دينا زين الدين-بيروت
حين قلّدها وزير الثقافة الفرنسيّة Mitterrand Frédéric قبل عامين وسام الفنون والآداب الفرنسي خلال الدورة 64 من مهرجانCannes، قال متوجّهاً لها بالحديث: «أنت تمثلين النجمة التي لا يمكن الوصول إليها على غرار Garbo Greta والنجمة البسيطة والقريبة من الجماهير على غرار Jane Fonda، أنت صورة عن الحلم الأميركي، وهذا ما ساهم في صنع أسطورتك». إنّها النجمة Faye Dunaway التي من الصعب وصف موهبتها التمثيليّة، فهي أتقنت حياكة المشاعر على قياس أدوارها، أمّا جمالها فهو وحشي ثائر حيناً، وملائكي هادئ ورصين في أحيان أخرى. وبالنسبة إلى أناقتها وأسلوبها في اختيار أزيائها وتسريحاتها وماكياجها، فشكّلت مصدر إلهام لآلاف النساء من حول العالم.
المسرح قبل السينما
أبصرت Faye النور قبل 72 عاماً في Bascom في ولاية Florida الأميركيّة، وعلى عكس العديد من النجمات، اتجهت إلى المسرح قبل السينما، لكنّ دخولها إلى عالم هوليوود كان قوياً، إذ رشّحت عن دورها في فيلم Bonnie and Clyde الذي أنتج في العام 1967 لجائزة الأوسكار، وساهم نجاحها السريع في جعلها رمزاً أنثوياً وقنبلة جماليّة خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث تهافتت عليها الأدوار، وقدّمت في أفلامها صورة مقنعة عن المرأة القاسية الباردة القادرة على التحكّم بمشاعرها، ما أوصلها بجدارة إلى جائزة الأوسكار عن فيلم Network.
نجاحات سريعة
تعاملت النجمة مع أهم الممثلين منهم Steve McQueen و Dustin Hoffman وRobert Redford والمخرجين، وقدّمت أفلاماً ناجحة نذكر منها Yeux de Laura وDream Arizona و Little Big Manوكانت لها تجارب في مجال الإنتاج وكتابة السيناريو. شهدت حياتها المهنيّة صعوداً وهبوطاً، وعُرف عنها أنّها مزاجيّة وعصبيّة، لكن لم يستطع أحد التشكيك بموهبتها التمثيليّة. وحين شعرت في الثمانينات والتسعينات بأنّها لم تعد مطلوبة إلى أدوار كما كانت في السابق، تعاونت مع نجوم شباب ودعمت مواهبهم، نذكر منهم النجم الوسيم Johnny Depp.
الفن معركتها
تقول الممثلة المخضرمة: «العمل في الفن هو نضال في كلّ لحظة، إنّه معركة نخوضها كل يوم ونرغب في الانتصار»، فالفن إذاً هو معركتها في الحياة، والتمثيل بالتحديد كان المجال الذي أبدعت فيه أكثر من غيره، فهي امتلكت القدرة على التأثير من خلال عينيها وحركات يديها وجسمها، حتى أنّها تلاعبت بنبرة صوتها ببراعة لكي تخدم أدوارها وتقمصّت الشخصيات التي قدّمتها بشكل كامل وحقيقي.
الشقراء القنبلة
عيناها ليستا واسعتين، أنفها ليس مستقيماً أو صغيراً، فمها ليس مكتنزاً، وبالتالي لا تمتلك مقاييس الجمال التقليديّة، لكن وعلى الرغم من ذلك فإنّ النظر إلى وجهها حين كانت في شبابها هو متعة للناظر، فهي مثال حيّ للشابّة الأميركية العاديّة، بشعرها الأشقر القصير وغمازتَيها الناعمة وحنكها المقوّس، وحتى طريقة اختيارها لملابسها كانت توحي بالبساطة، فلطالما اختارت القبّعة الصوفيّة الصغيرة لتقي بها نفسها من البرد، والشال الحريري لتلف رقبتها به، والملابس الكلاسيكيّة التي أضفت عليها الرقيّ والشياكة. ساهمت Faye في رسم صورة جديدة للأناقة عنوانها العريض: البساطة، وكانت من أوائل الشهيرات اللواتي اخترن تسريحة Bouffant وأطلقنها في العالم.
سارت العديد من النجمات المعاصرات على خطى الفنانة الهوليووديّة الكبيرة من ناحية الإطلالة والأزياء، منهنّ Hilary Duff التي تشبهها في صباها إلى حدّ كبير.















