سناء دياب-بيروت
الشرق والغرب يلتقيان على شواطئ Murcia المدينة الإسبانيّة التي تشكل جزءاً من مقاطعة تحمل الاسم نفسه. ففي أحضان طبيعتها الخلابة وتحت أشعة شمسها الرائعة، يمكن الزائر أن يختطف لحظات من متعة لا تضاهى أوقاتاً من سحر لا مثيل له.
هي عاصمة منطقة Murcia الإسبانيّة. تبعد نحو 350 كلم عن Madrid و35 كلم عن ساحل البحر المتوسّط. على ارتفاع 43 متراً عن سطح البحر وفي قلب وادي Segura الذي يتميّز بنهره الصغير، تقع المدينة وتمتد حقولها الخضراء الواسعة وترتفع في محيطها هضاب هي أشبه بسور طبيعيّ يحتضن تميّزها وخضرتها الساحرة، ومنها هضبة Monteagudo حيث ما زال أحد القصور شاهداً على الحضور العربي في هذا القسم من إسبانيا.
نبذة تاريخيّة
بنيت Murcia في العام 831 من قبل الأمير عبد الرحمن الثاني. وقد بنى العرب في مرحلة وجودهم فيها شبكة مائيّة معقّدة، ما جعل المدينة تسير في ركب الازدهار. ومع انتهاء مرحلة الحكم العربي في العام 1031، شكلت جزءاً من ممالك Alméria وTolède وSéville قبل أن يتمّ ضمّها إلى إمبراطوريّة Almoravide. ومع سقوط الأخيرة، أصبحت المدينة بين العامين 1147 و1172 عاصمة لمملكة محمد بن مردانيس وقد اشتهرت آنذاك بصناعة السيراميك الفاخر، فضلاً عن صناعة الحرير والورق. وحتى القرن الرابع عشر، لم تفتأ Murcia تخضع لسيطرة ممالك وإمبراطوريات مختلفة ولم تعرف طيلة ثلاثة قرون من الزمن أيّ حركة مزدهرة أكانت على صعيد الزراعة أو على صعيد الصناعة. إلا أنّ القرن الثامن عشر بثّ فيها الحياة من جديد، وإلى هذا القرن تعود معظم مظاهر العمارة المميّزة التي تتّسم بها المدينة. أما في القرن التاسع عشر، فقد أصبحت المدينة عاصمة لمقاطعة Murcia، ومنذ العام 1982 عاصمة للمنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
أماكن لا بدّ من زيارتها
عنصر المفاجأة يشكّل جزءاً من كلّ زيارة تقومين بها إلى Murcia، ففي المدينة الساحرة الكثير من الأماكن التي لا يمكنك اكتشافها من الزيارة الأولى. فيها الكثير من الأماكن التاريخيّة الساحليّة التي تمّ اكتشاف معظمها حديثاً والتي يمكنك التنقّل بينها على متن خط ترامواي تمّ افتتاحه في العام 2011 ويشمل 28 محطة. وموقع Murcia في قلب واد مغلق على كتف ساحل المتوسّط، يجعلها تنعم بذلك المناخ المتوسطيّ المميّز: شتاء معتدل وصيف حار، علماً أنّ أشعة الشمس تغمر سهولها وهضابها لنحو 300 يوم في العام الواحد، إلا أنّ أمطاراً غزيرة تروي ما تبقّى من أيامها وتمنحها مشهداً ساحراً، إذ تنتشر في أنحائها حقول البقول ذات المشاهد الأخاذة.
لا شكّ في أنّك لن تقصدي المدينة من دون تقومي بكل النشاطات التي تتيحها لك أسواقها وحقولها ومرافق الترفيه المتنوّعة فيها:
لنزهاتك
– شارعا Traperia وPlateria من أكثر شوارع Murcia شهرة. يمكنك التنزّه عبرهما والتمتّع بأشعة شمس المدينة الراقية صيفاً وبوخزات رذاذ المطر في أيام الشتاء القصيرة.
– بولفار Malecon على مقربة من نهر Segura يقودك إلى سهول المدينة الخضراء ويتيح لك القيام بجولة تطّلعين خلالها على الكثير من معالم Murcia التي لا يسعك نسيانها.
– السهول: لمزيد من المتعة، ننصحك بزيارة سهول Ruedas de la Nora وRuedas de la Alcantarilla، فالمناظر الخلابة ستعود بك بالذاكرة إلى زمن أجدادك حيث بساطة الحياة ونقاءها.
– الشواطئ: لا تنسي زيارة شواطئ Manga وMar Menor وAguilas وMazarron.
لأوقاتك المسلّية
– الكازينو يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر ويقع في شارع Traperia. ستقومين بالطبع بزيارته وستدهشك عمارة صالة الرقص التي شيّدت فيه على طراز لويس الخامس عشر والتي ستأبين إلا أن تلتقطي الصور داخله.
– مسرح Romeo الذي شيّد في العام 1826 والذي يشهد على فصول كثيرة من حياة المدينة الحافلة بأسرار التاريخ وتقلّباته.
قرى ساحرة
– Alhama de Murcia: زوري قصرها الشهير ومطعم El Chaleco.
– Archena: تشتهر بحماماتها وينابيع مياهها الحراريّة.
– Moratalla: تقع وسط سلسلة جبال تحمل اسمها على مقربة من الأندلس. هناك يمكنك الإقامة في فندق Cenajo.