كريستيل زيادة-بيروت
رغم أنّ ابنتك لا تعاني من مشكلة الوزن الزائد، إلا أنّها لا تستطيع تقبّل الشكل الجديد الذي يتّخذه جسمها في بداية مرحلة المراهقة، فتتبّع أحياناً حميات غذائيّة صارمة تؤثّر سلباً على صحّتها أو تمتنع أحياناً أخرى عن تناول الطعام.
ما هي المؤشّرات التي تدعو إلى القلق؟
في حال استسلمت ابنتك المراهقة للحميات الغذائيّة العشوائيّة وأخذت تحتسب السعرات الحراريّة من دون توقّف، وإن كانت تمضي ساعات في تأمّل منحنياتها أمام المرآة، فهي من دون أدنى شك لا تتقبّل شكلها الخارجي وبحاجة إلى دعم نفسي ومتابعة.
أنتِ مثالها الأعلى
تذكّري دائماً أنّك المثال الذي يقتضي به أطفالك ولا سيّما الفتيات. لذا إن كنت تنتقدين شكلك الخارجي دائماً أمام ابنتك، فلن تساعديها على ملاحظة الصفات الجميلة في شكلها وستلفتين نظرها إلى أبسط الشوائب التي قد تثير إزعاجها.
المراهقة مرحلة حساسة
حين تنظر ابنتك المراهقة إلى جسمها بطريقة معاكسة تماماً لحقيقته، وحين يصعب عليها تقبّل التغيّرات الجديدة، عليك تشجيعها على ممارسة الرياضة بشكل منتظم لأنّها تساعدها على تحسين لياقتها البدنيّة وتؤمّن لها الراحة النفسيّة.
راقبي نظامها الغذائي
في حال لاحظتِ أنّ ابنتك تعاني من مشكلة حيال شكلها الخارجي، اطّلعي على البرنامج الغذائي الذي تتّبعه. تأكّدي من أنّها تحصل على الوجبات الثلاث الأساسيّة كلّ يوم وساعديها على متابعة نظام غذائي صحّي خال من الدهون التي تؤثّر سلباً على صحّتها وشكلها الخارجي.
وإن احتاجت فعلاً إلى خسارة الوزن؟
إن شعرت بأنّ ابنتك تعاني فعلاً من مشكلة الوزن الزائد، استشيري الطبيب على الفور، لأنّه كفيل بتقييم مستوى البدانة وحسم ما إن كانت بحاجة إلى اتّباع نظام غذائي صحّي يحدّده بنفسه.
وسائل الإعلام… سبب رئيسي
غالباً ما تلجأ الفتاة المراهقة إلى اتّباع الحميات الغذائيّة العشوائيّة بهدف الحصول على الشكل المثالي الذي تتمتّع به نجمتها المفضّلة التي ظهرت بأبهى حلّتها في أحد الإعلانات التلفزيونيّة. في الواقع، لا تملك الفتاة في عمر الـ13 الإدراك الكافي لترجمة الصور التي تنقلها الإعلانات، لذا يجب أن تشرحي لها أنّ تلك الصور بعيدة كل البعد عن الواقع.
احذري الاضطربات الغذائيّة
قد يؤدّي الإفراط في مراقبة الوزن إلى إصابة بعض المراهقات باضطرابات غذائيّة خطرة منها فقدان الشهيّة أو الشراهة. غالباً ما تلجأ الفتيات إلى اتباع حميات غذائيّة يمتنعن خلالها عن تناول الطعام فتكون النتيجة شكلاً نحيفاً جداً ومرضياً. وفي حالات أخرى، قد يصل بهنّ الأمر إلى الانهيار العصبي بسبب الامتناع عن تناول الطعام، فتكون النتيجة عكسيّة ويأكلن بشراهة، ثم يتقيأن بعدها مباشرة خوفاً من اكتساب الوزن.
وضحي لها الأمور
خصّصي وقتاً كافياً لمناقشة موضوع الاضطرابات السلوكيّة مع ابنتك، فهي بحاجة إلى الاستماع إلى رأيك لتطمئنّ وتستعيد ثقتها بنفسها. فسّري لها لها أنّه في فترة المراهقة، من الطبيعي أن يبرز وركاها ويكبر ثدياها. أكّدي لها أنّ تلك التغيّرات ليس دليلاً على السمنة، بل هي مؤشّر نمو وانتقال إلى مرحلة جديدة.
قبل تفاقم المشكلة
لا تتردّدي في استشارة الاختصاصي في أسرع وقت إذا لاحظت أنّ المشكلة باتت تأخذ منحى جديّاً يؤثّر على صحّة ابنتك. فتلك الاضطرابات لا تُشفى من تلقاء نفسها وقد تزداد خطورة إن لم تُعالَج في الوقت المناسب. فكلما تبكرين في استشارة الطبيب المختص، كلما تسرّعين في عمليّة شفاء ابنتك وتمنعين عوارض الاضطرابات النفسيّة من الترسّخ والسيطرة على حياتها.















