أخبار

أسرار… ماذا نقول وماذا نكتم؟

مارس 10, 2013
إعداد: Hicham Ghazal

يمكن للأسرار الجيّدة أن تساهم في تطوير الشخص وتنمية إحساسه بذاته، أمّا تلك المؤذية، فيمكن أن تسبّب العذاب النفسي الشديد والألم. لذلك، يكمن المفتاح في التعرّف على الخيط الرّفيع الذي يجمع بين تلك الأسرار، فاعرفي حدودك!

في الواقع، لا نبني أو نحتفظ بسرّ ما لمجرّد اللذة أو لسوء النيّة، لكن لأنّ ليس أمامنا خيار آخر. والأسباب التي تدفعنا إلى الصمت تكون عادة مؤلمة: فهناك واقع نخجل فيه، وآخر يشعرنا بالذنب فنخبّئه من أجل المحافظة على صورتنا الجميلة والجيّدة في عيون الآخرين، وهناك أسرار نخبّئها عن حسن نيّة بهدف عدم جرح الآخر أو من أجل حماية الشخص المعنيّ بهذا السرّ، ما يضعنا في دوّامة من الحيرة: هل يجب أن نتكلّم فنجرح الشخص المعني بالسرّ أم نصمت ونخون ثقة الشخص الآخر بنا؟

الحقيقة واحدة: يحق لكلّ شخص معرفة كلّ أمر يمسّه أو يتعلّق به، لكن هل من الجيّد قول كلّ شيء؟ كيف نتخلّص من السرّ؟ لمن نتكلّم ومتى؟

في مسألة حسّاسة إلى هذه الدرجة، ليس هناك من وصفة سحريّة، لكن بعض التنظيم والتفكير.

كيف تحفظين السرّ؟

قد يكون التكتّم على سرّ ما أمراً صعباً لا سيما إذا كنت تودّين بكلّ حواسك البوح به. كما قد تحتاجين إلى الإرادة القويّة والتصميم على عدم القول لأحد ما قد سمعته للتوّ. فكيف تحافظين على السرّ؟

–         تذكّري دائماً الأسباب التي تدفعك إلى التكتّم عن سرّ، قد يكون محرجاً لك أو لغيرك، قد تفسدين مفاجأة ما، ربّما تكونين قد وعدت أحداً بألّا تفشي السرّ. تذكّري دائماً أنّ من حمّلك سرّه وضع ثقته فيك، فلا تخوني هذه الثقة!

–         اسألي عن طول المدّة التي يجب فيها التكتّم عن السرّ: هل هو أمر بسيط مثل هديّة ما أو حفلة أم هو أمر تحملينه معك إلى الأبد؟

–         لا تلمّحي أبداً إلى أنّك تحملين سرّاً: فقد يحاول من تكلّمت أمامه أن يستخرج السرّ منك ومن المحتمل أن تستسلمي.

–         ابتعدي عن التكلّم بالموضوع: غيّري موضوع الحديث بأسلوب ذكي، أو إذا لم يكن لديك الخيار اشتركي في الحديث من دون مراوغة أو إثارة الشك.

–         ابقي في موقع الدّفاع: ارفضي أن تخبري أي شيء بكلّ هدوء، فيحترم الناس ذلك ويبتعدون عن إزعاجك.

–         اطلبي عدم معرفة السّر إذا لم يكن باستطاعتك التكتّم عنه.

لكن تذكّري:

–         إذا كان السرّ هامّاً جداً وأفشيتيه، فقد تخسرين صديقاً أو شخصاً عزيزاً، والنتيجة نفسها في حال تكتّمت عن سرّ يتعلّق به.

–         هناك بعض الحالات التي من الأفضل عدم التكتّم عن السرّ لا سيما إذا كان عدم الكلام عنه يؤذي الشخص المعني أو أي شخص بريء آخر، كما إذا كان التكتّم عنه يشكّل خطراً على الشخص.

–         هناك بعض الأسرار التي يجب عدم التكتّم عنها أبداً مثل الابتزاز، سوء المعاملة، التمييز العنصري، في حال كانت حياة الشخص في خطر أو عندما يقوم شخص بالسرقة أو الكذب…

متى تكون الحاجة إلى المعالجة؟

يتفّق الاختصاصيون النفسيّون على نقطة أكيدة: لا يشفى من السرّ من يفشيه. فإنّ البوح بالسّر ليس كافياً، وهناك من ينجح في التخلّص من عبئه باللجوء إلى الإبداع الفنّي أو الكتابة أو غيرهما، لكن كثراً يحتاجون إلى اللجوء إلى طريق العلاج الذي يمكن أن يساعد الشخص على التعرّف إلى العوارض والسلوك الذي رافق السرّ والصّمت عنه.

كما أنّ البوح بالسرّ يتطلّب عادة الكثير من الشجاعة والتفكير ومعرفة إدارة الأمور. والحقيقة تكون خطوة أولى في العمليّة الطويلة للعلاج: هو عالم واسع من التواصل، شبكة من الانسجام وطريق نحو إعادة التوازن. كما أنّه بعد البوح بالسرّ، يجب التحضّر لمواجهة غضب البعض، حزن البعض الآخر كما تبرير الحوافز التي رافقت كتمان السرّ والعمل على بناء العلاقات المبنيّة على صدق أكبر. والعلاج الوحيد يبقى: الكلام.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية