دينا زين الدين-بيروت
الخوف هو شعور طبيعي ينتاب الإنسان في مواقف متعدّدة، وهو مبرّر ومنطقي ونابع من حرصه على حياته وحياة من حوله. أما الفوبيا، فهي خوف مرضي شديد ومتواصل، من شيء أو شخص أو نشاط، وغير مبرّر في الكثير من الأحيان. فكيف تخلّصين ابنك من الفوبيا قبل أن يتقدّم أكثر في السن ويصعب عليه تخطّيها؟
كيف تكتشفين؟
هناك أعراض للفوبيا يمكن ملاحظتها على ابنك حين يواجه ما يخيفه، منها احمرار الوجه، إسهال، تبوّل بكثرة، تعرّق، وبعض الأولاد يبكون ويصرخون ويسارعون إلى الهرب من مصدر الخوف.
أسباب الفوبيا
ليست هناك أسباب واضحة للفوبيا، لكنّها تنجم عادة عن المرور بتجربة صعبة، كمن يخاف من الأماكن المغلقة لأنّه علق في مصعد ذات مرة وبقي فيه لوقت طويل.
أنواعها
هناك ثلاثة أنواع من الفوبيا، الأوّل هو الخوف من أشياء ملموسة كالحيوانات والنبات والمرتفعات وهو ما يواجهه الأولاد عادة، الثاني هو الخوف من الأماكن المفتوحة، والثالث هو الرهاب الاجتماعي.
النقاش
تحدّثي إلى طفلك واطلبي منه أن يخبرك عن سبب خوفه، كأن يتذكّر مثلاً متى بدأ هذا الخوف، هل ازداد مع الوقت، وهل هناك من عزّزه له بقوله شيء ما؟ بهذه الطريقة يمكن أن تهدّئيه بحديثك وتطمئنيه وتخلّصيه حتى من مشكلته.
الدعم والتشجيع
يجب أن تأخذي الموضوع على محمل الجد ولا تستهتري بأحاسيس ابنك، بل أنّ تحلّلي جيداً ما يقوله وتتعاوني مع والده في طمأنته إلى أنّ خوفه غير مبرّر أو غير منطقي، وأنّه أقوى منه وسيتغلّب عليه.
لا للسخرية
من المفيد ألا يعرف رفاق ابنك وحتى إخوته أنّه يعاني من الفوبيا، لا سيما إذا كان يخاف من شيء تافه كالماء أو نبات معيّن أو حتى من الأماكن المرتفعة، لأنّ سخرية زملائه منه ستزيد من حدّة الفوبيا وستتفاقم مشاكله النفسيّة.
المواجهة
كثرة التفكير هو الذي يهوّل علينا بعض المواقف ويزيد من صعوبتها، بينما تكون مواجهتها أسهل بكثير مما كنّا نعتقد، لذلك من الضروري أن يواجه طفلك خوفه أكثر من مرة حتى يتمكّن من تخطّيه.
لا للضغط
من الضروري ألا تجبري طفلك على المواجهة، بل يجب أن تقنعيه بالمنطق السليم. وفي حال لم يقتنع، لا تضغطي عليه، بل اتركيه فترة وعودي بعدها إلى الموضوع.
الحلّ الأخير
في حال لم تنجح محاولاتك في تخليصه من خوفه، وفي حال كانت الفوبيا لديه تؤثّر سلباً على علاقته بمن حوله، عليك عرضه على طبيب نفسي ليعرف الأسباب الخفيّة وراء رهابه هذا وليساعده على التخلّص منه.
