تسبح Madeira في بحر من الخضار لتزّين أيّام ربيعها الأخيرة بأزهار الكاميليا والنرجس البري وطيور الجنّة، فتغدو حديقة طبيعيّة غنّاء يقصدها من كلّ حدب وصوب أشخاص يبحثون عن لذّة حياة خفيفة كالهواء. رحلة إلى أرض الجنّة !
أرخبيل Madeira، جزء من عالم البحار الواسع يعزف نغمات غريبة في وسط المحيط على إيقاع برتغالي. تجمع هذه القطعة من الجنّة على الأرض بين طقس معتدل ونبات غزير النمو، جبال بركانيّة ومنحدرات قاسية. جزيرة Madeira هي قلعة مكشوفة من كلّ جهة تعلوها الكروم العنيدة المعلّقة على المنحدرات. في Funchal، العاصمة التي تحمل نفحة إنكليزيّة، تتبختر السّفن بأعداد هائلة، كما في بداية القرن، عندما كان أرستقراطيّو أوروبا يأتون لتذوّق مزيج الجمال الاستوائي ونفحة الغرابة.
Funchal العاصمة التاريخيّة
زيارة عاصمة الأرخبيل هي مرحلة أساسيّة لكلّ رحلة إلى Madeira. جبال تحيط بها من كلّ جهة مع إطلالة خاصّة على المحيط بنفحات السحر العتيق، شوارع ضيّقة تغمرها الواجهات الملوّنة وقلاع وقصور تحمي المركز التاريخي للمنطقة من سرعة العصرنة والحضريّة. عبر الطريق الرئيسيّة Arriaga، يمكنك اكتشاف قلعة São Lourenço المقرّ الحالي الرسمي لرئيس وزراء المنطقة المستقلّة في Madeira ومركز القيادة العسكريّة السابق في القرن السادس عشر. بعد زيارة إلى المركز التاريخي للمنطقة، اتّجهي عبر طريق Tavira إلى واجهة البحر وتنشّقي رائحة الأمواج على المارينا وشاهدي غروب الشمس. وإذا لم يداهمك الوقت، زوري الحديقة النباتيّة على بعد ثلاثة كيلومترات من وسط Funchal وتفرّجي على أكثر من ألفي نوع من النباتات النّادرة والغريبة. إنّ أبرز المعالم السياحيّة في المنطقة، أي المقامات الدينيّة والأبنية الجميلة والقلاع، موجودة في Funchal وهي تعود كلها إلى العصر الذهبي الذي شهده الأرخبيل في القرنين الخامس عشر والسادس عشر حين كانت تجارة السكّر مع القارّة الأوروبيّة في أوجها.
جولة على متاحف Madeira
إذا كان الأرخبيل يشتهر بمعالمه الطبيعيّة، إلا أنّه لا يخلو من نفحات الفنّ والثقافة التي تتمثّل بمتاحفه الكثيرة التي تتركّز بغالبيّتها في العاصمة وهي بالإجمال ترتبط بتاريخ الأرخبيل أو البرتغال. ففي متحف Madeira Story Centre الواقع في الحيّ القديم في Funchal، بالقرب من التلفريك الذي يربط العاصمة ببلدة Monte، امضي ساعة ونصف من الوقت في تأمّل المبنى الذي يجسّد عودة، بعد 14 مليون سنة، إلى ماضي الأرخبيل من خلال شكله الجيولوجي. وفي متحف Contemporary Art Museum في البلدة القديمة، تعرّفي على مجموعة مميّزة من الفنّ البرتغالي المعاصر. في زيارة لمتحف الكهرباء Electricity Museum في محطة الطاقة الكهربائيّة في Funchal، سوف تتعرّفين على الماكينات والآلات القديمة التي تعود إلى القرن العشرين. وإذا رغبت في أن تشهدي على مئة عام من التاريخ في عالم التصوير، توجّهي إلى متحف التصوير الفوتوغرافي الخاصّ بالمصوّر البرتغالي Vicente Gomes da Silva.
دغدغي فضولك للطبيعة
إنّ طبيعة Madeira المنوّعة والرائعة تقدّم لك الفرصة لاكتشاف معالم فريدة وأماكن تختبئ في حناياها روعة الطبيعة. منحدرات صخريّة قاسية وقمم مليئة بالأشجار وغابة غريزة النموّ وحتّى وديان بريّة… كلّ ذلك التنوّع يجعل من المكان جنّة لزوّاره. Pico do Arieiro، ثالث أعلى قمّة في Madeira بارتفاع 1810 أمتار، تقع بين Funchal وSantana وتتميّز بسياج من شجيرات من الزّهور وحرش من الصنوبر والأكاسيا كما بصخورها البركانيّة. زوري هذه القمّة عند شروق الشمس لتتمتّعي بنور الصباح الجميل الذي يضيء شيئاً فشيئاً الجبل والوادي. أمّا أعلى قمّة في المنطقة فهي Pico Ruivo بعلو 1862 متراً حيث يحلو زيارتها سيراً على الأقدام، والوصول إلى أعلى القمة يستحق التجربة: وديان Ribeiro Frio وقمّة São Lourenço من الشرق، هضبتا São Jorge وSantana من الشمال، قمّتا Casado وDas Torrinhas من الجنوب والغرب.
احضني الطبيعة أكثر من خلال النشاطات الكثيرة التي تقدّمها لك Madeira حيث تدعوك للذهاب في رحلة بحريّة تكتشفين فيها عالم البحار وصيد الأسماك وجمال الدلافين، كما يمكنك التزلّج على الماء أو ركوب الأمواج أو الغطس إذا كنت من عاشقات المغامرة، أو بكلّ بساطة السباحة في مياه صافية تدعو إلى الاسترخاء.