بعيداً عن التطوّر الذي يشهده عالم الطبّ والأدوية، ولد علاج جديد – قديم أثبت فعاليّته في التخلّص من مشاكل عدّة. من منا لا تحبّ الألوان والإضاءة، ومَن منا لا ترتاح لضوء يدخل إلى نفسها الطمأنينة والدفء؟ بالطبع بعد قراءتك هذا التحقيق سوف تعرفين السبب الكامن وراء ذلك، فربما كان علاجاً لمرض تعانين منه وأنت لا تدركين ذلك!
تخيّلي الحياة من دون أضواء! بالطبع لا يمكنك تصوّر ذلك وقد تجدين الأمر صعباً. منذ القدم، كان الأطباء الإغريق يستخدمون ضوء الشمس لعلاج حالات الصرع والتهاب المفاصل والسمنة، كما كانوا ينصحون بحمامات الشمس للتعويض عن نقص بعض الفيتامينات في الجسم، ولمعالجة آلام العظام والروماتيزم. فإليك أهم الأمراض التي يعالجها الضوء:
كآبة الشتاء
مع قدوم فصل الشتاء، يصاب الشخص بنوع من الخمول والكسل، رغم أنّه ينال ساعات نوم أكثر من فصل الصيف. يتساءل البعض عن سبب الشعور بالخمول والرغبة الشديدة في النوم، الأمر الذي تترتّب عليه مضاعفات أخرى مثل الأرق أثناء النوم وفقدان القدرة على قيادة السيارة وحالة من الاضطراب والقلق. في هذا الإطار، يؤكد الخبراء أنّ هذه التداعيات ترجع إلى أنّ عدد ساعات النهار تقلّ في الشتاء، وبالتالي تتقلّص الأوقات التي يتعرّض فيها الإنسان للضوء، ما يجعل الجسم يفرز المزيد من هرمون الميلاتونين، المسؤول عن الشعور بالخمول والكسل، لذا يكون المرء في الشتاء في حاجة مستمرّة إلى قدر إضافي من النوم، كما يعاني من نقص في الطاقة والقوّة والقدرة على التركيز، فيفتقر إلى الحيويّة. اعتبر العلماء أنّ العلاج يكمن بواسطة الضوء، وهو طريقة تتمثّل في استخدام مصباح خاص لتوفير الإحساس بأشعة الشمس الساطعة. تقوم فكرة العلاج الضوئي على أساس أنّ الأشعة البيضاء المنبعثة من المصباح تتغلغل في شبكة العين ومن ثم تعمل على تحفيز مناطق معيّنة في المخ وتنشيطها فتفرز بدورها هرمون السيروتونين، وبالتالي تكون النتيجة تفكيراً أوضح ونوماً أفضل وقدرة على الاستمتاع بالحياة إلى أقصى حد.
الالتهاب الكبدي
يؤكّد العلماء أنّ قضاء نصف ساعة تحت أشعّة الشمس أكثر فعاليّة من تناول الأدوية في علاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «C»، مشيرين إلى أنّ أشعة الشمس تساعد على تقوية نظام المناعة للمرضى، وبالتالي تساهم في التخلّص من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «C»، مشدّدين على أنّ الفترة الأنسب للتعرّض لأشعة الشمس هي عند الشروق والغروب ولمدة 15 دقيقة، لأنّ أشعة الشمس لا تضرّ العين في هذه الأوقات ولا تسبّب حروقاً بالجلد.
اكتئاب الحوامل
ليس غريباً أن تصاب المرأة الحامل باكتئاب خلال فترة حملها، بسبب اضطرابات في الهرمونات والتغييرات التي تطرأ على جسمها. فقد وجد الأطباء أنّ العلاج بالضوء يُشكّل بديلاً جيداً للنساء اللواتي لا يرغبن أثناء الحمل في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب خوفاً من آثارها الجانبيّة، مشيرين إلى أنّ حمام الضوء لا يُشكّل أي خطورة على الجنين.
حبّ الشباب
وجد الأطباء تقنيّة جديدة تخلّص المرأة من حبّ الشباب والبثور، وذلك عبر نظام Clear Light وهو علاج ضوئي جديد نال موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركيّة. يعمل هذا النظام على إصدار حزم ضوئيّة تساعد في علاج الحالات المتوسّطة من حب الشباب الالتهابي. يعتمد الجهاز على استخدام الضوء الأزرق لقتل الخلايا البكتيريّة الموجودة داخل البثور والحبوب، لذلك فهو لا يسبّب أي آثار جانبيّة ويعطي نتيجة فعّالة. بالإضافة إلى ذلك، يخلّصك الضوء من المشاكل الجلديّة ذات الطابع الدموي السطحي، مثل دوالي الوريد Varices على الوجه والأنف واحمرار الجلد، ويحارب الضوء علامات الشيخوخة والترهّل ويعيد النضارة إلى البشرة وينشّط الخلايا الجلديّة ويعزّز من إنتاج الكولاجين.
الأزرق أهم الألوان
يؤكّد اختصاصيّو الجلد أنّ حزمة من الضوء الأزرق قد تعيد نضارة الشباب إلى البشرة وتزيد الوجه تألّقاً وجمالاً، ووجدوا أنّ العلاج بالضوء الأزرق الذي تمّت المصادقة عليه فعال لمعالجة الآفات الجلديّة السرطانيّة في الوجه، كما أنّه يحارب التجاعيد والخطوط الرفيعة والبقع الداكنة. وأوضح الخبراء أنّ الضوء الأزرق يتفاعل مع محلول خاص يوضع على الوجه، وبعد التعرّض لهذا الضوء لمدة 16 دقيقة على مدى أسبوع واحد، تحصلين على النتيجة المرجوّة. وفسّر العلماء ذلك أنّ الخلايا التالفة تخضع لهذا التفاعل الذي يسبّب انفصالها وتساقطها لتحل محلّها خلايا جديدة سليمة.
تعرّفي على الألوان وفوائدها
إنّ أهمّ ميزة للعلاج بالضوء أنّه يتغلغل داخل الجلد حسب المشكلة التي يعاني منها. وفي ما يتعلق بألوان الضوء التجميلي، فكل لون يفيد في معالجة مشكلة معيّنة، مثلاً اللون الأزرق يقضي على الشدّ العضلي، بينما الأحمر ينشّط الدورة الدموّية ويجعلها أكثر حيويّة وصحّة ونشاطاً.
الأحمر: هو لون القوّة والحيويّة. يستخدم في علاج الأمراض المتعلّقة بالدورة الدمويّة وفي معالجة الجروح النازفة، يخفّف من الشعور بالاكتئاب، ومن الأفضل عدم استخدام الأحمر مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم أو من القلق لأنّه يثير الأعصاب.
البرتقالي: هو من الألوان التي تزيد من مناعة الجسم وتمدّه بالطاقة، كما يستخدم في علاج بعض الأعراض الهضميّة، وأمراض الكلى والكبد. كما هي الحال مع الأحمر، لا يجوز استخدام البرتقالي لمدة طويلة لأنّه يؤدي إلى إثارة الأعصاب.
الأصفر: هو لون الذكاء، يستخدم في التحفيز الذهني ويساعد على التفكير السريع وعلى صفاء الفكر، كما يساعد على التخلّص من الالتهابات الجلديّة ومشاكل الجلد الأخرى. في المقابل، يجب عدم التعرّض له بكثرة لأنّه يؤدي إلى الإرهاق والاكتئاب.
الأخضر: هو لون التوازن والانسجام، يريح الأعصاب المتعبة ويفيد القلب. يعمل على موازنة العواطف ويبعث على الشعور بالهدوء. الأخضر يرمز إلى النمو، ولذا يعتقد أنّه يحث على نمو الأنسجة والعظام التي تعرّضت لكسور. اللون الأخضر يفيد الحوامل لأنّه يشيع جواً من الصفاء والهدوء. إلا أنّ المبالغة في التعرّض للون الأخضر قد يؤدي إلى انبعاث طاقة سلبيّة، لا سيما إذا كان هناك جزء من تلك الطاقة في الشخص الذي تتم معالجته باللون.
الأزرق الغامق: هو لون مشتق من الأزرق حيث يجمع بين مواصفات الأزرق والأسود، يساعد على إزالة الاحتقانات ويؤدي إلى صفاء الذهن وإطلاق الروحانيات. يستخدم لأمراض الأذن والعين والأنف لا سيما الجيوب الأنفيّة. إنّ المبالغة في استخدامه، يؤدي إلى الشعور بالصداع والدوران.
البنفسجي: لون يوصلك بنفسك الروحانيّة، ويفيدك في علاج المشاكل العصبيّة والنفسيّة. يساعد على شفاء الروماتيزم وعلى التقليل من الألم. المبالغة في استخدام هذا اللون يجعلك في حالة انعزال عن الواقع.
البنفسجي الفاتح: لون الاتزان، يساعد على الشفاء الروحاني، وعلى النوم. إنّه لون إعادة البناء وهو يعتبر كمقوّ للجسم. الكثير منه يعطي شعوراً بالتعب وعدم التركيز.
الأبيض: لون الصفاء، يقوم على تنقية الجسم، ويجلب الشعور بالسلام والراحة وله تأثير كبير في التقليل من الألم.
الفضي: لون الهدوء والاستمرار. مفيد في التخلّص من بعض الأمراض، لا سيما الأمراض التي تصيب الدم والأنسجة.
الذهبي: أقوى الألوان التي تساعد على شفاء الأمراض. يجد بعض الأشخاص أحياناً صعوبة في تحّمله، لذا عليهم أن يتكيّفوا معه خلال فترة زمنيّة. اللون الذهبي يقوّي الجسم والروح.
الأسود: يساعد على جلب الصبر والحكمة ويبعث على الهدوء والتأمل.
نصائح قبل العلاج بالضوء
يجب أن تعرفي أنّ العلاج بالضوء مثله كباقي العلاجات، يحتاج إلى وقت لكي تظهر نتائجه التي يجب أن تترافق مع:
– الإكثار من شرب المياه التي تساعد على ترطيب البشرة ومنحها النضارة، فالمياه تعزّز وتساهم في تحقيق النتائج المطلوبة.
– تقليل نسبة الدهون في الطعام وعدم تناول المأكولات الغنيّة بالدهون للتحكّم في كميّة إفراز البشرة للدهون.
– المحافظة قدر الإمكان على الهدوء والابتعاد عن كل ما من شأنّه أن يزيد الضغوط النفسيّة.
العلاج بالضوء في المنزل
– استخدمي أضواء جميلة في غرفتك، مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي والأزرق والأبيض، لأنّها تمدّك بطاقة إيجابيّة خصوصاً لدى استيقاظك صباحاً فتجعل يومك مليئاً بالنشاط.
– إذا كنت من النساء اللواتي يستيقظن في وقت مبكر جداً، أي قبل شروق الشمس، عليك أن تشتري مصباحاً منبّهاً خاصاً يقلّد ضوء النهار ويضبطه، بحيث يبدأ بإضاءة خافتة تشبه ضوء الفجر قبل نصف ساعة من موعد استيقاظك، ثم تزداد قوّة الإضاءة شيئاً فشيئاً، وتبلغ أقصى درجاتها مع إصدار رنين المنبّه نفسه. فحتى قبل أن تفتحي عينيك، يمرّ الضوء داخل العين ويوقظ الخلايا العصبيّة في الدماغ.