دينا زين الدين-بيروت
حلّقت هذه النجمة الهوليووديّة لفترة 15 سنة عالياً في سماء الفن وبعدها اختفت عن الساحة حتى يوم وفاتها، لكن خلال هذه السنوات المعدودة استطاعت Greta Garbo أن تحقّق شهرة استثنائيّة فسحرت العالم بجمالها الغريب وموهبتها الاستثنائيّة وحضورها المميّز وأناقتها المبهرة.
من Stockholm إلى العالم
ولدت صاحبة العينين الخضراوين في Stockholm في السويد لأسرة فقيرة، اضطرّت للعمل فترة قبل أن تبلغ الـ18 عاماً كي تعيل أهلها، لكنّ حبّها للتمثيل دفعها إلى الالتحاق بالمدرسة الدراميّة التابعة لمسرح Stockholm الدرامي الملكي، قدّمت بعدها فيلماً قصيراً بعنوان Peter The Tramp في العام 1922، فأعجب بها المخرج السويدي Mauritz Stiller وجعلها بطلة فيلمه The Saga of Gosta Berling في العام 1924، حيث أبدعت على الرغم من سنّها الصغيرة، وانتقلت إلى هوليوود لتبدأ حياة الشهرة بعدما وقّعت عقداً مع شركة استديوهات MGM لمدة خمس سنوات، وتتالت الأفلام التي شاركت فيها وتنوّعت أدوارها وتلوّن أداؤها.
ثورة على الأدوار التقليديّة
ركّز المخرجون على إبراز جمال Greta الخارجي، فهي امتلكت جسداً أنثوياً، إذ كانت طويلة القامة ونحيفة مع إنحناءات مغرية، ناهيك عن بشرتها البيضاء الصافية، وعينيها الخضراوين البرّاقتين، لذلك حصروها في بدايتها ضمن أدوار الفتاة المثيرة، لكنّ Greta ثارت على هذه الصورة وأصرّت على إثبات أنّ ما يميّزها ليس الشكل الحسن وإنما الموهبة التمثيليّة التي لن تتكرّر، فأبهرت هوليوود بفيلمQueen Christina في العام 1933، وAnna Karenina في العام 1935، وجاء الدور الذي سيخلّد ذكرها في ما بعد في فيلم Camille (غادة الكاميليا) في العام 1936.
الغياب الصادم
شغلت السويديّة الشقراء العالم بحضورها الرائع وأسلوبها الراقي وبات اسم Garbo على كلّ لسان، فرغبت الجميلة الثلاثينيّة في أن تغامر أكثر وتقدّم أدواراً مختلفة لعلّ شهرتها تتضاعف، إلا أنّ رهانها على الفيلم الكوميدي Ninotchka في العام 1939 لم ينجح، وكذلك على فيلمها التالي Two-Faced Woman العام 1941، فأصيبت بالإحباط الذي دفعها إلى أخذ قرار الاعتزال والابتعاد عن التمثيل والحياة العامة نهائياً في العام 1942.
ظنّ كثيرون أنّ Garbo ستتراجع بعد فترة وتعود عن قرارها، لكنّ هذا الأمر لم يحصل، ولم يثنها حصولها على جائزة الأوسكار تقديراً لـ«حضورها السينمائي الذي لاينسى» في العام 1954 عن قرارها، فعاشت في الظل حتى وفاتها في العام 1990.
علامات استفهام
طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول حياة هذه النجمة، فعيناها لطالما حملتا حزناً لم يعرف سببه، حتى في أكثر لحظات نجاحها وسعادتها، وربطه كثيرون بإخفاقاتها العاطفيّة وبطفولتها غير المستقرّة نتيجة الفقر والعوز اللذين عرفتهما، حتى غيابها ظلّ سراً ولم تعرف أسبابه الحقيقيّة، فهي اختفت حين كانت في أوج عطائها وشبابها، وبعد أن سعت إلى الشهرة تخلّت عنها بكلّ سهولة ومن دون أيّ شعور بالندم.
أناقة بكلّ المعايير
امتلكت Greta القدرة على تحويل أيّ قطعة ملابس إلى زيّ راق، سواء اختارت كنزة صوفيّة بسيطة أم معطفاً، وتميّزت بالقبّعة التي كانت تغطّي بها شعرها، فتتركّز الأنظار على وجهها ذي الملامح الهادئة والناعمة، وهي لطالما اختارت إبراز شفتيها الرفيعتين من خلال أحمر الشفاه الفاقع، وإظهار حجم رموشها الكثيفة وحاجبيها الرفيعين المقوّسين تماشياًَ مع موضة الثلاثينات من القرن الماضي، ما ساهم في إبراز لون عينيها وبياض بشرتها.أمّا شعرها، فظهر في أجمل حالاته مع قصّة الكاريه بخصلاته المجعّدة ولونه الأشقر الفاتح.















