كريستيل زيادة-بيروت
يمرّ الرضّع والأطفال بعوارض صحيّة مزعجة، تسبّب لهم أوجاعاً مؤلمة وتوقظهم من سباتهم العميق. ورغم بساطة تلك العوارض، إلا أنّ الأهل غالباً ما يقلقون حين يبدأ أطفالهم بالبكاء الشديد من دون سبب واضح. كلّما كان الطفل صغيراً في السنّ، كلما كان تمييز سبب المغص الذي يمكن أن يعاني منه صعباً على أهله. لكن في غالبيّة الحالات، ترافق آلام البطن المزعجة عوارض محدّدة تدلّ علىأسباب الأوجاع الحادّة وعلى مؤشرات واضحة تستدعي استشارة الطبيب. فالإسهال الحاد والتقيؤ مثلاً، دليلان واضحان على وجود التهاب في الأمعاء. أما الطفل الذي يشكو من مغص ولا يتحمّل أن تضع والدته يديها على بطنه من شدّة الألم، فذلك يعني أنّه مصاب بإمساك أو بالتهاب في الزائدة الدوديّة. من الضروري جدّاً أن تتمتّع الوالدة بالإدراك الكافي وألا تُصاب بالهلع كي تتعرّف على أسباب الآلام والإسهال والتقيّؤ والإمساك التي تصيب طفلها.
في ما يلي، لمحة عن كيفيّة تحديد مكان الأوجاع وأبرز الأسباب التي تؤدّي إلى إصابة الطفل بالعوارض المزعجة، بالإضافة إلى أهمّ النصائح التي يجب على الأم اتّباعها لتفادي تلك العوارض قدر الإمكان وأبرز الحلول التي باستطاعتها اللجوء إليها.
أسباب عدّة والألم واحد
ثمة أسباب كثيرة تفسّر آلام البطن لدى الأطفال. فقد تؤدّي أيّ مشكلة في المعدة أو الأمعاء إلى تلك الأوجاع الحادّة التي تزعج رضيعك وتمنعه من النوم وهو عاجز عن التعبير عن وجعه إلا في البكاء.
تعرّفي في ما يلي على أبرز تلك الأسباب:
– تناول الطفل حليباً ساخناً.
– تناول كميّات كبيرة من الطعام أو شعور الطفل بالجوع بسبب نقص كميّة الحليب المعطاة له.
– تناول الأم المرضعة المكمّلات الغذائيّة كحبوب الحديد، إضافة إلى الكافيين والمشروبات الغازيّة التي تسبّب مغصاً في الكولون لدى الرضيع.
– مشاكل في الجهاز الهضمي، إضافة إلى التسمّم والقرحة وعدم تحمّل مادة اللاكتوز الموجودة في الحليب.
– الإمساك أو الغازات الحادّة في البطن والإسهال.
– التهاب في المجاري البوليّة والمثانة أو الزائدة الدوديّة.
– التهاب في الحلق والأذنين.
– شعور الطفل بالقلق والخوف.
– تعرّض الطفل للمكيّف أو على العكس تعرّضه لحرارة مرتفعة وشعوره بحرّ شديد، ما يؤدّي إلى آلام في البطن والإسهال.
أهمية تحديد مكان الألم
لا شكّ في أنّك، وكمعظم الأمهات، تسارعين إلى الاتصال بالطبيب فور شعور طفلك بأيّ ألم. ويُعدّ المغص من أبرز العوارض التي تتطلّب استشارة الطبيب لأنّ أسبابه غالباً ما تكون مبهمة. لذا من الضروري أن تقدّمي لطبيب الأطفال تفسيراً مفصّلاً عما يشعر به طفلك، لا سيّما إن كانت الاستشارة عبر الهاتف. يجب أولاً أن تلاحظي إن ظهرت أوجاع طفلك فجأة أو تدريجيّاً، كما عليك أن تحدّدي إن كان الألم مستقرّاً أو متصاعداً. ولا تنسي أن تذكري للطبيب عدد المرّات التي يُصاب فيها طفلك بالأوجاع وحاولي أن تصفي له نوعها، سواء كانت حروقاً في البطن أم غازات أم آلاماً حادّة شبيهة بالسكاكين.
أوجاع لا يحتملها الصغار… ما الحل؟
قد يشكو بعض الأطفال من آلام في بطونهم لأسباب عدّة. وفي حين ينجح الأهل أحياناً في معالجة تلك الأوجاع في المنزل، إلا أنّ الأمر قد يستوجب عليهم أحياناً أخرى استشارة الطبيب. في ما يلي، أبرز الخطوات التي بإمكانك اتّباعها لتجنّب تعرّض طفلك للمغص والإمساك والإسهال أو علاجها، إضافة إلى أبرز العوارض التي تستدعي زيارة الطبيب المختص أو المستشفى في الحالات الطارئة:
– إن كان طفلك لا يزال رضيعاً، من الأفضل أن تتجنّبي تناول الألبان والأجبان لأنّها تحوي مواد قد تسبّب له المغص.
– إن كان يشرب حليباً صناعيّاً، فلا بدّ من أن تتقيّدي بالكميّات المدوّنة على العلبة، وأن تتجنّبي المياه الساخنة كونها المسبّب الأوّل للمغص.
– لتساعدي طفلك على التخلّص من الإمساك، دلّكي بطنه حول صرّته بنعومة لدى تبديل الحفاضات، وزوّديه بكميّات كبيرة من المياه خلال النهار، بالإضافة إلى المأكولات الغنيّة بالألياف كالخضار والفاكهة، وقلّصي من تناوله الأطعمة الغنيّة بالنشويّات كالمعكرونة والتفاح والجزر والشوكولاته.
– أما في حال الإسهال، فعليك تجنّب إعطائه الفاكهة والخضار النيئة، وتزويده بكميّات كبيرة من المياه وبأطعمة غنيّة بالنشويات.
ولا تتردّدي أبداً في اصطحاب طفلك إلى الطبيب في حال تجاوزت بعض العوارض حدّها المعقول. تعرّفي ما يلي على العوارض غير الطبيعيّة:
– أوجاع مؤلمة جداً في البطن والمعدة تتجاوز فترة الساعة.
– تجاوز حرارة الجسم الـ38 درجة مئويّة.
– إسهال وتقيؤ لأكثر من 6 ساعات.
– عدم قدرة الجسم على تخزين كميات قليلة من السوائل.
– الشعور بآلام حادّة لدى التبوّل.
أما في حال كانت حرارة طفلك 40 درجة مئويّة، أو في حال كان التقيّؤه أخضر اللون، أو إن رأيت دماً في الخروج أو عند التقيّؤ، وإن كان طفلك في حالة نعاس دائمة وضعف جسدي واضح أثناء الألم، فيجدر بك اصطحابه فوراً إلى المستشفى.
أعراض التهاب الزائدة الدودية
حين يشعر الطفل بآلام حادة ومفاجئة في البطن، يتساءل الأهل إن كانت تلك العوارض تدلّ على التهاب الزائدة الدوديّة. وهنا يجب الانتباه إلى العلامات التالية التي تعتبر مؤشّراً لذلك:
– ألم شديد في المنطقة اليمنى من أسفل البطن وارتفاع حدّة الألم تدريجيّاً.
– غثيان وتقيّؤ.
– شحوب واضح في الوجه.
-الحاجة إلى التبوّل باستمرار.















