجال دائماً بين هاتين الخانتين، وتستطيع الزوجة مع الوقت أن تتأقلم مع طباع زوجها، ففي النهاية ليست صفات لا تحتمل ولكنّها مزعجة ومرهقة للأعصاب. تجد بعض النساء أنّ التعامل مع الرجل شديد الترتيب أسهل من التعامل مع الرجل الفوضوي. تقول هيام: «الحياة معه تكون أسهل، فهو بالتأكيد سيكون متعاوناً وسيساعدني في أمور المنزل، بينما الفوضوي سيؤثّر عليّ سلباً وسيدفعني لكي أكون مثله. هذا لا يعني أن يكون مهووساً بالترتيب فخير الأمور الوسط، لكن إن خيّرت فسأختار الرجل الدقيق والمحب للترتيب لأنّني أكره الفوضى ولا أحتمل من ينشرها حوله أينما ذهب».

رغبة دائمة في الكمال
تدل المبالغة في الترتيب على رغبة الشخص في الكمال وتطلّعه إلى صفات مثاليّة في الشريك، وهذا أمر مستحيل إذ مهما بلغت نقاط الالتقاء بين اثنين، لا بدّ أن يختلفا وأن تكون هناك نواقص في شخصيّة كلّ منهما. من الصعب البقاء مع شخص يشعرك طوال الوقت بأنّك مقصّرة ويعطيك ملاحظات حول أمور بيتك، لأنّك ستكونين مقيّدة طوال الوقت بمدى التوقّعات التي ينتظرها منك.
من هذا المنطلق، تجد هبة أنّ الارتباط برجل فوضوي أسهل بكثير من الزواج بالرجل المهووس بالترتيب. تقول: «والدي كان ولا يزال مهووساً بالترتيب، وقد دفعني هذا الأمر أن أكون فوضويّة، فأنا لا أستطيع إيجاد شيء أبحث عنه في حال كانت غرفتي مرتّبة، أحتاج إلى أن أرى كل أغراضي مبعثرة حولي حتى أجد ما أبحث عنه، لذلك لا أستطيع تخيّل عيش الحياة مع إنسان حريص طوال الوقت على الترتيب والنظام».

السند المسؤول
الفوضى ليست أمراً مستحباً لأنّها لا تقتصر فقط على تصرّفات الشخص في منزله أو في مكان عمله وحتى في سيارته، بل تنعكس أيضاً على طريقة تدبيره لأموره ولحياته، تؤثّر في دقّته من خلال المواعيد التي يعطيها، وتجعله مهملاً واتكالياً.
والرجل يجب أن يكون السند الذي تلقي المرأة بحملها عليه، وتجده دائماً على قدر المسؤوليّة، قادراً على التصرّف وتدبير الحلول العمليّة مهما بلغت أهميّة ما يواجهانه، لذلك ينبغي على الزوجة أن تساعد زوجها الفوضوي على التخلّص من هذه المشكلة، بشرط أن تتعامل معه من منطلق اهتمام ومحبّة صافية، فتنصحه ولا تأمره وتختار أوقات مناسبة حتى تلفت انتباهه إلى انزعاجها من فوضويّته.

للتعامل مع الرجل شديد الترتيب
لا تتوقّعي أن تحدث معجزة ويغيّر من طباعه، فالهوس بالترتيب هو نوع من أنواع الوسواس القهري، أي أنّ زوجك يحتاج إلى أن يرى كل شيء في مكانه الطبيعي، وفي حال رأى الأغراض مبعثرة سيسارع لاإرادياً إلى ترتيبها. اتركيه يفعل لأنّه لا يؤذيك ويحقّق بفعلته متعة ذاتيّة كبيرة. تأكّدي أنّه مع الوقت سيخفّف من هوسه، فأنت ستؤثّرين به شئت ذلك أو أبيت، ومع مرور سنوات الزواج ستلاحظين أنّه بات أقل حرصاً على الترتيب. في النهاية، ولتبحر سفينة الزواج، عليك التغاضي عن الكثير من التفاصيل ومحاولة أخذ الأمور كما هي، وبذلك سترتاحين وسيشعر الشريك أيضاً بالراحة، وسيحاول بدوره أن يرضيك ويتحكّم بطباعه التي تزعجك.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية