كريستيل زيادة-بيروت
حين يحلّ موعد الفروض المنزليّة، يصعب على الأهل أحياناً الحفاظ على تركيز طفلهم لا سيّما بعد نهار طويل ومتعب في المدرسة، بحيث لا يفكّر سوى في التسلية والراحة.
من المهمّ أن ينعم الطفل بقسط من الهدوء والراحة لدى عودته من المدرسة وقبل البدء بفروضه المنزليّة. وقد يُخفى على عدد كبير من الأهل أنّ الطفل في المرحلة الابتدائيّة، يكتسب كمّاً هائلاً من المعلومات الجديدة، وتكون الساعات الدراسيّة غنيّة بالمعرفة، لذا من الطبيعي أن تتراجع قدرته على التركيز وتخفّ إمكاناته الفكريّة بعد الظهر، وبالتالي فهو يحتاج إلى الاسترخاء ليتمكّن من إعادة تخزين طاقته والاستعداد للقيام بفروضه المنزليّة. إن لم يترك الأهل مجالاً لطفلهما بالاستراحة لمدة نصف ساعة على الأقل ليرفّه عن نفسه، سوف يعاني من حالة رفض تام لدى حلول موعد الفروض المدرسيّة. في ما يلي، نعرّفك إلى أهمّ الصعوبات التي قد يواجهها طفلك أثناء الدرس، كما تقدّم أبرز النصائح التي بإمكانك اتّباعها كي تحوّلي أوقات الفروض المنزليّة إلى متعة. فضلاً عن ذلك، تعرّفي على الوسائل التي باستطاعتك اللجوء إليها في حال تعذّر عليك التواجد إلى جانب طفلك خلال إنجازه فروضه.
حواجز تعيق سلاسة الدروس
تساعد الفروض المدرسيّة الطفل على التأكّد من المعلومات التي اكتسبها في الصف خلال النهار ومراجعتها، كما تعزّز قدرته على حفظ الدروس. لكن ثمّة صعوبات يواجهها أحياناً وقد تحوّل موعد إنجاز الواجبات المدرسيّة إلى جحيم. تعرّفي إلى أبرز تلك الصعوبات التي غالباً ما يواجهها الأطفال، ما يؤدي بالتالي إلى كرههم الدروس ورسوبهم في أغلب الحيان.
– تشتّت الأفكار وفقدان التركيز بسبب بعض وسائل الترفيه الموجودة في الغرفة التي يدرس فيها الطفل كالتلفزيون أو جهاز الستيريو.
– عدم قدرة الطفل على الحفظ، لذا من الضروري أن يكتشف الوالدان إن كانت ذاكرة طفلهما سمعيّة أو بصريّة كي يعرفا كيفيّة التعامل معه لمساعدته على الحفظ. فإن كان يملك ذاكرة سمعيّة، عليه قراءة الدرس بصوت عال، أما إن كانت ذاكرته بصريّة، فعليه نسخ الأمثولة مرّات عدة على المسودّة.
– صعوبة في فهم التعليمات في الصف وبالتالي عدم قدرته على تطبيقها في المنزل، لذا يجب تشجيعه على عدم التردّد في طرح الأسئلة على المعلّمة.
مهدي له الطريق ليتفوّق
من الضروري أن يندمج الوالدان في نمط حياة طفلهما الدراسي لضمان نجاحه الأكاديمي. لذا يجب أن تشرحي له فوائد الفروض المدرسيّة، وأن تتابعيه لاكتشاف نقاط القوّة والضعف التي يملكها في كلّ مادة لمساعدته على تخطّي العقبات التي تحول دون استيعابه لها. ومن المهم أن تطرحي عليه أسئلة لا يكون الردّ عليها بنعم أو كلا، كي تفسحي له المجال لتوسيع نطاق معرفته وتحمّسيه على القيام بفروضه في المنزل.
حوّلي فروضه إلى متعة
بعد أن يتناول الطفل وجبة الغداء، ويرتاح لفترة وجيزة أمام شاشة التلفزيون أو من خلال أخذ قيلولة، يحلّ موعد المهمّة الأصعب لدى معظم الأمهات. إليك بعض الخطوات التي يتعيّن عليك اتّباعها كي توفّري جوّاً هادئاً لطفلك أثناء إنجازه الفروض المنزليّة وكي تحوّلي تلك الواجبات اليوميّة إلى مهمّة سهلة ومسلّية:
– زوّدي طفلك بوجبة خفيفة ومتوازنة تمدّه بالطاقة والفيتامينات. بإمكانه مثلاً أن يتناول كوباً من العصير الطازج أو من الشوكولاته الساخنة أو سلطة فواكه لذيذة.
– خصّصي مكاناً للدروس بعيداً عن كل وسائل اللهو كالكومبيوتر والألعاب الإلكترونيّة، واحرصي على أن تكون الغرفة مزوّدة بإضاءة تريح النظر، ومن المحبّذ أن تخصّصي له مكتباً صغيراً في غرفته. أما إن كان يفضّل القيام بدروسه في مكان آخر كالمطبخ مثلاً، فلا ترفضي له طلبه.
– قبل الاطّلاع على مفكّرة الدروس، تحدّثي إلى طفلك، ودعيه يخبرك بما يحلو له من أمور حصلت معه خلال النهار.
– تأكّدي من أنّ الأدوات التي يحتاجها خلال الدرس موجودة في حوزته كي لا يضطر إلى التنقّل مرات عدّة ويتشتّت تفكيره.
– قبل البدء بالفروض، اطّلعا سويّاً على المفكّرة ودعيه يصنّف الدروس بحسب أهميّتها، فيقوم بالأصعب في البداية ويترك المواد السهلة إلى النهاية.
– دعيه يقرأ الأمثولة قبل البدء بالفرض.
– لا تقومي أبداً بالفروض مكانه ولا تهمسي له بالإجابات الصحيحة، لأنّك بهذه الطريقة لا تساعدينه على التقدّم. حاولي الابتعاد عنه أثناء إنجازه الفروض كي يتعلّم كيفيّة الاتّكال على نفسه، لكن افسحي له المجال في طرح الأسئلة حول المفاهيم التي يصعب عليه اكتسابها.
– لا تنعتيه أبداً بـ«البطيء» أو «الكسول» ولا تنهالي عليه بعبارات جارحة كـ«أنت لا تفهم شيئاً» أو «أسرع»، لأنّك بهذه الطريقة تضغطين عليه وتفقدينه ثقته بنفسه.
ماذا لو كنت غائبة؟
إن تعذّر عليك البقاء إلى جانب طفلك أثناء قيامه بفروضه المدرسيّة بسبب العمل أو أي واجبات أخرى، فلا تقلقي لأنّه باستطاعتك استخدام مدرّسة خاصّة ضليعة في المناهج الدراسيّة الجديدة. كما باستطاعتك الاتّكال على أحد أفراد الأسرة أو الجيران كي يساعدوه في مهمّته. أما بعد بلوغه الـ12 سنة، فلا يعود بحاجة إلى أيّ مساندة أثناء الدرس، لكن يتطلّب منك أحياناً أن تسمّعي له بعض المواد التي يجب عليه حفظها.