سفر

شيكاغو قلب نابض ولحن جريء

سبتمبر 11, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

قلب أميركا النابض بالحياة، ولحن جريء عزفت أنغامه حداثة منقطعة النظير تردّى صداها بين معالم المدينة العصريّة، ليجعل منها عنواناً للرقي ورمزاً للتنوّع.

لطالما كانت شيكاغو مدينة متمرّدة ترفض الانصياع للقانون، فقد طبعت سجلّها التاريخي بحكايا مشوّقة عن عصابات ومغامرات خطرة، لكن ما إن أطلّ القرن الواحد والعشرين، حتّى استقبلته بحلّة جديدة، فوقفت على أطلال الماضي لتطوي صفحة صاخبة، وتخطّ على صفحة بيضاء قصّتها الجديدة… إنّها قصة مدينة ارتدت الحداثة وتزيّنت بالثقافة، ثمّ راحت تختال بين مدن العالم متباهية بمتاجرها الفخمة وحدائقها الغنّاء ومعارضها الفنيّة ومتاحفها التاريخيّة ومسارحها التي ترفض إسدال الستار، فأسرت بتنوّعها قلوب الباحثين عن الرفاهية والحداثة وشدّت إليها أنظار السياح في أقطار العالم أجمع.

منتزه ميلانيوم
مع حلول العام 1997، تعاظم التطوّر المدني في مدينة شيكاغو حتى باتت تغص بالشوارع المزدحمة والطرقات التي تشوّهها آلاف الشاحنات ويعكّر صفوها ضجيج السيارات الصاخب. لذا ارتأى أعيان المدينة أن يستعيضوا عن الشوارع الفائضة بمنتزه يشكّل متنفّساً للسكان. لكنّ هذا المنتزه أخذ يتطوّر شيئاً فشيئاً، حتّى تحوّل إلى أهم مشروع ترفيهي تشهده الألفيّة الأولى، ومن هنا استمدّ المنتزه اسمه وأصبح منتزه الألفيّة أو Millennium Park. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا المنتزه إلى مدعاة فخر للمدينة وجعل منها مدينة تتربّع على عرش المدن الأميركيّة الأخرى.
يقع هذا المنتزه المهيب في وسط مدينة شيكاغو في جادة ميشيغان بين شارعَي راندالف ومونرو الشهيرين. وهو يمتد على مساحة شاسعة زركشتها المناظر الطبيعيّة الخلابة ورصّعتها التصاميم الهندسيّة المبدعة وأطربت أجواءها الموسيقى الحالمة وزادت تألّقها الفنون العالميّة الراقية. إنّه ببساطة فانوس سحري يتيح فرصة الاستمتاع بالنشاطات كلّها، من التعرّف إلى أنواع الفنّ الشعبي إلى التزلّج على الجليد، ومن تناول الطعام في الهواء الطلق إلى حضور الحفلات الموسيقيّة المجانيّة التي تنظّمها باستمرار جوقة المنتزه الموسيقيّة المحترفة.

برج سيرز الشاهق
يُعدّ برج سيرز لفرط علوّه، ناطحة سحاب، إذ تكاد طوابقه الشاهقة تعانق الغيوم. ولا عجب إن كانت الرؤية من الطابق 103 تسحر الأنظار وتأسر القلوب، فهي تسمو بخيال الناظر إلى أفق ولايات ميشيغن وإنديانا وويسكنسن المحيطة، وتتيح له التمتّع بروعة هندسة شيكاغو من الأعالي. حتّى أنّ استخدام المصاعد الكهربائيّة فائقة التطوّر في ذلك البرج متعة بحدّ ذاتها، فهي مزوّدة بشاشات كبيرة عالية التقنيّة تنقل مستخدمها إلى عالم «ناسا» المذهل وتشعره بأنّه ينطلق في رحلة بين الكواكب على متن سفينة فضائيّة. ويعكس هذا البرج تميّز مدينة شيكاغو وتنوّعها، لأنّه يجمع في طوابقه كل أنواع وسائل الترفيه والنشاطات الفنيّة والفكريّة، فتنتشر في زواياه المعارض الفنيّة الراقية وتكثر فيه الشاشات الضخمة التي تصوّر للأطفال تاريخ شيكاغو بألوان مذهلة وصور ثلاثيّة الأبعاد تكاد تقارب الواقع. ويجب عدم إغفال المناظير عالية التقنيّة المثبّتة أعلى البرج والتي تتيح للزوار مشاهدة معالم المدينة عن كثب. وبعد جولة طويلة في أرجاء البرج، لا بدّ من التوقّف لاستراحة قصيرة، لذا خُصص الطابقان الأوّلان منه لهذه الغاية، فهما يعجّان بكل أنواع المقاهي والمطاعم الفاخرة التي تقدّم ألذّ الأطباق من مختلف المطابخ العالميّة.

مدينة نايفي باير الترفيهيّة
تتطلّب زيارة نايفي باير Navy Pier يومين على الأقل، فهي أشبه بمغامرة ممتعة تكثر فيها النشاطات والأمور المسلّية التي يمكن القيام بها. لذا، يكفي التصرّف بعفويّة والاستعانة ببرنامج النشاطات والعروضات التي تقدّمها المدينة لقضاء أوقات ممتعة في ذلك المكان الرائع. لكن قبل الغوص في أرجاء المنتزه والتنقّل بين خمائل الورود المتضوّعة، لا بدّ من المرور بمسرح IMAX السينمائي العملاق المزوّد بـ400 مقعد وبأكبر شاشة عرض في شيكاغو وأكثرها تطوّراً على الإطلاق، فهي تعرض الأفلام بتقنيّة عالية وبطريقة ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد. الجدير بالذكر، أنّ لائحة الأفلام المعروضة تتغيّر باستمرار، ما يوفّر للزائر رؤية أفلام جديدة في كلّ مرة يقصد فيها ذلك المكان.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية