قد تطغى شهرة الاسم ولمعة الماس على تفاصيل تاريخ دار المجوهرات المعقد ومتعدد الوجوه، ومع ذلك، فقد كان لـ Cartier دور مهم في تاريخ فنون الزينة. تصاميم هذه العلامة من القطع الكلاسيكية التي تليق بمصمّم مجوهرات الملوك وحتى ابتكارات الفن الحديث تتسم بأنّها هندسية مبتكرة بديعة، تشهد على التغيرات في الأذواق والقوانين الاجتماعية. لقد أغوت دار Cartier أهم الشخصيات وأكثرها أناقة في القرن العشرين بمجوهرات وساعات وقطع أنيقة وعملية في نفس الآن.
تاريخ من الإبداع
تمّ تنظيم معرض «كارتييه، الأسلوب والتاريخ» ليكون معرضاً لتاريخ الفنون، تظهر فيه المجوهرات كقطع فنية تبرز الاستخدامات المختلفة والأنماط التي سادت في مراحل زمنية مختلفة. يروي المعرض تاريخ دار Cartier منذ تأسيسها في العام 1847 وحتى السبعينات ويفتح الباب لنرى ونراقب عمل شركة راقية تبتكر المجوهرات والأكسسوارات ذات الجمال الخلاب والعملي.
تتألق في المعرض حوالي 600 قطعة من المجوهرات والساعات والأدوات، إلى جانب أثواب ومعاطف وأكسسوارات ومفروشات ولوحات وصور إعلانية ومنحوتات ومجلات أزياء تمنح الزوار فكرة عن فنون تلك الحقبة وأذواقها. ومن خلال تتبع خطوات الدار عبر التاريخ، يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على خياراتها. ولهذه الغاية تمّ تجهيز أكثر من 200 رسم تحضيري إلى جانب العديد من الوثائق الأرشيفية: سجلات البضائع وكتاب الأفكار والرسوم الخاصة ببوتيك Rue De La paix وصور وقوالب جصية… وذلك من أجل اصطحاب الزوار إلى ما خلف كواليس العرض.
ذاكرة احتفالية
يعتبر هذا المعرض أهم معرض مكرس لـCartier وهو لا يهمل أياً من الأعمال التي ساهمت في بناء شهرة وسمعة الدار، حيث تبرز فيه كافة أشكال القطع التي تحمل توقيع Cartier من المجوهرات الاحتفالية إلى أكثر القطع شخصية وحميمية: صناديق الزينة، وعلب السجائر وساعات المعصم. يتباهى المعرض كذلك بقطع عدت من أكثر قطع الدار شهرةً مثل سلسلة التيجان الفخمة التي تعكس حرفية الصانع وطموح الزبون. ومن أجل إظهار أهمية صناعة الساعات في هوية Cartier، سيتم عرض عدد غير مسبوق من الساعات الغامضة، وبالتحديد 15 ساعة تنفرد كل منها بأبهة التصميم وفخامة الحرفية.
وجوه لا تنسى
معظم القطع المعروضة هي من مجموعة Cartier، إلى جانب خمسين قطعة مستعارة من مؤسسات عامة مثل متحف الفنون التزيينية ومتحف غاليريا والمكتبة الفرنسية الوطنية ومكتبة متحف الأوبرا ومكتبة الفنون التزيينية ومن مجموعات خاصة أيضاً. تشارك في المعرض كذلك أكثر من عشرين قطعة، بعضها رسمي والآخر شخصي، من مجموعات أمير موناكو، وهي تعكس الذوق الأنيق للأميرة Grace. سيتمكن الزوار أيضاً من مشاهدة قطع من مجموعة استثنائية امتلكتها Marjorie Merriweather Post، وريثة إمبراطورية الحبوب وعاشقة وجامعة القطع الفنية الروسية والفرنسية وإحدى أهم زبائن Cartier نيويورك. يستضيف المعرض كذلك ذكرى أهم الشخصيات والرموز التي مرت في تاريخ الدار، زبائن مهمون وممثلات أو وريثات (Barbara Hutton و Marlene DietrichوLiz Taylor وMaria Félix ومهراجات من الهند وشخصيات تركت بصمتها على مختلف الحقب الزمنية مثل Mona Bismarck ودوقة ويندسور…
يفتح المعرض جناحية في الـGrand Palais في باريس كقصة خيالية، ليقدّم جواً جديداً في كل قسم وليسلب الأنظار والألباب بسحر قطع تروي حكاياتها بنفسها وتعطي الزائر المفاتيح لفهم الأحداث.
الصورة: تاج من كارتييه باريس، فينسنت وولفيريك، مجموعة كارتييه.