كثيرة هي الحركات والعادات التي قد نأتي بها عن غير وعي في لحظات التركيز أو الحزن، فتلازمنا لفترات طويلة وتغدو عادات سيّئة تحرجنا وتضرّ بصحّتنا. ورغم أنّه من الصعب التخلّص من شرك العادات السيئة، إلاّ أنّك إن تحلّيت بالعزم والإرادة واتّبعت الإرشادات الصحيّة اللازمة، ستتمكّنين من تخطّي كل العقبات والتغلّب عليها.
قضم الأظافر
لا شكّ في أنّك تعلمين أنّ للأظافر مهمّة تقوم بها كغيرها من أعضاء الجسم. فهي تحمي الأنامل من الجراثيم وتساعدنا على فرك المناطق التي تشعرنا بالحكاك وتسمح لنا بالتقاط الأشياء الصغيرة بإحكام. فإن كنت تعلمين بأنّها ذات فائدة، لمَ تصرّين على قضمها وإتلافها؟ إنّ قضم الأظافر يسمح للجراثيم بغزو جسمك وإتلاف جهاز مناعتك.
لمعالجة هذه المشكلة، نقترح عليك ارتداء القفّازات باستمرار أو طلي الأظافر بمادّة حادة المذاق، كما ننصحك بأن تقلّمي أظافرك على الدوام كي تحافظي عليها قصيرة طوال الوقت، وبالتالي لتقلّ رغبتك في قضمها. يمكنك أيضاً أن تشغلي يديك بأيّ عمل وتبقيهما بعيدتين عن فمك كلّما شعرت برغبة في قضم أظافرك، فإن شعرت بذلك وأنت عالقة في زحمة سير خانقة على سبيل المثال، اشغلي أصابعك بنقر لحن أغنيتك المفضّلة على المقود.
فرقعة الأصابع أو طقطقة البراجم
لا يختلف اثنان على أنّ هذه العادة سيّئة، لكنّ الاختلاف يدور حول ما إذا كانت مضرّة بالصحّة أو لا، إذ يرى البعض أنّ طقطقة البراجم لا تتسبّب بأيّ أذى جسدي أو صحّي، فيما يؤكّد البعض الآخر أنّ هذه العادة تتسبّب بالتهاب المفاصل. لكنّ الحقيقة العلميّة تثبت أنّ طقطقة البراجم باستمرار تؤدّي إلى التهاب العقد وتضرّ بالأربطة وقدرتها على تحمّل الضغط. وتحدث فرقعة المفصل عندما يتمّ الضغط على أجزاء العظام المجاورة لها وتحريكها إلى ما بعد الحركة الطبيعيّة التي صمّم من أجلها. تصدر هذه الحركة القاسية صوت فرقعة ينتج عن انخفاض حادّ في الضغط في كبسولة المفصل، ما يتسبّب في تكوّن فقاعة من السائل حول المفصل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الحركة الشديدة تؤدّي إلى تمدّد غير طبيعي في كبسولة المفصل وإلى ضغوط غير طبيعيّة على الغضاريف، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث خلل مزمن في المفصل وظهور خشونة مبكرة فيه، بما في ذلك أعراض الألم والتيبّس وعدم القدرة على الحركة. وبما أنّه يصعب التحكّم بهذه العادة السيّئة، تنحصر الحلول بإبقاء كلّ يد بعيدة عن الأخرى وإشغالهما بأيّ عمل. والأفضل من ذلك، مراعاة عدم إجهاد اليد والأصابع في الأعمال اليوميّة الشاقّة وكذلك المحافظة على أجزائها من الإصابات والاستغناء عن الفرقعة ببعض التمارين الخفيفة لأوتار وعضلات اليد Gentle Stretching، ما يساعد على الشعور بالراحة وتفادي الأضرار الناتجة عن الفرقعة.
صرّ الأسنان
صرير الأسنان عادة سيّئة يأتي بها الفرد غالباً خلال الليل عن غير وعي، وهي تتسبّب بآلام في الفكّ وبتآكل الأسنان وإضعافها، كما أنّها تتسبّب في بعض الأحيان بالصداع. ولمعالجة هذه المشكلة، يمكن استشارة طبيب الأسنان الذي سيصف بدوره لباناً طبّياً يحول دون التقاء الفكين خلال الليل. أمّا أثناء النهار، فلا تتردّدي بشغل فكّيك بمضغ اللبان الذي تفضّلينه.
قضم الشفتين
لا تتسبّب هذه العادة السيّئة بشكل عام بالكثير من الأذى، لكنّها تولّد أحياناً شعوراً بالألم وتؤدّي إلى تقشّر الشفتين وتصيبهما بالجفاف والتقرّحات. ولا مانع في هذه الحالة من الاستعانة بمساعدة الطبيب الذي قد يصف جبيرة رقيقة خاصّة تحول دون قضم الشفاه خلال الليل. أمّا خلال النهار، فيمكن طلي الشفاه بمرهم حاد المذاق لإبعاد الأسنان واللسان عن الشفتين، ويبقى مضغ اللبان حلاً ناجعاً لإلهاء الأسنان عن قضم الشفتين.
مضغ الأقلام
لا بدّ من أنّك عانيت ككثيرين من هذه العادة السيّئة عندما كنت لا تزالين خلف مقاعد الدراسة، إذ كان مضغ القلم التسلية الوحيدة للتخلّص من ملل المحاضرات والدروس. لكن يكفي التذكّر دوماً أنّ الأقلام مرتع للجراثيم ومضغها سيضرّ كثيراً بصحّتنا، كما أنّ مضغها في المكتب ليس بالمنظر الجذّاب. لذا تجنّبي هذه المشكلة بتغميس الأقلام التي تستخدمينها في الصلصة اللاذعة للحؤول دون مضغها أو استعيني باللبان لشغل أسنانك.
العبث بالبثور
تأكّدي أنّ دورة حياة البثور لا تتجاوز الثمانية أيام إن لم تُمسّ، فإن تمّ العبث بها تتضاعف دورة حياتها لتصل إلى أسبوعين ولتترك مكانها ندبة أو بقعة غير مستحبّة. لذا، يمكنك إخفاء البثور بتغطيتها بطبقة من كريم الأساس والقليل من البودرة، من دون الحاجة إلى سحقها والضغط عليها، حتّى وإن كانت يداك نظيفتين وحتّى إن حرصت على تطهير أماكنها قبل وبعد التخلّص منها.