هل تنتقدين باستمرار كل ما يجري حولك وتشتكين دوماً من دون أن تشعري بالرضى، وقد تتخطّين بتصرّفاتك تلك الحدود المعقولة؟ إذاً أنت امرأة متذمّرة. ليس بالضرورة أن يكون التذمّر سلبياً باستمرار، بل يمكن تحويله إلى فنّ يعود بالإيجابيّة والفائدة على العلاقات الاجتماعيّة والفرديّة، فكيف يمكن ذلك؟
نسمع كثيراً عن النساء المتذمّرات، لكن نادراً ما نعرف معنى ذلك المصطلح، فما هو تعريف التذمّر؟ هو أشبه بثورة داخليّة ناتجة عن عدم الرضى على شيء لا يتوافق مع المزاج الشخصي. يتواجد التذمّر بأشكال وأنواع عدّة، أهمّهما نوعان: التذمّر المستمر أو المبطّن وهو ما لا تعبّرين عنه بالكلام بسبب الخوف على مشاعر الآخرين أو الخوف من العواقب، التذمّر الظاهر الذي يبدو جلياً من خلال الكلام أو بحركة اليدين أو حدوث تغييرات واضحة على الوجه أو ما شابه ذلك.
المرأة أكثر تذمّراً من الرجل
يشير الاختصاصيون في مجال علم النفس إلى أنّ نسبة النساء المتذمّرات تفوق نسبة الرجال، لأنّ المرأة تحب الحصول على كل شيء بغض النظر عن الإمكانات المتاحة. تعتبر النساء متذمّرات لأنهنّ بطبعهنّ يفضّلن التعليق والتحدّث في كل الأمور سواء كانت تتعلق بالحياة اليوميّة أم بعلاقتهنّ مع الشريك.
مواصفات المرأة المتذمّرة
تعتبر المرأة المتذمّرة غير راضية عن حياتها وهي تشعر دائماً بعدم السرور، ولديها إحساس ممزوج بين الحزن والأسى لا تعرف أسبابه. وفي أكثر الأحيان، باستطاعتها التغلّب على هذه الحالة وتغيير حياتها، لكنّها لا تتمكّن من ذلك لأنّها دخلت في دوامة التذمّر، فالتغيير خطوة تحتاج إلى الصبر والتحكّم بأفعالها وأقوالها وهي صفات نادراً ما يمكنها القيام بها.
عملك هو السبب
ليس ضرورياً أن تكون عائلتك مصدر توتّرك الدائم، بل قد يكون ذلك عائداً إلى طبيعة عملك، فظروف العمل اليومي تنعكس على تصرّفاتك عموماً، وتحاول بعض النساء إدراجها في حياتهنّ العائليّة، ما يربك الحياة الأسريّة نتيجة ردّة الفعل التي قد تؤثّر سلباً على طبيعة العلاقة داخل أفراد العائلة الواحدة. تلفت الدراسات إلى أنّ المرأة العاملة أكثر تذمّراً من تلك التي لا تعمل، يعود ذلك إلى كثرة احتكاكها بنساء أخريات وانفتاحها على أمور جديدة.
كيف تخفّفين من حدّة تذمّرك؟
لا يعتبر التذمّر في بعض الحالات أمراً غير طبيعي، لكن حذار من أن يتطوّر ويتفاقم ليصبح مرضاً غير مبرّر، وهو يظهر غالباً بتراجع في الصحة النفسيّة وبالشعور بالنفور والملل من كل شيء والدخول في حلقة مفرغة، وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى مساعدة طبيّة. في ما يلي بعض النصائح التي تساعدك على التخفيف من تذمّرك:
لا فائدة من تذمّرك
قبل أن تسيطر عليك حالة التذمّر، اعرفي جيداً أنّه لا يجلب لك سوى الخلافات مع شريك حياتك ويبعدك عنه، لأنّ الرجال عموماً يفضّلون النساء غير المتذمّرات. اسألي نفسك ما هي نتيجة آخر حالات التذمّر لديك؟ سيكون الجواب بالطبع لا شيء سوى المشاكل وابتعاد زوجك عنك أو خروجه من المنزل وعودته إلى حين تهدئين، إذاً، تصرّفك هذا لم يجد نفعاً يوماً فابتعدي عنه.
لا تأخذي الأمور بشكل شخصي
في حال طلبت من زوجك إنجاز بعض المهام، اجتماعيّة كانت أو منزليّة ولاحظت أنّه يتلكأ في القيام بها، حاولي قدر المستطاع ضبط نفسك وانظري إلى الأمور بإيجابيّة، فلطالما كان زوجك يساعدك على حل بعض المشاكل العالقة ووقف إلى جانبك وساندك، لكنّه في هذه الفترة لا يشعر بالحماس للقيام بأي مهمّة توكلينها إليه، لذلك دعيه يتصرّف على سجيّته. كذلك تجنّبي القيام بالمهام التي طلبت منه الاهتمام بها أو إخباره بكيفيّة إنجازها بعد أن ينهيها.
لا تغضبي حول الأمور الصغيرة
كثيرة هي الأمور اليوميّة التي تزعجك وتجعلك غير راضية ودائمة الشكوى، مثلاً معظم الرجال يتغافلون عن إخراج النفايات من المنزل أو قد يشتري بعضهم حاجيات قد لا تفضّلينها مثل العصير الذي يحبّه أو حتى يضع العطر الذي لا يعجبك، لكن كل تلك التفاصيل هي صغيرة ولا أهميّة لها إذا حاولت غضّ الطرف عنها. حاولي التحدّث معه عنها، وحلّي الخلافات ودياً بينكما، أو خصّصي 10 دقائق للاسترخاء والتأمّل بعيداً عن جو التوتّر واستعيدي هدوءك.
تحدّثي بروية
قد تكونين من بين النساء اللواتي يعلو صوتهنّ بسرعة من دون الشعور بذلك، أو من اللواتي يتصرّفن بعناد في حل كل المشاكل التي يواجهنها. اعرفي أنّ العناد والصراخ ليسا الحل، فحتى لو طلبت من زوجك 100 مرة القيام بمهمّة ما، اطلبي منه للمرّة 101 بطريقة لطيفة ووديّة. استعملي الكلمات السحريّة مثل «رجاء، لو سمحت، شكراً» بدلاً من التكلّم بصيغة الأمر. اللطف هو أقرب طريق إلى قلب شريك حياتك وهو كفيل بإبعادك عن التذمّر والتأفّف، فيشعر أكثر بوجودك إلى جانبه، وبالتالي تكسبين محبّته بكلمة جميلة بدل الصراخ.
فكرّي قبل أن تنفعلي
إذا كنت من النساء اللواتي أدمنّ التذمّر، ودخلت تلك المشكلة في صلب حياتك اليوميّة ولا يمكن عدّ المرات التي تتأفّفي فيها خلال النهار، في هذه الحالة اعرفي أنّ التفكير قبل القيام بأي رد فعل أمر ضروري، لأنّ التذمّر قد يصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتك ويمكن وضعه ضمن خانة الاعتياد على هكذا تصرّف من دون أن تعرفي أنّه سبّب مشكلة لك وللمحيطين بك. عليك أن تدرّبي نفسك على التفكير قبل إثارة المشاكل حتى لو كان مزاجك سيّئاً. وعندما تشعرين برغبة في التأفّف، توقّفي للحظة وفكرّي في ما إذا كان ما ستقولينه ضرورياً فعلاً أو سيثير المزيد من المشاكل.
غيّري نمط حياتك
من العلاجات العمليّة للتخلّص من التذمّر، إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة. حين تشعرين بالضجر أو بالضيق، اخرجي من المنزل، اذهبي للتسوّق أو بدّلي تسريحة شعرك، وحتى يمكنك التخطيط لسفرة ما تدخل البهجة إلى قلبك. كما يمكنك ممارسة الرياضة لا سيما تمارين اليوغا التي تساعد على إبقاء مزاجك هادئاً. إليك بعض الأفكار البسيطة التي تريحك:
– استخدمي أسلوب الصمت، والذي ينجح عادة.
– اهتمّي بمظهرك وارتدي ثياباً لائقة وأنت في منزلك.
– مارسي الرياضة لأنّها كفيلة بتحسين مزاجك.
– لا تزعجي زوجك ببعض الأسئلة، بل اقضيا معاً بعض الأوقات الجميلة كمشاهدة فيلم رومنسي.
– لا تتذمّري أمام أطفالك لأنّهم يتأثّرون بك، وقد يكسبون تلك العادة السيّئة من دون أن تقصدي ذلك.
– اصنعي لزوجك الحلوى التي يحبّها.
– حوّلي الغضب إلى مزاح واستخدمي الألفاظ اللطيفة.
شاركي في بعض النشاطات
قد تكونين ربّة منزل لا تعملين خارجاً، وربما دخل الروتين حياتك وأصبح التذمّر طعامك اليومي. إنّ الانتساب إلى بعض الجمعيات الخيريّة أو الاجتماعيّة يعود بالمنفعة عليك ويخلّصك من الروتين ويشغل تفكيرك بأمور مفيدة عوضاً عن التفكير السلبي الذي يسيطر عليك وأنت قابعة في المنزل.
أما في حال كنت لا تملكين الوقت للقيام بتلك النشاطات، فننصحك بالمطالعة التي ترفع من معنوياتك وتغني ثقافتك وتجعلك تفكّرين بطريقة إيجابيّة، ولعل أهم تلك الكتب «السرّ»، وهو كتاب عالمي يبعد عنك الملل ويشجّعك على التفكير الإيجابي، ما قد ينعكس على حياتك الأسريّة.
اعتني بنفسك
عموماً، ينفر الرجل المرأة المتذمّرة، فلدى عودته إلى المنزل بعد عناء يوم طويل في العمل، استقبليه بابتسامة مرتدية أجمل الثياب. اعتني بنفسك وخفّفي عنه هموم الحياة، فهو أيضاً بحاجة إلى جو مريح ومستقر في المنزل. لا تخرجي مع صديقة دائمة التذمّر، ما قد ينعكس عليك، بل حاولي تجنّب إقامة أحاديث مزعجة واستبدليها بمواضيح تدخل الفرح إلى قلبيكما.
الابتسامة تفعل المعجزات
ينعكس التذمّر والتفكير السلبي على مظهر المرأة الخارجي، فيلازمها العبوس وبالتالي تظهر التجاعيد المبكرة على وجهها. لذلك حاولي الاعتياد على الابتسام وتخلّصي من التفكير السلبي. تأكّدي أنّ الابتسامة قادرة على فعل المعجزات، فحاولي حل المشاكل برويّة قبل أن تؤثّر على مزاجك ونفسيّتك.
هل تتذمّرين من شكلك الخارجي؟
تعاني غالبيّة النساء من عدم الرضى عن شكلهنّ الخارجي لا سيما لدى التحضّر لمناسبة معيّنة، فنراهنّ يتذمّرن من ثيابهنّ أو من تسريحة شعرهن، ما يضعف ثقتهنّ بأنفسهنّ ويؤثّر سلباً على نفسيّتهن.
لو أردت الخروج مع شريكك إلى العشاء مثلاً، ننصحك باختيار ثيابك بسرعة من دون النظر إلى المرآة لأكثر من 5 دقائق لأنّك إذا تخطّيت هذه الفترة الزمنيّة قد تشعرين بالتذمّر من لباسك. اعلمي أنّ شريكك يحبك كما أنت، وأنّ من بين الصفات التي لا يستسيغها الرجل هي التذمّر. أما خلال ذهابك للتسوّق، فلا تتجوّلي كثيراً في المحلات التجاريّة، بل اقصدي محلاً أو اثنين فحسب، ومن الأفضل أن ترافقك شقيقتك أو صديقتك لمساعدتك في شراء الملابس ولأخذ رأيها في ما يليق بك.