أخبار

شذا النجوم عطر تبدّى وأضحى للمعجبين هوى

 نيكولا عازار-بيروت

منذ القدم، استعان الناس ببعض الأعشاب والأخشاب أو البخور للتعطير. ومع الوقت، تطوّر مفهوم العطور وصناعتها لتشمل خلاصات الأزهار والورود والبهارات، حتى إنّ البعض لجأ إلى مواد كيميائيّة، كالعطر الشهير Chanel N5 التي تزال تركيبته النهائيّة سراً لا يعرفه إلا القيّمون على هذه الدار العريقة.

 لا يختلف اثنان على أنّ شركات كثيرة وبيوت أزياء عالميّة تعتمد على مستحضرات التجميل والعطور. فصناعة العطور وحدها تقدّر بمليارات الدولارات، ما يجعل الكثير من النجوم والنجمات يتسابقون لطرح عطور، مستغلّين شهرتهم لمخاطبة المعجبين والمعجبات الذين يسارعون إلى المتاجر لشراء قارورة تحمل توقيعهم، واللافت أنّ تلك العطور ليست بحاجة إلى أن تكون في جودة العطور العالميّة حتى تلاقي النجاح الذي تستحقّه، فالأمر هنا مختلف بالنسبة إلى عطور المشاهير.

بداية صناعة عطر النجوم

في العام 1988، ابتكرت النجمة العالميّة Elizabeth Taylor أول عطر حمل اسمها، لتنطلق بعدها العديد من العطور التي تحمل أسماء نجوم العالم الغربي والعربي على السواء.

ففي العام 2002، أطلق الإعلامي جورج قرداحي عطراً باسمه نفّذته وطرحته شركة عطور عالميّة، ولقي إعجاب الناس خصوصاً أنّ قرداحي يومها كان أوّل إعلامي يطلق عطراً يحمل اسمه. أما اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات، عاد قرداحي من جديد إلى واجهة الإعلانات الترويجيّة بالتعاون مع شركة Western Valley البريطانيّة ليقدّم مجموعة جديدة من أربعة عطور، تكوّنت من العود، الزهور والعديد من المستخلصات العطريّة الفرنسيّة، أشرف على تصنيعها 10 خبراء متخصّصين في مجال العطور من فرنسا ودول الخليج ولبنان. من ناحيته، أكد الإعلامي الكبير أنّه اختار هذه العطور بنفسه، إذ انتقى عطرين للرجال وعطرين للنساء، إلى جانب اختياره لنوع من العود سيحمل اسمه أيضاً في المرحلة المقبلة.

عطر عالمي مرصّع بالسواروفسكي

أما الإعلاميّة اللبنانيّة رزان مغربي، فكانت من أولى المذيعات اللواتي قرّرن صناعة عطر يحمل اسمهن، وبدعم من قناة MBC التي كانت تعمل لديها، فكان عطر  Raz De Razan في العام 2003، أول عطر عربي لمقدّمة برامج.

من ناحيتها، أطلقت النجمة اللبنانيّة إليسا عطرها الخاص الذي يحمل اسم Elle d’Elissa في العام 2007، لتكون بذلك الفنانة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تطرح عطراً باسمها يحمل توقيع شركة Georges Stahl الفرنسيّة العالميّة التي اختارت إليسا بعد احصاءات طويلة أجرتها، وليصبح في ما بعد من أكثر 50 عطراً مبيعاً حول العالم. وقد اختارت إليسا تركيبة العطر بنفسها، وهو خليط من العنبر والياسمين والبرتقال بالإضافة إلى الكهرمان، وحرصت على أن تحتوي العبوة على أحجار سواروفسكي الأصليّة.

رائحة الطفولة والرجولة معاً

أما النجم اللبناني راغب علامة، فكان عطره الجديد Notes D’amour أو «علامة حب» عطراً جديداً ومميّزاً، يصفه علامة بأنّه يجمع بين رائحة طفولته وعصر رجولته، حيث اختار بنفسه تركيبة العطر التي تم تحضيرها في فرنسا من أرز وصنوبر ومسك وعنبر وياسمين، وهي نفحات سحريّة، تناسب الرجل الحنون والحساس والقوي والجذاب. إنما راغب لم ينس الأحب إلى قلبه، السيدات، إذ يحضّر لهنّ مفاجأة سيعلن عنها بعد أسابيع، وهي عبارة عن عطر يعشق بشرة المرأة التي كما يقول، لها حصّة في كل عطاء يقدّمه.

الفنانة نجوى كرم لا تزال تنتظر عطرها الذي وعدت MBC بإطلاقه قريباً، وطالب معجبو الفنانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام إدارة المحطة بضرورة الاستعجال في إطلاق عطر N.K لشمس الأغنية اللبنانيّة كما
وعدتها ووعدتهم.

قصائد مغناة كأسماء للعطور

أطلقت الفنانة اللبنانيّة ميريام فارس عطراً باسمها، لكنّها اختارت اسم «أنا والشوق» وهو عنوان إحدى أغنياتها الشهيرة. اللافت أنّ هذا العطر أقرب إلى العطور الخليجيّة منه إلى الأوروبيّة.

وفي سياق منفصل، تحوّلت ساحة العطور الشرقيّة إلى ديوان للشعر الشعبي، بعدما اعتمد صُنـّاعه آخر القصائد المغناة كأسماء للعطور الحديثة، وليس غريباً أن يحطّم الفنان الكبير محمد عبده الرقم القياسي بهذا الشأن، حيث تحوّلت أشهر أغانيه إلى أسماء رائجة للعطور في الخليج، ومن أبرزها «بنت النور» و«مذهلة» و«وردة العشاق» و«الأماكن» وغيرها. فيما تتميّز محال «القرشي» الخاصة بالعطور العربيّة، بخلطات تحمل اسم النجمة الكويتيّة نوال، وكذلك خلطة أحلام، لكنّ الترويج يبقى على مستوى خليجي للمعجبين بالفنانتين الأكثر شهرة في ذلك المحيط.

عطرا مهنّد ولميس

الأمر لم يقتصر على هؤلاء، بل إنّ نجاح المسلسلات التركيّة في عالمنا العربي وتميّز نجومها، دفعا شركات كثيرة بتصنيع عطور تحمل توقيعهم. فبعد نجاحهما الكبير في إشاعة أجواء الرومانسيّة والرقّة من خلال بطولتيهما للمسلسلين التركيين الشهيرين «نور» و«سنوات الضياع»، نفذ النجمان «مهند» و«لميس» من الشاشة الصغيرة إلى السوق السعوديّة، عن طريق عطور تروّج باسميهما.

 

مكاسب إضافيّة… فماذا ينتظرون؟

بغض النظر عن جودة تلك العطور، يحقّق التجار أرباحاً خياليّة جراء بيعها بأعداد كبيرة… حالهم حال  صاحب الشأن، أي الفنان، الذي يحقّق هو أيضاً مكاسب إضافيّة. ربما حان الوقت لنجوم آخرين ليكونوا شركاء في هذه اللعبة المربحة، خصوصاً أنّ الوضع الفنّي تراجعت أرباحه مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب الظروف التي تمر بها البلدان العربيّة. ويبقى القول إنّ سيدات وآنسات يحلمن بوضع عطر النجمتين اللبنانيّتين هيفاء وهبي ونانسي عجرم، لما تمثّلان من جمال استثنائي، وربما يكون هذا العطر أو ذاك، مفتاحاً للدخول إلى قلب الشريك من دون أي موانع أو مشاكل.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية