العناية بالشعر

حافظي على صحّة شعرك واحميه من التساقط

يوليو 24, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

 ممّا لا شكّ فيه أنّ للشعر تأثيراً كبيراً على مظهر المرأة وحالتها النفسيّة والمزاجيّة، إلا أنّ نساء عديدات يواجهن مشاكل كلما حاولن الاعتناء بشعرهنّ، لذا جمعت لك «هيا» معلومات من شأنها أن تعرّفك على طبيعة شعرك، وتساعدك على حمايته من مشكلة التساقط وعلى تقويته والحفاظ على مظهره الأنثوي اللافت.

بما أنّ النساء يعرفن جيّداً أنّ شعرهنّ هو بمثابة الأكاليل التي تتوّج مظهرهنّ وجمالهنّ، فيحاولن جاهدات للحفاظ على صحّته إلى حدّ المبالغة أحياناً في الاعتناء به، إلّا أنهنّ يجهلن أنّ بعض العادات التي يمارسنها للحفاظ على مظهرهنّ قد تسيء إلى شعرهنّ وتؤدي إلى تلفه وتقصّف أطرافه. وبما أنّ الشعر يتعرّض للإجهاد وللعوامل الطبيعيّة بشكل يومي، يواجه أحياناً بعض الأمراض والمشاكل، لذا فهو يحتاج إلى الاهتمام والعناية. فهل تعرفين طبيعة شعرك؟ وهل تجيدين التعامل مع مشاكله ليبدو في أبهى حلّته ويظهر جمال وجهك؟

تركيبة الشعر من الناحية العلميّة

يتكوّن الشعر من عنصرين أساسيين هما البروتين أو بشكل أدقّ الكيراتين والماء، فالشعر يعشق الماء ويستطيع أن يمتصّ من السوائل أو من رطوبة الهواء ما يصل إلى 30% من وزنه من الماء. يتحدّد لون شعر كلّ فرد بناء على مكوّنين إضافيين هما الإيوملانين والفايوميلانين، إذ يحتوي الشعر الداكن على نسبة أكبر من الإيوميلانين، في حين يتكوّن  الشعر الأشقر أو الأصهب من نسبة أكبر من الفايوميلانين.

حدّدي نوع شعرك

لا بدّ في بادئ الأمر أن تتعرّفي على طبيعة شعرك لكي تتمكّني من تحديد المشكلة التي يواجهها وتعملي على مواجهتها.

الشعر الجاف

تكمن مشكلة الشعر الجاف في أطرافه التي تبدو بصورة عامّة تالفة ومتقصّفة، وهنا يمكن إخفاء عيوبها عن طريق لفّ الشعر على شكل كعكة، أو عن طريق رشّ أجزاء الشعر المتضرّرة بخليط من الماء والبلسم المنعّم. لمعالجة الشعر الجافّ على الفور، اعمدي إلى تدليكه لمدّة نصف ساعة بزيت الزيتون قبل أن تقومي بغسله. استخدمي شامبو خفيفاً وركّزي على تدليك الشعر عند الجذور، واعلمي أنّه لا حاجة إلى تدليك الشعر على طوله لأنّ الرغوة ستصل وحدها إلى الأطراف،  ثمّ اشطفي شعرك بالماء البارد لأنّ من شأن ذلك أن يزيد من لمعانه. وعلى المدى الطويل، استمرّي في مقاومة جفاف شعرك باستخدام بلسم عميق أو بفركه بالزيت الساخن مرّة كل أسبوع. استعملي المنتجات التي تحتوي على مكوّنات مرطّبة شأن البانثينول أو الثيرامايدس، ولا تكثري من تعريض شعرك للماء لأنّ الماء يتسبّب بجفاف الشعر.

 

الشعر الزيتي أو الدهني

من أبرز مساوئه، مظهره الزيتي الذي يوحي بأنّه متّسخ، وذلك بسبب الاضطرابات الهرمونيّة وإفراط الجسم في إفراز الدهون. لتغطية عيوب الشعر الزيتي بشكل موقّت، يمكنك ارتداء ربطة شعر أنيقة لتغطية الجذور الزيتيّة، أو حتّى استعمال القليل من البودرة الخاصّة لامتصاص الزيوت الزائدة. يمكنك أيضاً غسل شعرك باستخدام شامبو خفيف جداً، لأنّ الشامبو القوي قد يثير الغدد الدهنيّة فيزيد من إفرازات الزيوت في شعرك، ثمّ اشطفيه في النهاية بالماء البارد. كما يُنصح في حالة الشعر الزيتي وضع الشامبو على الشعر عندما يكون جافاً، وغسله بعد دقيقتين أو ثلاث، بالشكل المعتاد. على المدى الطويل، جرّبي غسل شعرك كلّ يومين. تذكّري، أنّ المظهر الزيتي يظهر بوضوح عند فرق الشعر وعند الجذور بسبب تراكم منتجات العناية بالشعر، يمكن معالجة هذه المشكلة باستعمال الشامبو المنقّي مرة كلّ أسبوع.

الشعر المجعّد

يمكنك تصفيف أطراف الشعر المجعّد والقاسي باستعمال مصفّف الشعر المناسب، كما بوسعك تنعيم التجاعيد باستخدام منتجات مضادة للتجعّد وبخاصة عند أطراف الشعر. يمكنك ببساطة أن تثبّتي الشعر الذي يعلو قمة رأسك لإخفاء التجعّد. ورغم سوء حالة الشعر المجعّد في الأجواء الرطبة، إلا أنّ سبب ضعفه في الواقع يتمثّل بافتقاره إلى الماء. لذا يعمل البلسم المضادّ للتجعّد على ترطيب داخل الشعر، ويحميه في الوقت نفسه من الرطوبة الخارجيّة. ولتجنّب جفاف الشعر وتجعّده على المدى الطويل، تجنّبي غسله بالشامبو بشكل يومي، واحرصي على استعمال البلسم المناسب. لا تستخدمي الجلّ والمنتجات الأخرى التي قد تؤدّي إلى تراكم الدهون، لأنّ ذلك سيتطلّب المزيد من الغسيل الذي قد يضرّ بشعرك.

الشعر العادي

هو شعر صحّي نسبياً، إذ إنّه غير جاف أو حتّى دهني، ويحتفظ بشكله ويبدو سليماً في أغلب الأحيان حتّى بعد مرور أيّام على غسله، لكنّه يحتاج حتماً إلى العناية حتّى لا يتحوّل إلى شعر جاف أو دهني. لذا اعمدي إلى قصّ أطرافه كلّ شهر لحمايتها من التقصّف، واغسليه مرّة إلى مرّتين في الأسبوع، وسرّحيه باتّجاهات مختلفة، واحرصي على اتّباع نظام غذائي متكامل.

أسباب تساقط الشعر وتلفه

هناك أسباب عديدة تؤدّي إلى تساقط الشعر وتلفه، منها ما هو بيولوجي ومنها ما يرتبط بالعوامل الخارجيّة، فما هي هذه الأسباب وما السبيل إلى حلّها؟

– فقر الدم: يعتبر فقر الدم والإصابة بمرض الأنيميا من أكثر الأسباب المؤدّية إلى تساقط الشعر، فعندما تقلّ نسبة الحديد في الجسم، تضعف بصيلات الشعر بشكل تلقائي بسبب عدم وصول الدم إلى فروة الرأس. إن كنت تعانين من فقر الدم، عليك اتّباع نظام غذائي صحّي يزيد من معدّل الحديد في الدم، وعند ذلك سيبدأ شعرك بالتحسّن وسيتوقّف تساقطه، وستلحظين تحسناً كبيراً في قوّة شعرك وتماسكه، بل وفي مظهره أيضاً.

– تزيد الاضطرابات النفسيّة والضغوط اليوميّة شأن التوتّر والقلق والإحباطات المتكرّرة، من نسبة تساقط الشعر بشكل ملحوظ، لا سيّما أنّ بعض الأشخاص يعمدون إلى شدّ خصلات شعرهم بشكل لاإرادي. فإن كنت ممّن يعانين من هذه الاضطرابات، حاولي قدر الإمكان التخلّص منها أو التأقلم معها، واسعي إلى اكتساب مهارات التعامل مع المشاكل والضغوط، حتّى تتمكّني من التمتّع قدر المستطاع بالطمأنينة والهدوء والسلام النفسي.

– يؤدّي التعامل السيّئ مع الشعر إلى تساقطه، فتسريحه بقوّة وقسوة، يسهم بشكل مباشر في إضعاف فروة الرأس، وبالتالي يؤدّي إلى إتلافه وتساقطه. فإن كنت تنتظرين نتيجة مُرضية لمظهر شعرك، عليك أن تتعاملي معه بلطف وتأنّ. ومن الطرق التي يوصى بها للتعامل الجيّد مع الشعر، نذكر تسريح الشعر برفق عندما لا يكون مبللاً بواسطة مشط خشبي ذي أسنان واسعة ومتباعدة بعض الشيء، عدم تعريض الشعر لمجفّف الشعر بشكل مستمرّ والاكتفاء بتجفيفه بشكل طبيعي، عدم غسل الشعر بالماء الساخن وغسله بالماء الفاتر، عدم تركه ملفوفاً لمدّة طويلة.

-إنّ اتّباع حمية غذائيّة سيّئة لإنقاص الوزن، قد يعرّض الشعر للتساقط بشكل مبالغ فيه، والسبب في ذلك هو حرمان الجسم من المكوّنات الغذائيّة التي يحتاج إليها. لذا إن كنت تتّبعين حمية غذائيّة معيّنة لإنقاص الوزن، تأكّدي أوّلاً من فعاليّة هذا النظام واحتوائه على العناصر الغذائيّة الضروريّة، واحرصي على أن يكون النظام الغذائي المتّبع تحت إشراف طبيب مختصّ حتّى لا يواجه شعرك مشكلة التساقط مع مرور الوقت.

– تلعب المستحضرات الخاصّة بالشعر دوراً كبيراً في إتلافه وتساقطه، لا سيّما إن أفرطت المرأة في استخدامها، نظراً لاحتوائها على كميات كبيرة من المواد الكيميائيّة, وأهمّها الصبغات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأمونيا، وأنواع الشامبو التي تحتوي على مواد كيميائيّة ضارّة تتلف الشعر مع الوقت وتضعف بصيلاته وتجعلها هشّة. يمكن الاستعاضة عن هذه الصبغات بأخرى طبيعيّة أكثر أماناً شأن الحنّة بعد إضافة بعض الملوّنات الطبيعيّة إليها. يُذكر أنّ تساقط الشعر الناتج عن استخدام هذه المستحضرات قد يحدث بشكل فوري أو بعد فترة من الوقت. لذا حاولي  قدر الإمكان استخدام الوصفات الطبيعيّة، والمستحضرات الخالية من المواد الكيميائيّة. وإن احتجت يوماً إلى استخدام مثل هذه الصبغات، فاحرصي على انتقاء أجودها، على أن تقومي باستخدامها على فترات متباعدة، وأن تزيدي من اهتمامك بشعرك والعناية به.

– للرضاعة علاقة وثيقة بتساقط الشعر، ففي فترة الحمل والرضاعة، يتغيّر نظام الهرمونات في الجسم، وتلاحظ المرأة أنّ شعرها بدأ بالتساقط في هذه الفترة، إلّا أنّ هذا التساقط يكون موقّتاً وينتهي مع انتهاء فترة الرضاعة. غير أنّه على المرأة الاهتمام بشعرها في هذه المرحلة، وعدم إهماله حتّى لا تزيد نسبة تساقطه، وذلك عن طريق تناول الأغذية المناسبة.

الغذاء مهم لصحّة الشعر

إنّ صحّة الجسم هي رهن بالطعام الذي نتناوله، وثمّة بعض الأطعمة التي من شأنها أن تساعدك في الحصول على شعر صحّي ولامع. ولأنّ الشعر مكوّن من البروتين، فمن الضروري تناول كميات كافية من الأطعمة الغنيّة بالبروتينات مثل اللحوم، والسمك، والدجاج، والبيض، لا سيّما عند الفطور حين تكون مستويات الطاقة في جذور الشعر في أدنى معدّل لها. كما تُعتبر الوجبات الخفيفة والصحّية ضروريّة، لأنّها تمدّ جذور الشعر بالطاقة التي تنفد تدريجياً في حال عدم تناول الطعام لساعات متتالية. يمكنك الاستفادة أيضاً من المكمّلات الغذائيّة، مثل أقراص المعادن والفيتامينات المتعدّدة التي تسدّ أيّ نقص في جسمك نتيجة سوء التغذية أو الحمية الغذائيّة الصارمة.

 تذكّري أنّه لا بدّ من استشارة الطبيب، لأنّه الوحيد القادر على تحديد نوع الفيتامينات التي يفتقر إليها جسمك والتي تتسبّب بتساقط شعرك.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية