أخبار

هل أنت مع عمليات التجميل… للرجال؟

أكتوبر 14, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

فرح قمر-بيروت

لطالما كان الجمال والمظهر الأنيق غاية المرأة ومبتغاها، وقد شكلت مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة حاجة حياتيّة للمرأة تقودها إلى تحقيق الرضى عن ذاتها ومواجهة العالم بصورة جميلة. غير أنّ المرأة لم تعد المنافس الوحيد داخل الحلبة، ولم تعد ترتبط عمليات التجميل بها حصراً، إذ يشهد العالم في الفترة الأخيرة إقدام الرجال على الاهتمام بوسامتهم ولو عبر العمليات التجميليّة.
من قال إنّ على الرجل ألا يكون وسيماً، فهل الشيخوخة تصيب النساء ولا تصيبه؟ ومن قال إنّ الشبان لا يرغبون في إطالة عمر شبابهم كما تفعل النساء تحديداً؟ فالرضى الذاتي والاقتناع بالمظهر لهما علاقة بالثقة بالنفس والسعادة لدى الجنسين على السواء.
مع التطوّر السريع الذي يشهده العالم، لم يعد من المستحيل الحصول على المظهر المطلوب في الوقت المطلوب، فبفضل موجات عمليات التجميل التي غزت العالم، أصبح في الإمكان التخلّص من أي عبء قد يشكّل عقبة في حياة المرء. أنف معقوف، جرح في الوجه، انتفاخ تحت العين، أو ربما تجاعيد وصلع… أمور قد تظن النساء أنّها لا تؤثر في الرجال، لكنّها قد تشكل عقدة لهم، لا سيما إن كانوا يهتمّون لوسامتهم.
في الأعوام الأخيرة، أصبح المجتمع العربي أكثر تقبّلاً لأن يعدّل الرجل في مظهره أو أن يصلح خللاً ما، ويمكن مراقبة العدد المتزايد لمراكز التجميل المخصّصة للرجال لإدراك أنّ الأمر بات ظاهرة. اللافت في هذا الموضوع، هو أنّ العمليات التي يلجأ إليها الرجل لا تختلف كثيراً عن تلك الخاصة بالمرأة، فهي تشمل تجميل الأنف، إزالة الدهون، تصحيح الوركين، بالإضافة إلى زراعة الشعر وتجميل الحاجبين والجفنين وما إلى ذلك، حتى أنّ بعض الرجال خضعوا لعمليّة تجميل الصدر، وذلك عبر شدّه أو إزالة الدهون الزائدة منه والتي تجعله قليل الانتفاخ ما يسبّب إحراجاً له.
لكنّ الفارق أنّ عدداً قليلاً من الرجال يجرؤ على القيام بعمليات تجميل أو ربما الإفصاح عنها، ذلك أنّ المجتمع الذكوري نفسه لن يتقبّلهم. لكن ماذا عن النساء، فهل يرين في ذلك مشكلة أم حلاً؟

بداية شعرت بالاستغراب
تختلف نظرة النساء إلى هذه الظاهرة، كل واحدة وفق بيئتها وصورة الرجل في ذهنها، فمنهن من أشرن إلى رفضهنّ للموضوع، منهنّ من أثيرت دهشتهن، ومنهنّ من تعاملن مع الأمر على أنّه طبيعي وبديهي.
فلدى سارة تجربة مع هذه القضيّة، لا سيما أنّ زوجها خضع لعمليّة تجميل للأنف بحجّة أنّها عمليّة «لحميّة»: «كان ذلك قبل أن نتزوّج وكان أنفه الطويل يسبّب له إزعاجاً. عندما أخبرني ذلك للمرة الأولى شعرت بالاستغراب، فلم أكن معتادة على فكرة عمليات التجميل للرجال، لكن عندما رأيت صوره القديمة قبل العمليّة، حمدت الله على أنّه تجرأ وقام بالعمليّة لأنّه الآن أكثر وسامة. والآن، أنا أؤيد الفكرة، فلا ضرر من إصلاح تشوّه ما، ولا عيب في تحسين المظهر إن كان يعزّز من ثقة الرجل بنفسه، لكنّني ضد إجراء هذه العمليات للفت الأنظار أو التشبّه بالجنس اللطيف كما يفعل البعض في أيامنا».

يكفي أن يكون مرتّباً
وإذا كانت التجربة أرغمت سارة على تقبّل الموضوع، فإن نايلة لا يبدو أنّها ستتقبّل الأمر بسهولة: «أشعر بأنّ ذلك ينفرني، ليس بسبب العمليّة بذاتها، لكنّني لا أستطيع أن أتخايل رجلاً يهتم لكل هذه التفاصيل بمظهره، فيكفيني أن يكون أنيقاً ومرتّباً، لكن إذا قرّر أن يقوم بعمليّة تجميل، أشعر بأنّ في ذلك نقصاً في رجولته وأنّه يتصرّف كالنساء، فتضحكني فكرة أن أراه يتأمّل نفسه أمام المرآة ليرى كيف أصبح شكله». وتتابع: «هذا مرض نفسي وتأثّر بمحيط أنثوي قد يدفعه لاحقاً إلى أكثر من ذلك».

الأمر يتعلّق بالحريّة الشخصيّة
من ناحيتها، تبدو ربى أكثر موضوعيّة، فبالنسبة إليها الموضوع يتعلّق بالحريّة الشخصيّة: «ليس من حق أحد انتقاد الرجل على قيامه بعمليات تجميليّة، طالما أنّ ذلك يشعره بالرضى والاقتناع، فهذا حقّه لأنّ المشكلة التي يعاني منها والتي دفعته إلى إجراء العمليّة هي مشكلته وحده ويحق له أن يعالجها».
تضيف ربى: «زوجي لا يحتاج إلى عمليّة تجميل حالياً، لكنّه يكبرني بعشر سنوات، لذا إذا أراد يوماً أن يزيل بعض التجاعيد أو يشد وجهه، لكن أكون منزعجة، فكل امرأة تحب أن يكون شريكها جميلاً، هذا واقع وليس فيه أي عيب».
لكل امرأة اعتباراتها، لكنّ التاريخ يقول إنّ ما يبدأ بظاهرة يصبح «عادة» بعد سنوات، وما قد يبدو مستغرباً اليوم وخارجاً على المألوف، قد يصبح ضرورة بعد سنوات. فعمليات التجميل للرجال تزداد بسرعة، ليس رغبة في الحفاظ على المظهر الأنيق والشبابي والاعتناء بالجمال وحسب، بل وتطوّر ليصبح New Look كما في بعض الحالات.
لذا، لا تتفاجئي إذا رأيت يوماً ما زوجك أكثر شباباً ووسامة منك، فعندها، هل ستتقبّلين الأمر؟

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية